خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] الدور التربوي للرياضة السودانية لابد لنا اليوم أن نتحدث عن الدور الرائد والكبير الذي لعبته الرياضة السودانية في كافة مناحيها تاريخياً وخاصة فيما يتعلق بالدور الهام الذي قامت به في الحركة الوطنية وفي نشر هذه الألعاب في كافة الدول العربية والأفريقية ومساهمتها في تأسيس الاتحاد العربي لكرة القدم والاتحاد الأفريقي "الكاف" وبعض اتحادات المناشط الأخرى. في الجانب التربوي تقوم الرياضة بتربية الشباب والنشء على روح القتال والمثابرة وتغرس فيهم أفكار التعاون والاجتهاد والمشاركة في الأعمال والاحتفالات الرسمية الوطنية والرياضية وفي كافة المجالات الاجتماعية والثقافية، فيشبون على خدمة المجموعة ونكران الذات، كذلك تقوم ممارسة الرياضة أيضاً بحل مشاكل الإدمان للكحول والمخدرات لأنه بالرياضة يتم الحد وبشكل كبير منها وبالتالي الحفاظ على كافة وحيوية ومستقبل الشباب والمبالغ الكبيرة التي تدفع لفاتورة العلاج. الرياضة أيضاً دور ومساهمة في تركيبة الروح الوطنية، فنجد الأفراد شيباً وشباباً وأطفالاً وكهولاً يشجعون بحماس منقطع النظير فرقهم التي ينتمون إليها مثل ما شاهدنا كثيراً في بطولات كأس العالم والبطولات الأخرى المختلفة، وكيف أن جمهور كل دولة يقوم بأداء الرقصات الشعبية ورفع علمها وترديد الأناشيد والأغنيات الوطنية من تراث تلك البلدان، مثلما شاهدنا في السودان من قبل كيف أن الجمهور في أعقاب الانتصار على منتخب الكنغو في وقت سابق قد قام بترديد النشيد الوطني مع اللاعبين والإداريين والجهاز الفني في منظر رائع وبديع عقب انتهاء المباراة والذي سيظل عالقاً في أذهان الجماهير الرياضية لوقت طويل. على عاتق الرياضيين والشباب أيضاً يقع أمر تنفيذ الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي تضعها الدولة لاستغلال الموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة حيث أن الرياضيون يعتبروا من أكبر الشرائح الموجودة في المجتمع وعلى مختلف فئاتهم لاعبين وإداريين ومشجعين في مختلف الدور الرياضية المنتشرة على امتداد ولايات السودان والذين بمقدورهم أن يساهموا بقدر كبير في الحفظ على البيئة وتطويرها وذلك بربط الجهد الشعبي الطوعي بالجهد الحكومي الرسمي لتحقيق إصحاح البيئة في المناطق السكنية وغيرها بإسهام من الأندية المختلفة المنتشرة في مختلف أنحاء الولاية وكذلك اتحادات الشباب والناشئين في كافة المحليات في نقل الأوساخ والنفايات وحملات إبادة البعوض والذباب وكافة الحشرات الضارة، وأيضاً في مجال القيام بزراعة الأشجار المختلفة المتمثلة في الأشجار الظليلة والأشجار المثمرة وإقامة حملات تجميل وجه العاصمة ووضع برامج للتوعية في المحليات حسب البيئة المحيطة حولها مراكز رعاية الشباب المنتشرة في جميع أنحاء السودان والتي تعتبر من الوسائل المتاحة تعليمياً وتأهيلاً ومن أهم المؤسسات التي ترعي الشباب وتربية وفق أسس وبرامج مدروسة تتماشي مع تطلعات الدولة باستثمار هذه الطاقات والتي تعتبر ولاشك جهداً مسحوباً في مجال إعداد الشباب مهنياً وتربوياً، ومن هنا كان الدور الهام الذي تلعبه هذه المراكز كمدارس جامعة في جميع أوجه الحياة المختلفة. وأخيراً يمكننا القول بأن دور القطاع الرياضي من الأندية واتحادات رياضية لا يقل في الناحية التربوية عن دور أي مؤسسة أو مسجد أو أي دور عبارة أخرى، وكل ذلك لاشك في أنه يساعد في خلق مجتمع متماسك ومتكافل يخدم أفراده بعضهم البعض.