قضية الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية، من القضايا التي شغلت الساحة في الفترة الماضية. ورغم الحلول التي وضعتها إدارات الجامعات ،إلا ان القضية مازالت في تفاقم، وهي تتمثل في استلام الشهادات الجامعية بهذه الفكرة. نظمت صحيفة (الرأي العام) السبت الماضي ،ندوة بعنوان( جامعة بحري .. حل ام مشكلة ؟ ) إهدار للوقت بداية قدم د. محمد يوسف آدم- مدير العلاقات الخارجية والإعلام بجامعة بحري، خلفية تاريخية لإنشاء جامعة بحري، مشيرا الى انه بعد انفصال جنوب البلاد ،وتكوين دولته المستقلة ،ظلت قضية الجامعات الجنوبية الشغل الشاغل للأسر والطلاب والأساتذة والعاملين بتلك الجامعات. لان اتفاقية السلام لم تشر في ذلك الوقت لتلك الجامعات ، الى ان تكونت لجنة عليا سميت باللجنة العليا لمتابعة وتوفيق اوضاع الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية .وكانت بدايتها من خريجي جامعة جوبا .ثم اضيف للجنة اساتذة من جامعة جوبا و اساتذة من الجامعات الجنوبية الاربع، وهي جامعات ( اعالي النيل ، وبحر الغزال ، ورومبيك وجامعة جوبا ) اضافة الى ذلك هناك ممثلون للطلاب من الجامعات الثلاث . واشار الى اجتهاد اللجنة والعمل على توفيق اوضاع الطلاب رغم التحديات التي واجهتها والمتمثلة في قيام جامعة جديدة تستوعب الطلاب والأساتذة والعاملين الشماليين الموجودين بالجامعات الجنوبية .حيث تكللت مساعي اللجنة العليا وغيرها من الجهات بإنشاء جامعة بحري لتصبح جامعة توفيقية تعمل على توفيق اوضاع الطلاب الشماليين بتلك الجامعات اولا ، ثم العمل على تعويض النسبة التي كانت تدخل من الشهادة السودانية الى تلك الجامعات الاربع في جنوب البلاد. وبالفعل انشئت جامعة بحري في يوليو من العام الماضي ،وتمثل أس اهتمامات الجامعة معالجة اوضاع الطلاب بالجامعات الجنوبية السابقة التي رحلت الى مكانها بالجنوب . واكد دكتور محمد، نجاحهم في توفيق اوضاع الطلاب،وذلك بوضع حلول لتجليس الطلاب، ولتحقيق ذلك سعت الجامعة لفتح قنوات اتصال بإدارات الجامعات الجنوبية، كمحاولة منها لحل اشكالات الطلاب ومناقشة قضايا الملفات والشهادات والامتحانات، وتمكنت ادارة الجامعة من توقيع اتفاقيات ثنائية ومذكرات تفاهم مع الجامعات الجنوبية المذكورة سابقا .واشار الى تطبيق جزء من الاتفاقية التي بموجبها جلس الطلاب لامتحانات الملاحق والبدائل، بالاشتراك والتزامن مع جامعتي جوبا وأعالي النيل وبحر الغزال . واضاف : انه بموجب الاتفاقية استضافت جامعة بحري الطلاب الشماليين الذين اكملوا اكثر من نسبة (50% ) من مناهجهم في الجامعات الجنوبية .وهؤلاء لهم الحق في التخرج باسم جامعاتهم الام. اما بقية الطلاب فسوف يتحولون الى جامعة بحري ويتخرجون فيها . واوضح د. محمد ان ادارة الجامعة ملكت تلك المعلومات والحقائق للطلاب المعنيين ،والبالغ عددهم حوالي( 1467 ) طالبا وطالبة ، ويمثلون حوالي( 15% ) من طلاب الجامعة بالنظر الى انه تم قبول ثاني بالجامعة بلغ حوالي( 4) آلاف طالب في السنة الاولى ،موزعين على (16) كلية من كليات الجامعة ،واشار الى ان بعض الطلاب ظلوا يطالبون بالحصول على ضمانات قطعية تشمل نيلهم شهادات تخرج من جامعات جنوبية . ونحن كإدارة لهذه الجامعة، ننظر بان تلك مشروعة للطلاب ووقفنا معهم رغم انهم مستضافون ،وهم يدرسون داخل حرم جامعة بحري بواسطة اساتذة منها ويمتحنون من داخلها ويتمتعون بكل ما يتمتع به طلاب جامعة بحري الأصل ، وان كلمة استضافة اطلقت بقصد توضيح ان هؤلاء الطلاب