كما أفكر أكرم حماد عودة المتلاعب كسرت هيبة الهلال تعيين هيثم مصطفى كمساعد مدرب يؤكد من جديد أن الإدارة في الهلال في يد الإعلاميين المقربين من مجلس الهلال.. بصورة أدق في يد الإعلاميين المقربين من الكاردينال.. أقول الكاردينال وليس مجلس الهلال لأن الأحداث المتتابعة وما أكثرها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن مجلس الهلال هو الكاردينال. وهذا الكلام لا يخامره شك لأن هناك الكثير من الأحداث في فترة قيادة الكاردينال أكدت أن هناك أشياء تجري أو تدور وراء الكواليس.. أشياء تشير إلى أن هناك تصفية حسابات لجهة ما أو محاولات إصطياد في ماء معين لتخفيف أو تجفيف منابع مرارات قديمة.. لا يمكن نسيان الطريقة التي تم الإستغناء بها عن الثلاثي عمر بخيت ومهند الطاهر والمعز محجوب.. خصوصا عمر بخيت الذي أكد الكاردينال أنه سيبقى مع الهلال حتى يقرر هو (أي عمر بخيت) الرحيل.. وبعد يومين فقط من هذا الكلام تم الإستغناء عن المعلم الصغير.. وهو قرار أكد أن القرار في الهلال بعيد تمام البُعد عن المجلس.. وفي بعض الأحيان يكون بعيد عن الكاردينال نفسه.. بمعنى أن الكاردينال يبصم أو يوافق على الفكرة التي يطرحها مستشاريه النفعيين. ليأتي تعيين هيثم مصطفى كمساعد للمدرب ليؤكد أن الهلال بلا مجلس.. وبلا رئيس.. لأن رئيس الهلال نفسه كان ضد عودة هيثم للهلال.. وقد قال هذا الكلام بعد أن فاز في الإنتخابات وقال هذا الكلام ايضا في قناة النيل الأزرق في برنامج البحث عن هدف.. وبكل تأكيد لا يُعقل أن تكون ضد عودة هيثم كلاعب وتقوم بإعادته للهلال كمدرب.. لأن تدريب الهلال مرتبة أعلى وأصعب وأهم من مرتبة اللعب في الهلال.. فالمدرب حتى ولو كان مدرباً مساعداً يكون مسؤولاً عن كل اللاعبين ويتدخل في التشكيلة ويكون له كلمة مسموعة.. وإذا كان هيثم مصطفى يقوم بكل هذه القلاقل وهو لاعب.. فكيف سيكون الحال وهو مدرب.. صحيح لن يكون المدرب الأول.. ولكنه في النهاية سيكون المدرب الوطني الأول. إرتداء هيثم في وقت سابق لشعار المريخ ليس هو المشكلة الإستراتيجية كما يتحدث البعض.. المشكلة في شخصيته الخلافية وفي تعكيره للاجواء.. والمشكلة الأكبر في المباديء التي داس عليها الكاردينال بهذا القرار المؤسف وربما الصادم.. فكلنا يعلم ماذا فعل هيثم في أيامه الأخيرة في الهلال.. فقد أساء لرئيس نادي الهلال الأمين البرير إساءات بالغة ولم يحترم منصب رئيس نادي الهلال.. ولم يمثل للجنة التحقيق.. واساء لمدرب الهلال غارزيتو.. وتلاعب بالجمهور والإعلام وجعله يصدق أن هناك حرب ضده.. وجعله يصدق أن الثلاثي خالد بخيت وابو شامة وحمد كمال يحيكون مؤامرة ضده. البرير إتخذ أقوى وأشجع قرار في تاريخ نادي الهلال بشطب هيثم مصطفى.. محافظاً على مباديء الهلال ومانحاً الكاردينال فرصة إدارة نادي خالي من الشوائب وبعيد عن الفتن والقلاقل والمرارات.. ولكن الكاردينال إتخذ القرار الأسوأ بإعادة هيثم ليعود بالتالي الهلال لمربع المشاكل والأزمات. وهذا القرار لا يخرج عن كونه تكريم ل(التمرد).. وتمجيد لعدم الإنضباط.. وإحتفاء بسوء السلوك.. وإحتضان لشخص أناني و(متلاعب) لم يحترم رئيس النادي.. ولا المدرب.. ولا دائرة الكرة.. ولا الجهاز الفني.. ولا الجمهور.. ولا الإعلام.. حتى قدامى لاعبي الهلال الذين ذهبوا إليه لم يحترمهم.. قدامى الهلال بقيادة شوقي وقاقرين والذين ذهبوا أيام الأزمة إلى هيثم في بيته وطالبوه بتقديم إعتذار لرئيس الهلال ولكنه رفض أن يعتذر لأنه ببساطة شخص نرجسي ويرى أنه الكل في الكل ولا يمكن أن يعتذر! فرق كبير بين نادي الأهلي القاهري الذي رفض أن يعيد عصام الحضري الذي ذرف الدموع رغم أن خطأ الحضري بسيط جدا بالمقارنة بأخطاء الفرعون هيثم.. وبين نادي الهلال الذي أعاد هيثم… البرير يبني.. والكاردينال يهدم.. البرير إتخذ القرار الذي يحفظ هيبة الهلال.. والكاردينال إتخذ القرار الذي يكسر هيبة الهلال.. والخطورة في قرار إعادة هيثم بهذه الطريقة هو أنه سيجعل الميزان مختلا.. فأي لاعب في الهلال يمكنه أن يتمرد.. بل أن التمرد وسوء السلوك قد يكون هو الخيار المنطقي بالنسبة للاعبين.. والدليل أمامهم.. هيثم فعل كل شيء.. تفرعن.. وتفنن في توزيع الإساءات.. ذهب لى المريخ وهو يوزع الإبتسامات.. ثم أصر على إرتداء شارة الكابتنية في مباراة القمة.. ثم عاد كمدرب للهلال.. وكأن شيئاً لم يكن… هانت الزلابية.. هانت شديد..! أخيرا أقول.. عودة هيثم للهلال في حد ذاتها أزمة.. ولكن هناك أزمة أخرى.. أزمة حقيقية.. والأزمة هي (القرار).. صاحب القرار.. فالقرار في الهلال ليس قرار المجلس.. القرار هو قرار المزاج.. قرار التحديات.. قرار إعلاميين مقربين لرئيس لا يعرف أين هي مصلحة الهلال… اللهم أرحم الطيب عبد الله.. اللهم أرحم عبد المجيد منصور.. ربنا يديك الصحة والعافية يا برير..!!