خارطة الطريق ناصر بابكر سوداكال.. العضوية المستجلبة ورئاسة المريخ * أعلن التحالف المريخي بالأمس دخوله الجمعية العمومية المرتقبة بقائمة كاملة على رأسها رجل الأعمال آدم سوداكال في منصب الرئيس ليجيب التحالف على تساؤل ظل مطروحاً منذ فترة طويلة حول قدرته على دخول الإنتخابات بقائمة مكتملة تشمل منصب الرئيس. * بعيداً عن الإتفاق أو الإختلاف مع نهجه، فإن إعلان التحالف عن دخول الإنتخابات بقائمة كاملة على رأسها سوداكال يعد خطوة جيدة لأنها تنبئ بجمعية عمومية مثيرة وساخنة في حال ترشح الرئيس الحالي أسامة ونسي والرئيس السابق جمال الوالي وكل منهم على رأس قائمة كاملة وهو أمر أتمنى أن يحدث لأن ترشح مجموعة من الشخصيات لرئاسة الأحمر ووجود عدة قوائم تتنافس في الجمعية محمدة كبيرة وميزة مهمة إفتقدها المريخ لسنوات طويلة مع التنويه أن وجود منافسة حقيقية ومحتدمة في الجمعية العمومية يعيد لرئاسة النادي الكبير هيبتها وقيمتها ويجعل باب التنافس مفتوحاً بشكل أكبر مستقبلاً كما أنه يقود الرئيس المنتخب للتمسك بإكمال فترة التكليف كاملة لأن العودة من جديد ستكون صعبة حال التنحي قبل إكمال مدة الإنتخاب وهو أمر المستفيد الأول والأخير منه هو الكيان. * شخصيًا، أتمنى أن يجتهد مجلس الشورى وبدلاً من إهدار الوقت بحثاً عن وفاق من الصعب جداً الوصول إليه ووفاق أثبتت التجارب أن مجالسه تكون عرضة للإنهيار أكثر من غيرها.. أتمنى أن يدعم إتجاه وجود عدة قوائم متنافسة وأن يدعم ترشح العديد من الشخصيات للرئاسة مع الوصول لإتفاق بين القوائم المختلفة على أن يدعم الجميع القائمة الفائزة في الجمعية العمومية والإلتفاف خلفها ومساعدتها على إنجاز التكليف. * فحدوث هذا الأمر وإلى جانب أنه يعيد لجمعيات المريخ العمومية قيمتها ولرئاسة الأحمر جاذبيتها، فإنه يضمن حدوث إنتعاشة هائلة مستقبلاً في ملف العضوية لأن القوائم الخاسرة ستعمل على حشد عضوية كبيرة استعداداً لجمعيات قادمة مع الإشارة إلى أن الجمهور نفسه وحال عدم رضاءه عن أداء القائمة الفائزة في الإنتخابات فإنه سيعلم وقتها حجم الجرم الذي يرتكبه في حق ناديه بعدم إكتساب العضوية وبالتالي سيبدأ في معالجة هذا الوضع عبر إكتساب العضوية وهو أمر لو حدث فإن فوائده على مستقبل النادي الكبير لن تحصى ولن تعد.. ووجهة نظري التي قلتها مرارًا وتكرارًا وسأظل أقولها إن عضوية المريخ لو لم تصل لمئات الآلاف فعلينا أن لا نحلم بنادٍ يدار بمؤسسية وبدرجة عالية من النظام والإحترافية بما يقود لتحقيق طموحات وتطلعات القاعدة الحمراء لأن بناء الأندية يبدأ ببناء المفاهيم قبل المال. * ومن نقطة المال أبدأ التعليق على ردود الأفعال التي صاحبت ترشيح التحالف لآدم سوداكال لمنصب الرئيس في القائمة التي سيدخل بها الإنتخابات.. حيث إحتفت فئة ليست قليلة من أنصار الأحمر بتلك الخطوة والملاحظ أن سر حفاوة تلك الفئة بإختيار سوداكال إقتصر على (القدرات المالية) لمرشح التحالف رغم أن الأخير حتى اللحظة لم يطرح برنامجه ولم يشرح الكيفية التي يرغب في أن يدير بها النادي الكبير والأهداف التي يتطلع لتحقيقها حال فوزه في الإنتخابات.. والتجارب أثبتت أن الرهان على المال وحده في إدارة الأندية رهان خاسر ولا يفضي لنتيجة مهما كان حجم الإنفاق وحجم القدرات المالية للرئيس ودونكم تجربة الكاردينال في الهلال كما يمكن تقليب دفاتر فترة رئاسة الوالي في المريخ وتأمل محصلتها مقارنة بمقدار الأموال التي صرفت. * وإن كانت ردود الفعل المؤيدة لترشيح التحالف بنيت على (المال).. فإن ردود الفعل المعاكسة والتي وصلت حد المطالبة بعدم قيام الجمعية إستندت على (العضوية المستجلبة) التي يراهن عليها التحالف ومرشحه لمنصب الرئاسة سوداكال.. وفي إعتقادي فإن إتفاق جل إن لم يكن كل المجتمع المريخي على أن صوت (العضوية المستجلبة) سيكون الأعلى في الجمعية العمومية يمثل دليل إدانة لمجتمع المريخ وإعلان فشل ذريع لمختلف القطاعات بدءاً من المجالس السابقة لعجزها عن تفعيل ملف العضوية بالصورة التي تجعلها جاذبة للأنصار وبالشكل الذي ينعكس إيجابًا على مستقبل النادي الكبير.. ودليل فشل ذريع للإعلام في ترسيخ مفهوم العضوية في ذهن الجماهير وعجز بائن ومخزٍ في إقناع الأنصار بأهمية العضوية ودورها في تحديد ورسم معالم النادي وذلك بعدم منح هذا الملف الأهم حقه من الإهتمام سواء عبر المواد التحريرية أو مساحات الرأي مع الإشارة إلى أن الجمهور نفسه شريك في الفشل لأن دوره ظل يقتصر على التمني والحلم بواقع جميل ومستقبل أجمل وبإدارة مؤسسية ومحترفة وموارد مالية تقي النادي شر الحاجة دون أن يبادر بلعب دور في صناعة ذاك الواقع ودون أن يتحرك لتحويل تلك الأحلام لحقيقة فظل الجزء الأكبر من الجماهير يكتفي ب(الكلام والكلام والكلام) دون أن يشارك في (الفعل) ليحول أمنياته إلى واقع ملموس يستفيد منه المريخ