ما سأقوله هنا هو وجهة نظر شخصية بحتة، تستند على رؤية ومعتقد واضح، وقناعة لا تزحزح عنها، مهما كان الناس معك أو ضدك، اتفقوا أو اختلفوا معي فإن هذه ستظل قناعتي التي أجاهر بها، لا يهمني من أكسب أو أخسر بها، طالما أنني أرى أن ذلك عين الحق، وعين النصيحة..!! ما نود الحديث عنه هنا ما يسمى بكرة القدم النسائية، هذه التي تبذل لها الفيفا ما يسيل له لعاب "المساكين" من دولارات ترغيباً لفتح هذا الباب في المجتمعات المحافظة، وتمارس الترهيب كذلك بالتلويح بعصا التجميد حال عدم اهتمام الاتحادات أو رفضها تنشيط هذه الفعالية التي لا تشبهنا ولا تشبه ديننا ولا مجتمعاتنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا ولا أعرافنا، وتلك خطط يقودها الغرب عبر منظماته المختلفة لاختراق العالم المحافظ في كل مكان..!! لا أجد مبرراً واحداً ولا مسوغاً واحداً لممارسة المرأة لكرة القدم، ومحاولة جعل الأمر مبلوعاً بالترويج لأن هذه الرياضة ستكون مشاهدتها محصورة فقط على العنصر النسائي وكأنها "رقيص عروس" تلك العادة "البايخة" التي نمارسها أيضاً بشكل مستمر وممل، مع الالتزام بالحشمة في الزي الرياضي، وكلها تبريرات للمجتمع الذي ظل ينظ بعين الغضب لهذا الجانب ثم لأنه مجتمع لا يحب أن يواجه أشياءه، يصمت ثم "يطنطن تحت تحت" حتى يقع الفأس على الرأس..!! هذا ما كان يروج له الناس حينذاك في العام 2019 بعد ذهاب نظام الإنقاذ الذي رفض تماماً قيام هذه المنافسة، ودخول المرأة إلى عالم ممارسة كة القدم وإقامة دوريات نسائية، لذلك كانت العين الإخباية الإماراتية تكتب في 30/8/2019 " نساء السودان يحصدن ثمار التغيير ويبدأن الاستعداد لدوري كرة القدم"، وهذا وحده يكفي لتقرأ ما وراء الحدث، وما وراء الخبر، ثم تنظر للناس وكيف يستقبلون الحدث الغريب المرفوض..!! كانت توجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتخصيص مقعد للمرأة في الاتحاد ضمن هيكليته الجديدة، كشرط أساسي لعدم تعرض النشاط الكروي في البلاد للتجميد منطقياً، فالإدارة لا تعليق على ممارستها، من جانب المرأة لأنه عمل مكتبي يعتمد على نشاط ذهني وبدني يتناسب مع تكوين المرأة لذلك كان تمريره طبيعياً في العام 2017 حين فازت الزميلة الأستاذة ميرفت حسين بالمقعد حينذاك ثم تلاه انطلاق النشاط النسوي بعد قيام الثورة وذهاب حكم الإنقاذ..!! حتى مشاركات النساء في الجهاد في العهد النبوي وما تلاه لم يكن في جانب القتال، بل كان مركزاً على السقيا ومداواة الجرحى، وذلك أمر فقهي متروك لرجال الدين للإفتاء، ولسنا بقامة المكان والإفتاء لندلي بدلونا أكثر من حدود معرفتنا هذه، ولعلنا ننتظر من يحدثنا بعلم ويبصرنا بما لا نعلم، فإن كنا على خطأ فإننا نملك الشجاعة للاعتذار، ومن ثم ندعم النشاط المذكور بلا لبس أو شك، وإن كان مع رأينا هذا، فإن علينا البلاغ، وليس علينا هداهم..!! لا أدري على أي سند ديني أو مجتمعي أو ثقافي اتكأ من سمح بقيام كرة القدم النسائية في السودان؟؟، إننا نحتاج لمراجعة هذا الأمر الآن، والوقوف مع أنفسنا لحظة، لنر إلى أين يقودنا هذا الطريق، وما هو التنازل القادم الذي ستطلبه الفيفا لتواصل دعمها لنا "وعشان ما تجمد نشاطنا الكروي"، فقد وجدت منا ما يغريها لتمر كل شيء، في وجود إدارات "الحمد لله بس"..!! كرة القدم النسائية أكبر فوضى مررناها ولم تنته القصة بعد..!! ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..!! حسم الهلال جولة مهمة في مشوار الممتاز أمس وكسب مباراته الصعبة أمام الأمل عطبرة برباعية مقابل هدف، حملت توقيع أجاجون والشعلة وهدف عكسي من الأمل..!! لا بد من وجود ملاحظات كثيرة الآن على الأداء العام، طالما أن الفريق في مرحلة البناء، ولكن يجب تلافيها عند كل جولة جديدة، ولا نريد أن نشاهد نفس الأخطاء في لقاء الفلاح في الجولة المقبلة..!! سيكافا على الأبواب، ومنتخبنا الأولمبي يواجه البنيني غدا في رحلة الطيق إلى باريس..!! نتمنى أن تنال سيكافا المساحة الإعلامية الكافية، والاستعانة بأصحاب اللغات الأستاذ الصديق عاصم وراق، محمد عوض، الطاهر صالح ليكونوا مسئولين عن الإعلام الخارجي وتوصيل صوت البطولة إلى أفريقيا بكل لغاتها..!! كنت أتمنى وجود من يجيد اللغة السواحيلية، نتمنى أن تقام كورسات لغة بدلاً من ورش تعبئة الهةاء في الزجاج الفارغ دي..!! بالتوفيق للجميع..!! اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!! أقم صلاتك تستقم حياتك..!! صلّ قبل أن يصلى عليك..!! ولا شيء سوى اللون الأزرق..!! https://www.facebook.com/hadir.almudarajat
