مداد و أوراق محمد غبوش المريخ يفلت والهلال يتصدر بالمنطق ..! فلت المريخ مساء الأمس من هزيمة محققة أمام الهلال، في قمة نصف الممتاز التي أقيمت بالقلعة الزرقاء في ختام مباريات الدورة الأولى للبطولة الأولى في السودان. وقبل أن نوضح الأسباب التي جعلتنا نقول بأن المريخ قد فلت من الهزيمة المحققة، دعونا نرجع بالقاريء الكريم للأحداث التي سبقت اللقاء، حيث أكد الجميع بما فيهم (هلالاب للأسف الشديد)، أن المريخ يمر بأفضل حالاته وأن الهلال تنتظره هزيمة ثقيلة للغاية تسير بذكرها الركبان لفترة طويلة. الهلال قبل المباراة، مرّ بظروف صعبة للغاية متمثلة في التغيير المتكرر الذي حدث في أجهزته الفنية وهو ما قاد الأزرق كما نشاهد جميعاً لأداء كل مباراة بشكل مختلف عن الأخرى وجعل ثيرموتر عطاء الفرقة الزرقاء غير مستقر بالمرة، تارة يقدم أفضل ما عنده وتارات أخر يكون الأسوأ. إضافة لذلك، تأثر الأزرق كثيراً خلال نصف الموسم الماضي من افتقاد عدد لا يستهان به من أفضل عناصره للدرجة التي بات يعتمد فيها جهازه الفني على أكثر من أربعة من اللاعبين الشباب من فرقة الرديف حتى في أصعب وأهم المباريات في البطولة. الهلال أيضاً خذل بصورة كبيرة في محترفيه الأجانب الذين كان يركز عليهم مجلس الإدارة لصنع الفارق بعد التغييرات الكثيرة التي أجراها في لاعبي الخبرة بالفريق، حيث لم ينجح من كل محترفيه سوى إثنان فقط هما الحارس مكسيم ولاعب الطرف الأيمن سيسيه، والدليل أن النادي يفكر حالياً في الاستغناء عنهم جميعاً، حيث لم ينل سوى هذا الثنائي ثقة التونسي الكوكي. بالعودة لمجريات قمة الأمس، نجد أن الهلال كان الأخطر فيها هجوماً والأكثر سيطرة، خاصة في شوط اللعب الثاني، رغم الجاهزية الكاملة للفرقة الحمراء قبلها. الهلال أضاع خلال هذه المواجهة أكثر من أربع فرص للتسجيل كانت محققة للحد البعيد، ثلاث منها أهدرها صلاح الجزولي لوحده، فيما لم تتح أكثر من فرصتين مؤكدتين للتسجيل للمريخ (هذا عن الفرص المؤكدة). المريخ دخل للملعب وكأنه ضامن للفوز ولعله استند على كلام إعلامه السالب الذي طفق يتحدث عن تدني مستوى الهلال في الفترة الأخيرة وعن الحالة الصعبة التي يعيشها الأزرق، ونسوا أن الأندية الكبيرة مثل الهلال يمكن أن تمرض لبعض الوقت، ولكنها أبداً لا تموت، ونسوا أيضاً، أن سيد البلد وزعيمها الأوحد عندما يلعب بمقبرته ووسط أنصاره وأمام وصيفه تحديداً يظهر بشكل مختلف للغاية. التحكيم لعب دوراً كبيراً في النتيجة التي انتهت عليها المواجهة ليس لأنه عكس حالات خلالها، بل لأنه أكثر من إرهاب لاعبي الأزرق بالبطاقات الصفراء بسبب وبدون سبب، ولأنه صمت تماماً عن العنف غير القانوني الذي أدي به عدد كبير من لاعبي الأحمر اللقاء، حيث كان هناك أكثر من لاعب أحمر في مقدمتهم الجزار علاء الدين يوسف والماسورة بكري المدينة يستحقون الطرد خلال لقاء الأمس. الهلال نجح في قيادة اللقاء لمصلحته عن طريق تكتيك ذكي جداً من التونسي الكوكي الذي نجح في تقفيل مناطقه الدفاعيه بصورة كبيره وقطع النور والكهرباء من مهاجمي المريخ، خاصة المدينة، ولكنه للأسف افتقد اللاعب الهداف الذي ينجح في استثمار أنصاف الفرص دعكم من الفرص الكاملة التي وجدها الجزولي أمس أمام مرمى جمال سالم. كونوا معي فللمداد بقايا. بقايا مداد: العنف الذي أدي به لاعبو الوصيف مباراة الأمس لو كان أمام أي حكم نزيه أو أجنبي لأكمل فريقهم اللقاء بست لاعبين فقط دعكم من تسعة. علاء الدين يوسف اعتدى بدايةً على لاعب الهلال سيسيه بدون كرة، بل واللاعب ساقط على أرضية الملعب مصاب وسيادة الحكم الكسلاوي يتفرج. نفس اللاعب علاء الدين مارس أبشع أنواع الضرب بكرة وبدون كرة على الجزولي وكاريكا وسيادة الحكم يتفرج. حتى حادثة الطرد التي قام فيها حكم كسلا بطرد راجي من المريخ وسيسيه من الهلال لو ركزنا فيها لوجدنا أن راجي هو من بدأ الاشتباك مع لاعب الهلال وبصورة مستفزة للغاية.. نعم سيسيه استجاب لذلك الاستفزاز واشتبك معه، لكن الحالة كانت تستحق إشهار البطاقة الحمراء لراجي والصفراء فقط لسيسيه ولكن ماذا نقول للمجاملات والترضيات. أثبتت قمة الأمس بما لا يدع مجالاً للشك أن الهلال لم يخسر كثيراً بذهاب المدينة منه، كما أن المريخ لم تحدث فيه أي إضافة. مجلس الهلال تعامل بعدم حكمة في موضوع كيبي وهو يبعده عن أهم مباريات الفريق أمس بدلاً من الجلوس معه ومعالجة إشكاليته بصورة لا تفقد الفريق مجهوداته، ويقيني أن كيبي لو كان موجودا خلال قمة الأمس لما خرجت شباك جمال سالم نظيفة. الكثيرون يتحدثون على أن الهلال حالياً في المركز الثاني بفارق الأهداف من الوصيف، مع أن الواقع يقول إن الهلال متصدر وبفارق ثلاث نقاط كاملة. مباراة الوصيف مع الأمل قررت لجنة الإستئنافات العليا إعادتها، والمعروف أن قرار هذه اللجنة نهائي، وبالتالي فلابد من خصم النقاط الثلاث من رصيد المريخ. العدل كان أن تبرمج مباراة الوصيف والفهود قبل القمة ولكن ماذا نفعل مع الاتحاد المريخي الهوى. آخر مداد: الله شافك يا وصيف. �