احتفلت جماعة الفيلم السوداني خلال الاسبوع الماضي بمرور مائة عام على اول فيلم سوداني بمدينة الابيض . ومن محاسن هذا الاحتفال انه دفع بعدة وجوه سينمائية الى دائرة الضوء بعد ان غيبها غياب صنعتها التي اصبحت ضربا من ضروب الماضي ، واستعادت تاريخ السينما لاجيال جديدة قد تكون هي المرة الاولى التي تقرأ او تسمع عنه . و ما يسمى ب(السينما) نفسها هناك من لم يرها الا مؤخرا عبر مراكز التسوق الحديثة التي تضم فيما تسوقه جناحا يسمى سينما يعرض احدث الافلام التي ينتجها العالم , خلافا لذلك هناك بعض المباني المتهالكة والقديمة كانت تحمل لافتة سينما (منقرضة) او جار عليها الزمن . الواقع الان يقول مطلوب من جماعة الفيلم السوداني اكثر من مجرد احياء ذكرى ذلك اليوم ، بل بين يديهم اعترافات من قادة العمل الثقافي في البلاد بالتقصير تجاه هذا الفن ،خصوصا و ان هنالك من اخذ على عاتقه مسئولية احياء السينما لاسيما محمد عوض البارودي رئيس المجلس الاعلى للثقافة ولاية الخرطوم الذي اعلن العام الجاري عاما للسينما السودانية ونهضتها . وهذا يفترض ان يكون هم هذه الجماعة ، الوقوف خلف هذه التصريحات حتى النهاية . اضافة الى ان ثمة اعترافات ضمنية من الجهات الامنية التي ترى في تفشي المخدرات وسط الشباب وكذلك انتشار الجريمة وبعض الظواهر التي تلاحقها شرطة امن المجتمع هي نتاج لغياب دور السينما التي كانت تشكل مصدات قوية لبدائل المكان والفعل ، ، وغيابها شكل فراغا لم تفلح الحدائق المفتوحة والبدائل المستحدثة في ملئه . وزارة الاعلام هي الجهة المنوط بها النهضة بالسينما ووزارة الثقافة السينما احدى ادواتها في توصيل رسالتها والجهات الامنية من مصلحتها ان تسيطر على الشباب في اماكن معينة معروفة وما دامت المعادلة كذلك يفترض على الجهات الثلاث العمل على النهضة بالسينما السودانية وتشجيع رأس المال واعادة الثقة في ان تكون مهنة ذات عائد مادي يشجع المستثمرين وقطاعات المجتمع المدني. وبدلا ان يكون الاحتفال بذكرى تشغيل اول فيلم سوداني ، يمكن ان تتواصل الاحتفالية بظهور جميع السينمائيين المقتدرين والدارسين لفن السينما امثال استاذي د. وجدي كامل الذي يحمل السينما فكرة ورسالة وحلما لم يتحقق بعد ، وغيره والتشاور معهم وتنشيطهم وتشغيلهم وتحميلهم مسئولية النهضة المطلوبة حتى يصبح شعار السينما في السودان(مائة سنة واكتر) من المتعة والمشاهدة .