كلمة عماد الدين عمر الحسن الرياضية 104..الصوت الهلالي الأول بالسودان ليس عيبا أن يكون للانسان ميول معينة في مختلف المجالات ، فكل انسان له الحق في أن يختار الفنان الذي يحب أن يستمع اليه ، ويحدد نوع الطعام الذي يتناوله ، وشكل الملابس التي يفضلها ، وله الحق كذلك في اختيار الفريق الذي يحبه ويشجعه وينتمي اليه ، وللجهات الإعتبارية والمؤسسات كذلك نفس الحق – إعلامية كانت أو غير ذلك ، ولها بعد أن تحدد إنتمائها أن تمارس كل حقوقها في الدفاع عن الجهة التي انتمت اليها وترعي مصالحها وتستعمل كل الوسائل الممكنة في ذلك . لا أحد يمكنه أن يلوم صحيفة الصدي الرياضية مثلا أو الزعيم عندما تتبني قضايا المريخ وتدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة ، كذلك لن يعترض أحد علي صحيفة قون عندما تفرد المساحات الواسعة لتتغزل في معشوقها الهلال وتنقل كل اخباره ، وذلك بسبب أن هذه المؤسسات الإعلامية قد حددت مسارها وأوضحت إنتمائاتها بكل وضوح ولم تخفي عن القراء شيئا ولم تضللهم . ولكن أن تعلن جهة معينة عن الحياد ، وتبشر بقوميتها ، ثم تخالف ما صرحت به لتخصص جُل زمنها ومجهودها في خدمة مصالح جهة واحدة ، فهو الكذب بعينه والنفاق بأصله . أفردت الاذاعة الرياضية بالأمس مساحات واسعة جدا لمناقشة موضوع انتقال لاعب مريخ كوستي السابق ألوك أكيج للمريخ العاصمي ، وتطوع صاحب الاذاعة ومديرها باجراء مكالمات مطولة مع مسؤلين بالاتحاد الافريقي من القاهرة ، ومع مسؤلين في النادي الجنوب سوداني الذي كان يلعب له اللاعب محل النقاش ، واجتهد المدير كثيرا وتفنن في محاولات متكررة لتجريم المريخ ، كما حاول أن يجعل اللاعب في وضع المخالف بشتي السبل لدرجة أنه كان يكرر كثيرا لمسئول الفريق الجنوبي عبارة : ( يعني انت تقصد تقول..كذا وكذا.. ) ويضع في مكان كذا وكذا هذه ما يريد قوله هو مما لم يكن المسؤل قد تفوه به ، وكان يتفضل عليه كل مرة بتذكيره ببعض النقاط حتي لا ينساها ، وهي أساليب واضحة ومكشوفة ولا تفوت علي فطنة المستمع . نقول ، علي فرض أن هناك خطأ قانوني في عملية التسجيل هذه ، فما هي مصلحة اذاعة قومية تقف علي الحياد – كما تقول – في كشف هذا الخطأ في هذا التوقيت ، وماهي الحوجه في الاستشهاد باراء الاتحاد الافريقي والاتصال بمنسوبيه والاستفاضه في التوضيح لهم .الجواب لا يمكن أن يخرج من أحد فرضين : إما فتح الباب لنزاع جديد ومحاولة زرع فتنة بتنبيه بعض الاطراف وتحريضهم بما يمكن أن يفعلوه لاثارة المشاكل في الموسم القادم وزعزعة استقراره ، أو لفت نظر الاتحاد الافريقي لوجود مثل هذا النوع من المخالفات والممارسات الخاطئة – علي زعم انها خاطئة فعلا . وأيّا كان قصد هذه الاذاعة المنحازة فهو فعل مشين ولا يمت للحياد ولا للقومية بصلة . ونقول لصاحب الاذاعة هذه لو أنه بذل مثل هذه الجهود لتطوير نفسه عندما كان فردا في ما يسمي بالثنائي الوطني ، فلربما كان سيحجز لنفسه مكانا في خارطة الفن والغناء السوداني ، ودون شك كان ذلك أفضل له من ترديد افتراءاته المتكرره هذه في كل قضية يكون طرفها المريخ . ونقول له كذلك أنه ما زال في الذاكرة الكثير من تجاوزاته المتكررة وانحيازه السافر للهلال وضربه بمشاعر أنصار المريخ عرض الحائط ، وليس هناك استفزازا للمشاعر أكبر من نقل أحداث مهرجان الهلال الصوري الذي نظمه عند انسحابه من الدوري الممتاز ، وبث تصريحات رئيس الهلال التي تحمل اساءات لقادة المريخ والاتحاد العام علي الهواء مباشرة ، ثم نقل حي لمباراة الهلال والامل في ذات المناسبة وكأنها مناسبة قومية يجب الاحتفال بها . جماهير المريخ لم تنس حتي الان صمت صاحب الاذاعة الرياضية عندما كان ذاك الصحفي ( مجازا ) يسئ للمريخ وجماهيره كل صباح عبر إصدارة لاتسوي ثمن الحبر الذي تُطبع به ، وبمجرد أن ثارت الجماهير وثأرت لنفسها وعبَرت عن غضبها من خلال لافتات حملتها في إحدي مباريات المريخ ، ملأ صاحب الاذاعة المنحازة الدنيا صراخا وضجيجا وهو يدافع عن ذاك الصحفي ويدعو للهدوء وضبط النفس . جماهير المريخ لم تنس كذلك التقارير المطولة التي أعقبت مباراة المريخ وهلال الابيض في الموسم الماضي بسبب الغاء الحكم لهدف هلال الابيض بسبب التسلل ، وحينها اقامت الاذاعة المنحازة سرادق العزاء ونعت التحكيم السوداني ووصفته بأبشع الصفات ، رغم صمتها علي أخطاء تحكيمية كثيرة بسبب أنها كانت تصب دائما في مصلحة حليفها المدلل ومعشوقها الوحيد . جماهير المريخ لم تنس كل ذلك وغيره الكثير والكثير ، وهي تقول لك الان بملء فمها ( طفح الكيل ) وقد ان لنا أن نفارق المحطة 104 الي غير رجعة ، فلتهنأ بها ولتهنأ بك ، فقط نقول لك أن المستمع السوداني عموما شديد الوعي والذكاء ، ويستطيع أن يفرق بين ماكان قوميا وما كان عنصريا ، فلا داعي للكذب علي الذقون ، ونتمني أن تمتلك الشجاعة الكافية التي تجعلك تعلن عن لون اذاعتك الرياضي ولا تشنف اذاننا بعبارة القومية هي العنوان كل صباح ومساء . اخر كلمة : رؤوس الأموال والمستثمرين ورجال الأعمال من القبيلة الحمراء لابد أن تتوقف اعلاناتهم فورا عبر هذه الاذاعة حتي لا تقويَها علي عداء المريخ ..