هم الذين تم تجليسهم ليتخرجوا من جامعاتهم ،والذين اكملوا النسبة المذكورة ، واشار الى ان الاتفاقيات التي تمت بين الجامعات الجنوبية وجامعة بحري كانت تحتاج الى مظلة ، واشار الى ان ما حدث مؤخرا من الطلاب هو نوع من العجلة وإهدار للوقت والزمن الدراسي وعوق مسيرة الطلاب والبروتكول الذي وقع بين الدولتين. توفيق الأوضاع من جانبه قال د. زين العابدين حسن- مدير ادارة الجودة بجامعة بحري ، ان الانفصال من الاحداث الضخمة التي خلقت تداعيات كثيرة ،من بينها المشكلة التي واجهت الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية .وعند استقبال جامعة بحري للطلاب المستضافين كونت العديد من الاجتماعات واللقاءات لتوضيح المسألة بمرونة عالية من قبل ادارة الجامعة، حيث ناقشت اللجنة العليا قضية الطلاب في ورش عمل ،وتوصلت الى كيفية توفيق اوضاعهم. وكان امام اللجنة ثلاثة خيارات لابد من تنفيذ واحد منها ، وتمثلت الخيارات في عودة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية الى الجنوب لمواصلة تعليمهم هنالك ، او انشاء جامعة جديدة بالخرطوم تستوعب اولئك الطلاب ، والخيار الثالث توزيع الطلاب على الجامعات بالخرطوم . وكان رأي نسبة (65%) من الطلاب مع انشاء جامعة لتوفيق الأوضاع . ما حدث انه في شهر يوليو الماضي تم تكوين ادارة للجامعة الجديدة، وفي الثامن من اغسطس تمت المفاوضات مع جامعة جوبا ، ومن ثم تم التوقيع علي بروتكول مع الجامعات المعنية في اكتوبر الماضي ، إلا ان التوقيع مع جامعة جوبا استغرق زمنا طويلا نسبة للمشاكل بينها وجامعة بحري ،والتي تم حسمها في نهاية يناير الماضي ، حيث ناقش البروتكول مسألة جلوس الطلاب للامتحانات والبدائل والتسجيل ، وذلك بالاستناد الى اتفاقيات اخرى تم الاستفادة منها لتوفيق اوضاع الطلاب( مثل اتفاقية فيينا وغيرها) .كذلك ناقش البروتكول مسألة السجلات الأكاديمية، وتم تحديد السجلات التي من المفترض ان تكون موجودة في جامعة جوبا، والسجلات التي يجب توافرها في جامعة بحري .ونص الاتفاق على ان تنتهي فترة عملية ترحيل السجلات من جوبا والعكس في 15 مارس الجاري ، واضاف ان ادارة الجامعة ركزت في الآليات المنفذة للاتفاقيات. والذي كان يهم الطلاب هو تخريج الدفعة الموجودة بجامعة جوبا ،وكان لابد ان نحدد من هم بالضبط، حيث تم تقسيم الطلاب الى ثلاث فئات( طلاب مقبولين، طلاب محولين، وطلاب مستضافين) . وكان لابد من معرفة من هم الطلاب التابعين لجامعة بحري ، وان الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزارتي التعليم العالي بالدولتين سائد لمدة خمس سنوات من(2011 الى 2016)، وان الاتفاق سوف ينفذ حرفيا على كل الطلاب ،كما وضعت الاتفاقية بندا لتعيين منسق يعمل على ترتيب وتنظيم الدراسة ولوائح الامتحانات .كما تم التوصل الي اتفاق آخر وهو ان المسائل الاكاديمية مسئولية جامعة جوبا . اما المسائل المالية فهي من مسئولية جامعة بحري ، واشار الى ان من المشاكل التي واجهتهم كإدارة تتعلق بالطلاب الجنوبيين الذين درسوا باللغة العربية ورحلوا الى الجنوب. فاذا واجهتهم مشكلة في اللغة الانجليزية عليهم ان يأتوا ليكملوا دراستهم في جامعة بحري ،ولكن بشرط ان يكون حضورهم بشكل رسمي. وناقش البروتكول ايضا تعيين منسق من جامعة جوبا في جامعة بحري ،على ان تحدد له صلاحياته كافة ، ونص البروتكول على ان تكون مواصفات المنسق خبيرا اكاديميا او عميد كلية سابق قادر على اتخاذ القرار، تتمثل مهمته في تنظيم واستخراج الشهادات للطلاب