هيثم كابو ضد التيار ترشيد النفاق .. ! * لا يقبل شخص أن تصفه ب(المنافق)، حتى ولو بصم الناس بالعشرة على أنه يظهر للملأ خلاف ما يبطن .. سيحدثك على الفور عن الغل، وحقد البعض عليه، وحملة استهدافه، ومحاولة النيل منه .. ستسمع العجائب عن تساميه فوق الجراح، وترفعه عن مطاردة الأقاويل والاتهامات والظنون .. ستقف مذهولاً أمام الحديث عن كريم خصاله وندرة أمثاله..!! * وفي أيام الإنتخابات ترى النفاق يرتدي حلة زاهية ويمشى مع الناس في الطرقات ..! * تطور المجتمع عندنا بشكل مدهش بحيث لم تعد الخطورة في (النفاق) الذي لبس أردية معان مختلفة، وبات يمثل نوعاً من الرقي والفهم المتقدم والتواصل مع الآخر و(الذكاء الاجتماعي)، ولكن الخطورة الحقيقية تكمن في كيفية الوصول إلى (أسلوب بديع) تستطيع من خلاله إقناع (المنافقين) بأنهم ليسوا بمظلومين حتى يتنازلوا قليلاً ويتكرموا على الناس بفضيلة (التسامح)..!! * هل سبق لك أن سألت نفسك: "كم مرة تنافق في اليوم"..؟؟ – مع العلم بأن التعريف الوحيد المعتمد للنفاق حتى الآن هو إظهار المرء لخلاف ما يبطن، وأن آية المنافق ثلاث: (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)..!! * وفي موسم الإنتخابات يزدهر النفاق حتى يصبح بضاعة (مفروشة) في الشوارع ويحملها الباعة المتجولين في أياديهم بالأسواق ..! * ليس مهماً أن تنافق مرشحاً هذه الأيام، ولكن المهم حقاً أن يكون نفاقاً (على قدر معقول) وبمسؤولية، وأياك أن تفرط في موسم الإنتخابات و(تكتر المحلبية) ..! * رحلة النائب البرلماني واضحة ولا تحتاج منك لكثير نفاق ودعوات تأييد فهى تبدأ بضجة لا أول ولا آخر لها.. خطب رنانة ووعود كاذبة .. برامج وهمية وشعارات ممجوجة.. زخم إعلامي وملصقات دعائية لوجوه وأسماء لا تفعل شيئاً سوى تشويه الجدران .. (بعض) معارك انتخابية وربما (مناوشات) هنا وهناك، وكثير من (الهتر) في عدد كبير من الدوائر، واتهامات بالتزوير من جهة وسيناريوهات عن (الضرب تحت الحزام) تكشفها جهات أخرى، ثم تنحر الذبائح أمام منزل الفائز في الانتخابات بعد أن منحه الناخبون الثقة وحملوه الأمانة.. (وتستاهل يا شيخ العرب ومبروك الحصانة)..!! * عزيزي (مساعد المرشح) الموضوع أبسط من التفريط في (مخزونك الإستراتيجي من النفاق)، فالناخب لا ينتظر من مرشحك البرلماني الإيفاء بوعد قطعه على نفسه خلال حملته الإنتخابية لأن التجارب المتكررة جعلت الناس أكثر وعياً من الوقوف في محطة (حُسن الظن)، وبات (سقف طموح) الناخبين ألا ينقطع (نائب الدائرة) عن زيارتهم في الأعياد والمناسبات، وإن لم يجد وقتاً حينها فكل الأمنيات أن (يكون زول واجب وراجل حارة ويجيهم في البكيات)..!! * القصة دي بسيطة ما محتاجة تقول للناس حنخدمكم بضمائر و(نعمل في كل حِلة كبري طائر) ..! * (الناخب العاقل) يصوت لمرشح يؤمن بالحكمة القائلة : كلام (ليالي الانتخابات) يمحوه (نهار المتغيرات)..!! * ليس مهماً عندنا تمرير كثير من القرارات المفصلية عبر مجلس الوزراء، أو تطبيق الزيادات بعيداً عن (القبة)، أو سن القوانين دون الرجوع للبرلمان، هذه أوضاع تكيفنا عليها ولم يعد مطلوباً من النواب أن تكون لهم كلمة .. ولكن المهم حقاً الآن (ضرورة منح أصواتنا) لبعض النواب الذين أشتهروا بالظهور المتكرر في وسائل الإعلام للمطالبة بوقف الكرة النسائية والدعوة لعدم التصويت لمتسابق سوداني في برنامج غنائي عربي، و(غيرها من قضايا البلد الملحة)، فهذه الدراما يجب أن تستمر ونأمل الأ نفقد دفع الله حسب الرسول وغيره من نجوم مثل هذه الأحداث التاريخية من شيوخ البرلمانيين، الذين إن غابوا عن (مشهد الشو) لفترة من الزمن انتظرنا ظهورهم مع بداية حملة إعلانية تروج لحفل للفنانة المصرية شيرين..! * عزيزي الناخب : تذكر أن التطور الذي حدث في (رحلة كفاح) النائب البرلماني عندنا وصل مرحلة (التمتع بالحصانة) والغياب عن حضور الجلسات نهائياً، و أن لدى بعض النواب (هموماً كبيرة وقضايا مصيرية) ولا وقت لديهم لإضاعته في الجلسات البرلمانية و(الأشياء الهامشية)..!! * إن كانت هذه هي القصة برمتها، فما الذي يجعل البعض ينافق في أيام الإنتخابات بصورة تجعلنا نخشى على فقدان ثروة البلاد من النفاق الذي قد نحتاجه في مراحل مفصلية وقصايا مصيرية .! * ضبط حجم إستهلاك (كسير التلج) ضرورة لكل شخص صاحب أخلاق، (فالرجاء ترشيد كمية النفاق) ..! نفس أخير * أول مرة سامحتك .. وتاني مرة (سلحتك) ..! هيثم كابو