أكد مدير هيئة الموانئ البحرية، تاج السر مدني عبد الرحمن ، المُعين منذ يومين أن ما يتردد عن إقالته من منصبه الجديد لا يعدو أن يكون استهدافاً ومكايدات وتجاذبات سياسية. وقال تاج السر لمصادر مطلعة إنه شخصية مُستقلة ولم يدخل دار أي حزب، واعتبر أن تعليقاته على صفحته الشخصية على (الفيس بوك) والتي وصفت بمناصرته النظام البائد أنها تعليقات عادية من شخص مستقل، ونفى انتماءه للمؤتمر الوطني المحلول وقال (أنا زول مهني من الطراز الأول) وأضاف (قناعتي العمل في الحياد والسياسة لعبة متغيرة عدو اليوم هو صديق الغد). ورجح تاج السر أن ما يحدث من ضجة بشأن تعيينه ترجع إلى التجاذبات بين قوى الحرية والتغيير، وقال (ربما هي التي أثارت كل تلك الضجة، باعتبار أن الترشيح لم يمر عبرها). وأوضح أنه أبلغ وزير النقل بأنه يمكنه تقديم استقالته فوراً إذا كان استمراره يحدث مشكلة أو شرخاً في الحكومة، و قال (طلبت من الوزير أن يفعل ما يراه مناسبًا) وأضاف (أنا لست حريصاً على المنصب ولم أشغل وظيفة حكومية و أعمل في وظيفة محترمة). وفي الأثناء أعلن وزير النقل، ميرغني موسى، عن تكليف الدكتور عصام حسابو، نائب مدير الهيئة للعمليات، بتسيير مهام هيئة المواني البحرية، وسحب توصيته الخاصة بتعيين تاج السر مدني في المنصب وأكد أنه سيدفع بتوصية جديدة لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لتعيين مدير جديد للهيئة. وقال موسى في بيان صحفي أمس (أعتذر للشعب السوداني عن توصيتي بتعيينه وسأرسل توصية جديدة لرئيس الوزراء لإعفائه على أن يستمر تكليف الدكتور عصام حسابو ،نائب مدير الهيئة للعمليات، بإدارة الهيئة لحين اختيار مدير مناسب بعد التشاور مع الجهات المعنية). وأوضح أنه في إطار الترتيبات الإدارية في هيئة الموانئ البحرية، صدر بالأمس قرار من رئيس الوزراء بتوصية منه كوزير للنقل، بإعفاء كابتن أونور محمد سلطان من منصب مدير هيئة الموانئ البحرية وتعيين تاج السر مدني بدلاً عنه. وأشار إلى أنه عقب صدور القرار تناولت الوسائط الإعلامية مقتطفات من صفحة تاج السر مدني يعبر فيها عن آراء لا تتماشى مع تطلعات وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة. وقال (أستطيع أن أؤكد أن تاج السر مدني لا ينتمي إلى حزب النظام البائد وهو شخص مستقل سياسياً، لكن آراءه الشخصية التي ظهرت للناس من خلال صفحته تتعارض مع أهداف وتطلعات أبناء وبنات الثورة السودانية العظيمة)، ( وأضاف و لأن ما رشح في الإعلام من معلومات صحبت تعيينه ستؤثر على أداء الهيئة ككل، أعتذر للشعب السوداني عن توصيتي بتعيينه وسأرسل توصية جديدة للسيد رئيس الوزراء لإعفائه على أن يستمر تكليف الدكتور عصام حسابو نائب مدير الهيئة للعمليات، بإدارة الهيئة لحين اختيار مدير مناسب بعد التشاور مع الجهات المعنية). ونوه موسى إلى أن أقليم الشرق يمر بتعقيدات وصفها بالعظيمة والقديمة تراكمت عبر الحقب، قال إنها تجعل فرص الاختيار للمناصب الحكومية خاصة ذات الصلة بالشرق وقضاياه ضيقة ومحدودة، و قال (يجب علينا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا أن نسعى معاً لاغتنام هذه الفرصة لفتح حوار موسع وشفاف يعطي أولوية للمطالب الثورية دون أن يغفل هذه التعقيدات والسُبُل المثلى لمعالجتها بما يدفع بأجندة الإصلاح الشامل لما تم تخريبه خلال العقود الماضية على مستوى الدولة والمجتمع). من جهته وصف مدير الموانئ البحرية المُقال، أونور سلطان في حوار مع (اليوم التالي) منشور بالداخل، من يديرون البلاد حالياً بالناشطين السياسيين، وقال (لا يمكن لمخزنجي أن يصير وزيراً والموانئ إدارة متخصصة). وأضاف (لم أتحزب ولم أدخل دار حزب في حياتي ومرتبي أقل من عامل في الميناء وحمدت الله على الإقالة). الخرطوم/ بورتسودان – عبد الله عبدالرحيم