وتنظيم العمل بالجامعة. ويهدف البروتكول الى خمسة اهداف هي( معالجة المشاكل المعلقة بين جامعتي جوبا وبحري، وفتح طرق للتعاون المستقبلي بينهما، وعمل علاقات بينهم والجامعات الاخرى، بجانب خلق نوع من العلاقات الثقافية والتربوية، اضافة الى التعاون في المجال الاكاديمي) . واشار د. زين العابدين الى ان بعض الطلاب احجموا عن التسجيل بالجامعة ،ورهنوا ذلك بمراجعة الاتفاق مما دعا ادارة الجامعة بمختلف اقسامها الى الاجتماع معهم وشرح المسألة بمختلف جوانبها ،إلا ان الطلاب اصروا بضرورة مخاطبة الجمعية العمومية ، وعندما اندلعت المشكلة في شهر يناير اجتمعنا مع الطلاب مجددا ،ولكنهم رفضوا كل الحلول مما دعا الى اغلاق الجامعة بعد حالات التظاهر وتحطيم اثاثات الجامعة . وقال ان التعليم واحد من القضايا التي لا تشكل اولوية للدولة ،لذلك لم ننتظر توقيع وزراء التعليم العالي بالدولتين لانه يستغرق فترة زمنية طويلة، ورغم ذلك قامت ادارة الجامعة بدورها الكامل لحل القضية وتفاوضت مع الجامعات الجنوبية، داعيا الجهات الاخرى للقيام بدورها لحسم المسألة. ثمن الإنفصال في الاتجاه نفسه قال حارب احمد آدم- ممثل الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية ، كانت هنالك مطالب مشروعة للطلاب الشماليين في الجامعات الجنوبية، وحسب قانون التعليم العالي مفروض اي طالب اكمل(50%) من الدراسة فما فوق يأخذ شهادته من احدى الجامعات الام ،وهي (جوبا، اعالي النيل، بحر الغزال، رومبيك). ونحن دفعنا ثمن هذا الانفصال عندما توقفنا عن الدراسة لأكثر من عامين. واكد فقدهم الثقة في إدارة جامعة بحري، فعندما تكونت لجنة للنظر في امر قيام جامعة توفيقية، وأثناء نقاش الموضوع في المجلس الوطني ، إنسحب مجلس الاساتذة عندما تم حل مشكلتهم ، لذلك نظم الطلاب تظاهرات واحتجاجات وإعتصامات ، وبعد اللقاء الذي تم بين ادارة جامعة بحري ووزير التعليم العالي ،كانوا يتحدثون عن انه ما في حلول ، وفرضوا علينا اما ان نقبل بجامعة بحري وتكمل اجراءاتك ، او ان نذهب ونستلم شهاداتنا من الجنوب ، رغم ظروف الحرب في النيل الأزرق ، ونحن كطلاب لن نقبل بأن تسيس قضيتنا ، ولا نستطيع ان نذهب الى الجنوب لإستلام شهاداتنا، كما لا نقبل بان نستلم شهاداتنا من دولة وليدة، كما لا نقبل بان نستلم شهاداتنا من جامعة وليدة مثل جامعة بحري ، لذلك نحن طالبنا بان نستلم شهاداتنا من الجامعات الام في دولة السودانى، نحن تفاجأنا بتوقيع البروتكول بين الحكومتين ، وادارة الجامعة اما انها كانت مغيبة عن المفاوضات التي كانت تجري قبل توقيع البروتكول ،اذ كانت تعتقد ان حل هذه المشكلة يعتبر مستحيلا، او انها كانت تستهتر بقضايانا . نحن بحاجة الى نسخة من هذا البروتكول ينشر عبر الصحف ، لأننا لا نعرف عنه شيئا . وذكر ان هنالك مشاكل تواجه الطلاب الذين لم يكملوا نسبة ال(50%)، إذ انهم سوف يستلمون شهاداتهم باسم جامعة بحري ، ولكن السؤال هو هل تملك جامعة بحري رقما هندسيا لتعطيه لطلاب الهندسة ، او هل تملك سجلا طبيا لتعطيه لطلاب الطب في حال تخرجهم في جامعة بحري ، هذه الاسئلة تمثل المشكلة الحقيقية التي تواجه الطلاب حاليا ، الى جانب قضية ملفات طلاب جامعة بحر الغزال التي ما زالت معلقه. ويبقى التساؤل المشروع هل ترجع لهؤلاء الطلاب ، ام كيف سيتم التعامل مع هذه المشكلة؟ وطالب حارب بحل جذري لمسألة إستئناف الدراسة ، لان الطلاب مكثوا في منازلهم اكثر من سنتين ، وتساءل طالما انه تم توقيع البروتكول لماذا لا تستأنف الدراسة؟