جاءت العطلة المدرسية ودخلت المدارس في استراحة محارب تقارب الأربعة أشهر.. فبداية العطلة تمثل محطة توقف كبيرة للتلاميذ فمن خلالها يمكنهم أن ينموا طاقاتهم ومهاراتهم ويصقلون مواهبهم وينفتحون على نوافذ كثيرة ومفيدة.. والتلاميذ معظمهم توجه الى محلات (البلاى استيشن والبلياردو وميادين كرة القدم والسلة والطائرة) وآخرون الى خلاوى القرآن والى مراكز تعليم اللغات.. فكثير من الأسر تحمل هم هذه الفترة وتظل تخطط لها منذ منتصف العام الدراسي بإعتبار ان فيها فراغا كبيرالأبنائهم، وهناك أسر لا تعطي أمر العطلة أهمية فهي تمرعليهم بدون أن يستفيدوا منها في شئ ولو القليل، وآخرون يعتبرونها فترة ترفيه ورحلات ليس إلا..(الرأي العام) حاولت التعرف على برامج بعض الاسر لأبنائها في العطلة الصيفية. (السماني) أب لأربعة تلإميذ في الاساس والثانوي قال: أعتقد أن وقت الفراغ مشكلة يجب وضع حلول لها أو التغلب عليها قدر الإمكان ببرامج مفيدة.. مشيرا إلى ان الاستغلال لوقت الفراغ يكون بالقراءة وبتقسيم الوقت بحيث لا يمروقت يحس فيه التلميذ بالملل خاصة في فصل الصيف ..وقال : على الفرد أن يستغل وقت فراغه بما ينفع الناس ويخدم مجتمعه من خلال المشاركة في المناشط الصيفية في المنطقة التي يقطن فيها ويستطيع من خلال هذه المناشط أن ينمي مواهبه ويغذي عقله بكل مافيه فائدة.. وقال: عادة أترك أبنائي يلعبون كما يريدون في بداية العطلة ولكن في منتصفها لا أتركهم على مزاجهم ، حيث أضع لهم برنامجا يسيرون عليه حتى نهاية العطلة المدرسية. وقالت(نور) معلمة : أكثر ما يشغل بال الكثيرين من الآباء والأمهات هو وقت الفراغ الذي سوف يعيشه الأبناء بسبب حلول العطلة الصيفية وانتهاء الالتزامات الدراسية المطلوبة.. والحقيقة أن وقت الفراغ يجب ألا يؤخذ دائما من المنظور السلبي، حيث يمكن أن يستثمر وقت الفراغ بشكل إيجابي مما ينعكس على الأبناء والبنات بشكل مفيد وفاعل.. وقالت: يجب ان لا تكون العطلة أكاديمية حتى لا يكرهها الأبناء فلابد ان يكون الترفيه فيها اكثر فهي فترة استجمام أكثر من اي شئ الا ان هناك أسرا تضغط أبناءها في (الدراسة) مما يجعلهم غير متحمسين للعطلة كغيرهم من التلاميذ. . وتقول الباحثة الاجتماعية نهلة حسن:عند الحديث عن إجازة المدارس فإنه يتبادر إلى الذهن السؤال التقليدي ، كيف يقضي الأبناء إجازاتهم بشكل يعود بالنفع على حياتهم المستقبلية؟ ولذلك يجب النظر إلى وقت الفراغ بصورة إيجابية واستثماره قدر الإمكان بشكل فاعل من خلال مجموعة من الأنشطة كإشباع الحاجات الجسمية بممارسة الرياضة البدنية المناسبة، إذ تؤدي ممارسة الرياضة إلى إزالة التوترات الجسمية وتنشيط الدورة الدموية. وتكوين علاقات اجتماعية فاعلة مع المجتمع..واضافت: خلال الدراسة قد لا يجد الشخص الوقت الكافي للاتصال والتفاعل مع الآخرين إضافة إلى ممارسة الهوايات المحببة التي قد لا يكون الوقت يسمح بها مثل الانخراط في مساعدة الأهل في المنزل وفي أعمال مفيدة. البرفيسور عبد العزيز مالك أستاذ علم الإدراك(قدرة التعلم) وامين الشئون العلمية بهيئة علماء السودان قال: هنالك اربعة قوائم يقوم عليها الاستمتاع والانتفاع بالعطلة المدرسية ،اولها احترام طموح التلميذ، ثانيا التلطف في ادراج طموح الوالدين وأولياء الامر ، وثالثها التكيف مع الواقع الأسري وذوي القربى والجوار.. مشيرا الى ان الجمع بين الحسنيين وهما احسن برامج مدرسية لفترة محدودة واحسن برامج خاصة بحياة التلميذ ومدار الترفيه الخاص، مؤكدا ان احترام طموح الابناء مهما كان رأي الوالدين أحدهما او كليهما لأن احترام الطموح سبب رئيسي في التنشئة السليمة لأبنائنا لما نريد وفي مراد الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفا:فمن لم يكن على سابق تجربة من الآباء بأن كيف بحترمون طموح ابنائهم فذلك يشقيهم ويشقون هم بشقائهم الذي هم سبب رئيسي فيه.. وقال بروفسير(مالك): ان على الآباء ان لا يعترضوا مبدئيا على ما يريده الأبناء الا بقدر التصحيح والمراجعة في السلامة الكلية للسلوك، وقال: من هنا كان لزاما على الآباء ان يتلطفوا في اخراج ما يريدون..وأضاف:الحوار وتطور حركة الإقناع فيما يعرف في علم الإدراك ب(تسوية العلاقة بين الأجيال) مهم على أن يتدرج الآباء والأمهات في حركة الارشاد بالحكمة لا بالقهر، وبالتأني لا بالتراخي، وبالتحمل لا بالضجر.. ولابد من التكيف بتوطين النفس بالرضا بالواقع الذي خلقت فيه خاصة وان لتوطين النفس اجراءات علمية، اجراءات سايكلوجية لايقدر عليها كل الناس الا العالمين ببواطن السلوك الظاهري في التعامل بين الآباء والابناء.. لذالابد من ضرورة الجمع بين أحسن ما خطط له من قبل وزارة التربية والتعليم ومجلس الآباء في كل مدرسة على ان يكون التخطيط المسبق في العمل الديواني للوظائف التعليمية للتخطيط التربوي وغيره وانما بمشاركة الآباء والأمهات والأبناء ومجالس العلم والقياس النفسي والاجتماعي لهذه البرامج ودرجة المحبوبية لها وسعة البرمجة فيها لتسع حسن ما عمل سابقون ما يرجوه اللاحقون من الأجيال الحديثة..وقال: العطلة الصيفية استثمار وثمار وروح وريحان وترويح وبناء وتشييد وتثبيت. العطلة الصيفية مرحلة مهمة في حياة التلاميذ للترفيه والراحة بعد نهاية عام دراسي مكثف، وقبل بدء عام دراسي جديد. وللعطلة أهميتها عند الأهل لتمضية فترة أطول مع أولادهم وتوجيههم لنشاطات متنوعة.