نفّذت الولايات المتّحدة وبريطانيا، الثلاثاء، تاسع ضربة عسكرية لأهداف تابعة للحوثيين في اليمن، لردعهم عن مواصلة استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر، وتعهدت لندن بمواصلة العمليات العسكرية، فيما طالبت جماعة الحوثي منظمات الأممالمتحدة والدولية باليمن بمغادرة موظفيها الأمريكيين والبريطانيين خلال شهر. أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، توجيه القوات الأمريكية والبريطانية جولة جديدة من الضربات ضد الحوثيين في اليمن بسبب استهدافهم لسفن الشحن في البحر الأحمر، مستهدفة موقع تخزين تحت الأرض وصواريخ وقدرات عسكرية أخرى. وكشفت الوزارة عن تنفيذ 8 ضربات جديدة، مشيرة إلى أن «هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء»، حسب تعبير البيان. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن بريطانيا نفذت المزيد من الضربات ضد الحوثيين في اليمن وهجماتهم في البحر الأحمر لا تزال تعطل حركة الملاحة. وأضاف البيان أن الطائرات البريطانية استخدمت قنابل دقيقة التوجيه لضرب أهداف عدة بالقرب من مطار صنعاء. وأشارت إلى أن 4 طائرات تايفون انضمت إلى القوات الأمريكية في الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن. وأكدت الوزارة البريطانية أن الضربات ضد مواقع الحوثيين ستحد من قدرتهم على تهديد التجارة العالمية. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين «إن القوات الأمريكية والبريطانية شنت 18 غارة جوية خلال الليل، منها 12 غارة على محافظة صنعاء، وثلاث غارات على محافظة الحديدة، وغارتان على محافظة تعز، وغارة على محافظة البيضاء». وحذر المتحدث من أن هذه الهجمات «لن تمر دون رد». وأفاد مسؤول عسكري أمريكي رفيع بأن ضربات فجر أمس نُفّذت باستخدام ذخيرة موجّهة بدقة أُطلقت من الطائرات الأمريكية والبريطانية وصواريخ كروز من طراز «توماهوك». وأكد للصحفيين عدم وجود أي مخاوف من إمكانية سقوط ضحايا مدنيين في المواقع التي تم استهدافها، فيما لم تتضح بعد الخسائر في صفوف الحوثيين. وأكّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أمس، أن لندن ستواصل الردّ على هجمات الحوثيين في حال استمرّت. وقال سوناك للبرلمان «نحن لا نسعى إلى المواجهة»، مضيفاً «لكن في حال الضرورة، لن تتردد المملكة المتحدة في الردّ في إطار الدفاع عن النفس». وتابع «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لهذه الهجمات بالمرور دون رد». ودعا سوناك «الحوثيين ومن يدعمهم إلى وقف هذه الهجمات غير القانونية وغير المقبولة». وشنّت القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة في وقت سابق من الشهر الحالي ضربات مشتركة ضد الحوثيين، فيما نفّذت الولاياتالمتحدة وحدها المزيد من الغارات ضد مواقع تضم صواريخ قالت إنها تمثّل تهديداً وشيكاً للسفن المدنية والعسكرية على حد سواء. لكن الحوثيين تعهّدوا بمواصلة هجماتهم التي تمثّل جانباً واحداً فقط من الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة والتي فاقمت التوتر في أنحاء المنطقة وأثارت مخاوف من اتساع رقعة النزاع. وأعلن سوناك أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون سيزور منطقة البحر الأحمر «في الأيام المقبلة». وتعهد فرض عقوبات على الحوثيين، قائلًا «سنستخدم أكثر الوسائل فعالية المتاحة لنا لقطع الموارد المالية» عن الحوثيين. وأضاف سوناك «نعتزم الإعلان عن عقوبات جديدة في الأيام المقبلة» بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قد أكد، أمس، أن الضربات الجديدة تبعث «الرسالة الأكثر وضوحا بأننا سنواصل إضعاف قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات». وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إن الضربات الجوية ستستمر، لكنه أقر بأنها قد لا توقف هجمات الحوثيين. ويقول خبراء إن استراتيجية بايدن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين لكنها لا تصل إلى حد الحرب. وتهدف هذه الاستراتيجية، وهي مزيج من الضربات العسكرية المحدودة والعقوبات، إلى معاقبة الحوثيين مع الحد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط. (وكالات)
