كلمة .. عماد الدين عمر الحسن من وحي مباراة المريخ والاهلي الخرطوم .. * من أصعب الاشياء هذه الايام ان تكتب عن المريخ ، تستطيع الكتابه عن السياسة ، الفن ، الحوادث ، الجريمة ، كل ذلك بمنتهي السهولة ودون معاناة ، ولكن ما أن تحاول أن تكتب عن المريخ حتي يستعصي القلم وتهرب الكلمات ، فكل ما تكتب حرفا تجد أنه لا يتناسب مع ما تريد أن تقوله ، وكل ما تكتب كلمة تجد أنك تحتاج لأعمق منها للتعبير عما بداخلك ، وكل ما تكتب جمله تجدها اقل من قامه الموصوف . * للأمانه هذا الموسم هو الأفضل للمريخ علي الاطلاق منذ سنوات عديدة ، وقد ظل الفريق يقدم في كل مباراة أداءا أفضل منه في التي سبقتها ، وهذا ليس من حيث النتائج فقط وتصدر الترتيب حتي الجزء الاول من الدورة الثانية ، ولكن من حيث شكل الفريق والأداء المنظم والانضباط التكتيكي داخل الملعب . * تميز المريخ كذلك بالسرعة الواضحة في الاداء وهي العلة التي كانت تلازمه من قبل ، بل وتلازم كل الكرة السودانية التي تتسم بالبطء الشديد في الاداء ،حيث شهدنا هذا الموسم فريقا يتناقل الكرة بكل رشاقه وخفه ودقه في نفس الوقت . * كذلك نلاحظ ميزة ايجابية في اداء المريخ مؤخرا تمثلت في الثبات والتركيز أمام مرمي الخصم وغاب عنصر الشفقة الذي كان يسبب اهدار الفرص السهله من قبل وكمثال جيد علي ذلك هدف بكري المدينه في مرمي كابو اسكورب الانغولي في مباراة الرد وهدفه الثاني في مرمي مولودية العلمه وهدف مصعب عمر في مباراه اهلي الخرطوم بالامس والعامل المشترك في الأهداف الثلاثة أن صناعة الهدف جاءت من داخل صندوق الخصم والذي يصنع في كل مرة يكون لديه فرصة التسديد ولكنه يفضل التمرير لمن هو في وضع افضل منه بكل تركيز وعدم استعجال . * لا شك أن للمدير الفني غارزيتو الدور الاكبر في اختلاف شكل الفريق وفي هذا التغيير الايجابي الذي طرأ علي الفريق ، ولكن بمثل ما كان المريخ محظوظا بتواجد خبير مثل غارزيتو علي قمة جهازه الفني ، فغارزيتو نفسه محظوظ لأنه وجد بالفريق عناصر وخامات ساعدته كثيرا في أداء مهامه بكل سلاسة ، وجعلته يبدع في كل مباراة اكثر من سابقتها . * من يتوافر في كشفه خامات في مثل موهبه كوفيه ، وديديه ، واوكرا وبكري المدينه فهو حتما لن يعاني في وضع افضل تشكيل يمكن أن يخوض به أصعب اللقاءات . * من تتوفر له خيارات متعددة ضمن لاعبيه تجعله لايعاني كثيرا اذا غاب مدافع بقامة علاء الدين يوسف فيضع مكانه لاعب اخر فيحصل هذا اللاعب علي جائزة افضل لاعب في المباراة رغم انه يشارك في غير خانته فهو حتما مدرب محظوظ . * تألق جابسون في وظيفة قلب الدفاع في مباراة الأمس امام الاهلي الخرطومي ليس مستغربا فاللاعب يجيد اللعب في هذه الخانة وكثيرا ما شارك فيها مع فريقه السابق الاهلي الليبي ، وقد سبق أن رشحناه لتعويض علاء الدين يوسف في مباراة اتحاد العاصمة الجزائري لسابق معرفتنا لهذه المعلومه ، ويبدو أن غارزيتو قرر ذلك بالفعل ، ولمن يتذكر – فقد صرح جابسون عند توقيعه للمريخ أنه يجيد اللعب في الدفاع بنفس مستوي اجادته للعب في محور الارتكاز . * رغم مشاركه اللاعب علي جعفر أساسيا بالامس أمام الرابطه وظهوره بشكل لا بأس به ولكني لا أعتقد أن الاعتماد عليه في مباراة الفريق القادمة امام الفريق الجزائري سيكون قرارا مناسبا حيث تظهر أخطاء هذا اللاعب دائما في المباريات الكبيرة ، وقد يكون الافضل مشاركه جابسون الي جانب امير في وسط الدفاع مع الاعتماد علي عمر بخيت في محور الارتكاز هذا اذا تأكد غياب علاءالدين يوسف ،مع كامل احترامنا لقرارات الخبير غارزيتو . * الفقره أعلاه منسوخه من مقال سابق رشحنا فيه جابسون لتعويض غياب علاء الدين يوسف ، وكان ذلك بعد مباراة الرابطة كوستي في افتتاحيه الدورة الثانية . جدير بالذكر ان علي جعفر شارك ايضا في مباراة مريخ كوستي ولكنه لم يكن بالثبات المطلوب كذلك . * كالعادة أحسن غارزيتو قراءه المباراة بالامس ونجح في اجراء التعديلات التي أعادت امتلاك المريخ لزمام الامور بعد ان حاول الاهلي الضغط لتغيير نتيجه المباراة في النصف الاخير من الشوط الثاني ، فاخرج ضفر الذي تراجع مستواه في الحصه الاخيره وادخل شيبون الذي أعاد الحيوية لخط الوسط ثم أخرج راجي وادخل كوفي ،ثم اخرج سالمون نجم المباراة واشرك مكانه علاء الدين يوسف . * رغم اعجابنا الشديد بالمدرب غارزيتو وقناعاتنا الكاملة بقدراته وامكاناته الا اننا نبدي بعض التحفظ علي هذا التبديل الاخير ونعتقد ان ايمن سعيد كان أولي بالاستبدال مع تقديم جابسون للوسط واشراك علاء الدين في الدفاع ، ولكنه مجرد رأي لا أكثر ولا أقل . كلمة أخيره : أن يجلس لاعب بقدرات ومواهب اوغسطين اوكرا في دكة الاحتياط رغم تألقه في المباراة السابقة واحرازه لهدفين فهذا يعني الكثير والكثير اخر كلمة : لو كانت كل الدعوات تستجاب في الحال لرأيت كل العاملين بالكهرباء يمشون في الشوارع بلا رقاب …