ردا على دعوات وحملات إلكترونية تحريضية ضدهم، أقام عدد كبير من سكان منطقة مصرية مائدة إفطار يومية لليمنيين والسودانيين المقيمين في المنطقة تعبيرا عن تقديرهم لهم وترحيبا بهم في بلدهم الثاني مصر. وأقام عدد من أهالي وشباب شارع العشرين بمنطقة فيصل في محافظة الجيزةجنوبالقاهرة، مائدة إفطار لتقديم وجبات الإفطار طوال شهر رمضان للضيوف من اليمن والسودان والذين يتركزون للإقامة في المنطقة. وقال عمر البرديسي أحد الشباب المشرفين على المائدة ل"العربية.نت" إن سكان المنطقة يتبرعون دائما لإعداد هذه المائدة بشكل سنوي، ويقدمون فيها يوميا كافة الأصناف وأشهى الأطباق، مؤكدا أنه يقوم بالتعاون مع شقيقه وآخرين بعملية الطهي والإعداد. وقال إن شباب المنطقة يقدمون يوميا الدعوة لكافة اليمنيين والسودانيين المقيمين في المنطقة وكافة أسرهم وعائلاتهم، مشيرا إلى أن المائدة ستقدم كافة الأكلات المصرية ووجبات سودانية ويمنية خاصة يعشقها السودانيون واليمنيون. وكان محام مصري قد تقدم ببلاغات للنائب العام ضد أصحاب حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حرضوا على ممارسة أعمال عنف ضد نازحين سوريين وسودانيين وطالبوا بترحيلهم من البلاد. وشنت حسابات إلكترونية عديدة حملات ضد السودانيين والسوريين تضمنت خطابا مليئا بالكراهية ضدهم وسباب وتحريض وهو ما دعا المحامي المصري وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي إلى التقدم ببلاغات ضدهم مطالبا بالتحقيق الفوري معهم. وقال العوضي ل"العربية.نت" إن هذه الحسابات بلغت ما يقارب 100 حساب وجميعها لجان إلكترونية، وتم عمل حصر لهم لتضمينهم في البلاغ تمهيدا لملاحقتهم، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغه للدفاع عن حقوق دستورية وقانونية ووقف حملات الكراهية والتحريض على العنف التي تهدد السلم المجتمعي في مصر. وقال العوضي إن هذه اللجان قد تكون ممولة ومتخصصة في الهجوم على الأشقاء العرب خاصة السودانيين والسوريين المقيمين في مصر، موضحا أن عددا من الشباب الذين يجهلون الدور التاريخي لمصر وقيمتها انساقوا وراء تلك الحسابات ما يشكل خطرا على الأمن القومي المصري وتنذر بعواقب وخيمة قد تصل إلى حد ارتكاب جرائم ضد الأشقاء المقيمين في مصر وهو ما يستلزم تدخل الأجهزة الأمنية على وجه السرعة. يذكر أنه حسب مفوضية اللاجئين فإن مصر تستضيف نحو نصف مليون سوداني فروا من بلادهم عقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي. وكشفت المفوضية أنه بداية من أكتوبر الماضي أصبحت الجنسية السودانية هي الأكثر عدداً في مصر يليها الجنسية السورية، تليها أعداد أقل من جنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا، واليمن، والصومال، والعراق.
