كرات عكسية محمد كامل سعيد اقالة غارزيتو .. واخطاء بالكربون ..!! * تستقبل القاهرة ظهر اليوم قرعة ربع نهائي مسابقتي رابطة الابطال وكأس الاتحاد الافريقيتين.. وعلى عكس ما حدث في العام الماضي وفي مثل هذا اليوم بالتحديد ستغيب الكرة السودانية التي تواجدت بفريقين الموسم المنصرم.. * ولعل مرور غياب القمة السودانية عن مسرح ربع النهائي في اكبر مسابقة قارية مع العلم انهما وصلا لنصف النهائي العام الماضي دون اي اشارة او فهم اداري أو فكرة لمناقشة او دراسة او استعراض اسباب تلك النكسة يبقى في أول قائمة اسباب تخلفنا..!! * من الطبيعي ان تكون الخطوة او الهدف المراد تحقيقه بالنسبة للفريقين مريخ وهلال في بطولة هذا العام ليس ببعيد عن اعتلاء منصة التتويج واحراز لقب الابطال وبالعدم وعلى أقل تقدير الوصول الى المباراة النهائية..!! * ذلك هو التسلسل الطبيعي والتدرج التلقائي للفرق صاحبة الطموح والتي تتعامل ولو بقدر يسير من التخطيط الادراي.. خاصة وان فرقنا اقتربت من حلم الفوز باللقب قبل شهور وفشلت في اشارة عملية لوجود خلل بسيط حرمها تحقيق الغاية الكبرى..!! * ما معناه انه وبقليل من التركيز والسعي لسد الثغرات والاستفادة من الاخطاء ودعم الايجابيات كان بامكان المريخ او الهلال الفوز بلقب الابطال هذا العام.. لكن تابعوا سادتي معي واستعرضوا بهدوء ما حدث من تغييرات فجائية..!! * في المريخ مثلاً على الرغم من البصمة الواضحة والمهمة التي وضعها الخبير الفرنسي دييجو غارزيتو وسياسته الانضباطية ونجاحه في فك شفرة التعامل مع نفسية اللاعب السوداني واعتماده على عدد محدود تابعنا قرار اقالته من منصبه..!! * اصحاب المصالح لعبوا دور البطولة في اقالة غارزيتو وبذات الطريقة التي تابعناهم يهدمون بها الجهود الخرافية ويبددون الأموال التي ظل الوالي يضخها على النادي لكن دون اي فهم وبعيداً عن التوظيف السليم وكان نتاجها السقوط والفشل باستمرار..!! * ومع تكرار السقوط المريخي على مدار السنوات ال(13) التي هي عمر مجلس جمال الوالي وجدنا الرجل يخرج عن طوره مرات عديدة وفي احداها تجرأ ونطق بالحقيقة عندما وصف بعض الاعلام الاحمر بالسالب.. هل تذكرون سادتي..؟!! * المؤسف اننا تابعنا العديد من الفرق الافريقية والعربية التي لا مقارنة بين ميزانياتها مع المليارات التي صرفها الوالي وهي تتربع مثنى وثلاث ورباع على عرش بطولات القارة السمراء بفضل التخطيط والعمل الاداري المدروس..!! * القاعدة الطبيعية تشير الى ان المريخ بالامكان ان يكون مصدراً للاموال اذا ما نجح قادته في تفعيل الاستثمار واستغلال الاسم والمكانة والجماهيرية الطاغية.. وذلك بلا شك لا ولن يحدث الاّ بالتخطيط والعمل المدورس وتفعيل الموارد المنسية..!! * وبالرجوع للاسباب التي تم الاستناد عليها في ابعاد غارزيتو نجدها بالجد مضحكة لان مغالاة المدرب و صحت كان بالامكان التغلب عليها بذات الطريقة التي تم بها الحصول على المليارات الثلاثة للتجديد لأمير كمال وتوفير مبلغ التجديد لغرزة..!! * خاصة وان المدرب يملك ادوات صناعة نجوم يشار اليهم بالبنان ولكن على العكس لا يمكن ان ننتظر لاعباً ليقوم بصناعة مدرب.. ثم ان غارزينو كان يستحق ان تطلق الادارة يده وتنفذ كل توصياته المتعلقة بالتسجيلات وان يتم حسابه نهاية الموسم..!! * تخريمة أولى: نعتمد الاندية الافريقية الكبيرة في قراراتها المتعلقة بالاستغناء عن المدربين على النتائج.. ويكون من الطبيعي الاستغناء عن اي مدرب يفشل في الحصول للمرة الثانية على لقب بطولة ما لان ذلك يعتبر تراجعاً في الرسم البياني للاداء..!! * تخريمة ثانية: اما اذا تابعنا سياسة تعامل الادارات في الاندية السودانية مع المدربين فاننا سنجدها (مشاترة) للحد البعيد ولا علاقة لها بالمنطق ولا النتائج.. بدليل ما فعله المريخ مع غارزيتو الذي قاد الفريق الى انجاز تاريخي فكان الجزاء اقالته..!! * تخريمة ثالثة: السقوط في الخطأ ليس عيباً لان من يخطئ اليوم من الممكن ان تستفيد غداً من الخطأ ويصححه.. لكن يبقى العيب ان تمر الاخطاء بلا رغبة في الاستفادة منها.. وهذا للاسف ما يحدث في السودان حيث تتكرر وتحدث بالكربون سنوياً..!!
