زفة ألوان يس علي يس جمال الوالي.. شكراً أيها الصندل..!! * باستقالة الأخ الفخيم جمال الوالي عن رئاسة نادي المريخ تفقد الرياضة السودانية واحداً من أفضل الرموز الرياضية وينهار ركن أساسي من أركان النهضة الكروية السودانية التي حدثت في السودان خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، أخفق الرجل وأصاب، نجح وفشل، لأنه بشر وتلك طبيعة الحياة بكل عطائها وإحجامها وبكل متغيراتها ودوراتها، ولكن يبقى الثابت أن الوالي كان محطة مهمة في تأريخ الكرة السودانية عموماً وعلامة فارغة في المريخ، وهو قائد النهضة فيه، ولا نقول العمرانية فيه، ولكنها النهضة العامة التي تقف شامخة عياناً وبياناً ومفخرة لأهل المريخ..!! * رجل خلوق ومهذب، متسامي على الصغائر، ودوداً ولطيفاً، شامخاً ومتواضعاً، وتكفيته انسانيته التي يتحدث عنها الناس، ووقفاته الكبيرة في كل محفل ومناسبة، مهنئاً ومعزياً، مشاركاً ومواسياً، ولو أنه لم يرسي أدباً غير هذا لكفاه، ولو انه لم يضف شيئاً سوى الأخلاق الحميدة هذه لاكتفينا منه بهذا ولرفعناه مكاناً علياً يناطح الشمس ويحاور النجوم، في زمن أصبح فيه السفور والفجور سمة ملازمة لكثيرين إلا من رحم ربي ولعل الأخ جمال الوالي أحد أولئك..!! * تنحى جمال الوالي في وقت قوي فيه عوده وأصبح خبيراً بالرياضة وإدارتها، وكان في أوقات سابقة يدفع ثمن صراعات المصالح وتشاكس المستفيدين من وجوده، وهو يعرف هذا ويصمت بأدب كي لا يجرح أحدهم، ولكن كان المريخ يدفع الثمن غالياً، فيرد الوالي الجرح بابتسامته الهادئة، وبسياسته الباردة، وعند كل خيبة أو انكسار يجتهد الوالي لزرع فرحة جديدة، يهديها الجمهور الأحمر الذي ظل يقف خلفه باستمرار وينادي باستمرارية الوالي رئيساً حتى في أقسى مواقف الخروج، وأصعب مواقف الانكسار، لأن تلك الجماهير أحبت أدبه وأخلاقه فتوجته رئيساً دائماً للمريخ..!! * يحسب للأخ جمال الوالي أنه ساهم مع رفيق دربه صلاح إدريس في النهضة بالكرة السودانية حينما كان التنافس على أشده، حين صنع الأرباب هلالاً تتحدث به الركبان، وخلق الوالي مريخاً يباهي به أهله، وأتى كلاهما بريكاردو وأتوفيستر ليقودا القمة فصب ذلك في صالح المنتخب الوطني الذي عاد من جديد إلى الواجهة بفضل جاهزية القمة وصرف الرجلان عليها، ليكون الأرباب وجمال هما البذرة التي تتنفس شجرتها الآن الرياضة السودانية وتطمح في تحقيق الألقاب الأفريقية، وهذا جميل لا ينكره إلا جاحد، وهذه ثورة حق لنا أن نطالب ببقائها كأهلة قبل المريخاب لأن الرجل ثورة قومية ينبغي الحفاظ عليها..!! * لا نريد للوالي ان يفجعنا بالرحيل، وأن يعمق جراحات خروج البرنس هيثم مصطفى من الخدمة إلى جانب رفيقه فيصل العجب، ولا نريد أن ننكأ جرح مغادرة البروف كمال شداد لدار الاتحاد ليترك السفينة لعبث قادته الحاليين، تتماوج مع كل هبة ريح ، وتنكفيء عند كل صدام، وما ضرها إلا سوء القيادة، وتقاطع السلطات والمصالح، وأشياء ليست للبوح، فيكفينا جراحاً مضي أولئك الأفذاذ، ويكفينا نزيفاً عزيزي جمال الوالي..!! * أياً كان القادم الجديد لقيادة المريخ خلفاً للسيد جمال الوالي، فإن فراغات كبيرة سيصعب ردمها، وكلنا يدرك أن خيوط اللعبة الإدارية في المريخ مثل "بكرة خيط" وجدت طفلاً مشاغباً عقد خيوطها و"شربكها شربكة العدو" ولا يستطيع أحد سوى جمال الوالي تحريك هذه الخيوط بما يخدم المريخ دون مساس بالأشياء ودون أن يضطر إلى قطع الخيط ليبدأ من جديد، وتلك هي الحكاية في المريخ ببساطة، ولعل الأيام كفيلة بترجمة الحروف..!! * رغبتنا في استمرار قيادي رياضي بقامة جمال الوالي ستظل هي الخيار الأول والأبرز، لأن السودان يحتاج وجوده ودبلوماسيته وأدبه وخلقه أكثر من المريخ، ولأن الرياضة السودانية واحتقاناتها وتقاطعاتها تحتاج مثل هذا البرود الحكيم من جمال الوالي، فهو وحده من ينزع فتيلها بامان، ويتلقى الانفجار على صدره ثم يبتسم للجموع ليتواصل المشوار، ولن نجد رجلاً كهذا في هذا الزمان الأغبر..!! * من حق الوالي أن يرتاح، ولكن التفاف الناس حولك يعني أنهم يطلبون المزيد سيدي جمال الوالي..!! * شكراً أيها الصندل.. فقد أهديت كل الفؤوس عطراً لا ينسى..!! * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!