لدغة عقرب النعمان حسن فوز المريخ بهدف لا يعد مكسباً والهلال رغم فوزه غير مطمئن الهرج والمرج الذي يصحب تخطي المريخ والهلال للادوار التمهيدية يعبر عن حالة الافلاس الذي تعيشه الكرة السودانية لأنه لا يستحق الاحتفائية لكونها مراحل تمهيدية سهلة تؤهل للمراحل الصعبة ولكن الصراع القائم بين الهلال والمريخ كهدف في ذاته يجعل من تخطي المراحل التمهيدية انجازاً يهلل له من هو افضل ولقد طالبنا ولا زلنا نطالب بأنه لا احتفال الا بتتويج واحد منهما بطلاً لافريقاً وممثلاً لها في كأس العالم حتى يكون جديراً للاحتفاء به لأن اي نتيجة غير ذلك سبق ان حققها السودان أكثر من مرة . الامر الثاني فان فلسفة مباراتي الذهاب والاياب تقوم على فرضية ان كل فريق يكسب مباراته على أرضه ووسط جمهوره وبالتالي فان فوز الفريق بهدف هو الحد الادنى للفريق على أرضه ولا يعني اكثر من ذلك. ولكن تبقى النتيجة لصالحه وتمثل تميزاً له في حالة الفوز بهدفين نظيفين واكثر فهنا يكون الفريق حقق نتيجة تحسب لصالحه لأنها تمنحه تميز على خصمه في حالة ان خصمه لم يحقق غير الفوز بالهدف المقرر له حسب القسمة خاصة لأنه لم يلج مرماه هدف على أرضه. لهذا فان فوز المريخ بهدف على أرضه ليس مكسباً تقام له كرنفالات الفرح والبهرجة وان جنبه ان يخسر على أرضه او ان يتعادل على أرضه خاصة لو كان تعادلاً ايجابياً حسب معادلة (الهوم اند اوي). لهذا ليس هناك مبرر لهذه الاحتفائية والتفخيم لنتيجة المريخ خاصة وانها أمام خصم متمرس صاحب خبرة طويلة في هذه البطولة والتاريخ شهد له سوابق كثيرة في ان يقلب الطاولة على أرضه حتى أصبح متمرساً على أرضه ويبقى على المريخ ان يعمل بكل قواه على الوصول لمرمى الترجي على أرضه بهدف وأكثر حتى يحرمه من فرضية الفوز بهدف حتى يكسب التميز بالهدف على أرض الخصم ليعقد من موقف الترجي لحاجته عندها لثلاثة اهداف للتأهل. ولا احتفاء مستحق بغير تحقيق االبطولة لأن اي نتيجة غير ذلك لا تقدم جديداً للسودان ولا معنى للتفاخر بها لأي من الفريقين الهلال وان كان الافضل بين الاندية السودانية في البطولة الافريقية الكبرى حيث انه حل في المركز الثالث عام 66 ثم تأهل لنهائي البطولة عامي 87 و92 وبلغ نصف نهائي البطولة في أعوام 2007 و9و11 لهذا فهو صاحب رصيد في هذه البطولة يضعه أمام اختبار صعب ليحقق الرقم الأهم بالفوز بالبطولة الافريقية ولكن فوز الهلال على سانغا الكنغولي القادم الجديد للتصفيات والمتواضع في مستواه وقلة خبرته بهدف واحد وان كان على ارض الخصم فان مستوى الهلال فنياً يضاعف من المخاوف من ان يكون أهلاً لتخطي ارقامه السابقة باحراز البطولة بل والتأهل للنهائي. ولقد اثبت لقاء الهلال أمام سانغا والمريخ أمام الترجي ان الكرة السودانية تدمن اهدار الاهداف رغم الفرص العديدة التي تلوح للقمة وهو الطريق الوحيد لتحقيق البطولة لهذا فان ضعف الفريق في استثمار الفرص التي تلوح له مؤشر خطير لضعف موقفه عندما يواجه الكبار من الفرق المتمرسة في البطولة من دور ربع النهائي حتى اللقاء الفاصل مع الابطال. لهذا فلهلال بحاجة لاعادة صياغة حتى يكون أهلاً للبطولة وللتتويج باللقب وهو ما يبدو حلماً بعيد المنال اذا كان الهلال يقف عاجزا عن تخطي خصم متواضع قليل الخبرة حيث كان مهدداً بالتعادل لولا رأسية مساوي في آخر خمس دقائق أمام خصم متواضع قليل الخبرة. فالحقيقة ان قمتنا لا نجيد الاعداد للهدف الملعوب ولاعبوه رغم صيتهم والضوضاء التي تحيطهم به الجماهير والاعلام يهدرون الفرص التي تلوح لهم صدفة. لهذا فان الجهاز الفني للهلال مطالب بأن يكف عن التفاخر واطلاق التصريحات الدعائية وليواجه واقع الفريق حتى يحسن إعداده للمهام الصعبة التى ستواجهه لتحقيق البطولة. ولسنا بحاجة لأن (يكاكي) الكوكي وطاقمه ولأن يتغزل غارزيتو في لاعبيه بدون بطولات.