هل هو سحر المكان أم حلاوة تلك الأجيال التي رسمت على خارطة هذا الوطن بإبداعها، ما جعله يتربّع على تلك الأيام في مشاعر الإنسان السوداني.. سفراء ودبلوماسيون في قامة صلاح أحمد محمد صالح ومحمد المكي إبراهيم وسيد أحمد الحردلو وصلاح أحمد إبراهيم وجمال محمد أحمد وجمال محمد إبراهيم، وحسن عابدين ورئيس الدبلوما سية السابق منصور خالد، وصولاً إلى الفريق طيار الفاتح عروة وحتى من تعلّق بالخارجية من إداريين ومحاسبين، في قامة الشاعر الكبير المجذوب والناقد الخاتم عبد القدوس. وتجدنا مساء أمس الأول قد جمعنا بين هذا السحر وتلك الحلاوة.. ونحن نذهل في ذلك المساء بروعة الطقس والمبدع الكبير السر قدور وفريق الطرب الذي أصبح علامة مميزة تلتقي معه على نسيج الغناء الراقي في ما كان افتتاحية للموسم الثقافي للنادي الدبلوماسي.. السفير رحمة الله محمد عثمان بدبلوماسية رحّب بالحضور وكان يعلن أن الفكرة بدأت بالاستماع الى الغناء الذي كتبه الدبلوماسيون.. ولكن السر قدور تناول معهم الفكرة بالنقاش واختار الطريق إلى عنوان الليلة (دبلوماسية الفن بين الأجيال والشعوب).. اللافت أن السفير قال أنّ معظم الدبلوماسيين والعاملين في الخارجية من الشعراء والمبدعين ولكن.. في الخارجية أول ما يفعلونه (ضبح الكديسة) ألا تعلن صوتك عبر الإعلام.. ورحب بمنصور وصلاح ورأينا العبيد مروّح ومحمد الخير بدوي وعمر قدور وأجيال المعاشيين من السفراء والدبلوماسيين وأبنائهم بل وأحفادهم.. وبهدوء جاء د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم وجلس بعد استقبال ودّه ألا يؤثر على استمتاع الحضور بما كان يجري على المنصة وكانت المنصة التي جلس عليها قدور وفريقه جمال فرفور وعاصم البنا وعصام محمد نور والمبدعتان ريماز ومنار صديق.. والمفاجأة في الرحلة التي قطعها السر مع تاريخ بدأ (الحب والورود) أو يا طير يا طائر رائعة الراحلين وردي وإسماعيل حسن وعاد إلى ليالي صلاح أحمد محمد صالح (أن تريدي يا ليالي تسعدينا) وقال: هنالك تاريخ مكتوب وآخر نسمعه وطرب الكبار واستعاد حرب الأتراك والقصيدة الحماسية (يا الباشا قول لجدادك كَر) ومع ود الفراش الذي نقل صورة بربر (بشوف بربر بشوف دوخ وحرير). والعبادي الذي قال: (الطرق بمسكوها بالنجوم) وهو يرد أنهم دائماً ينظرون الى أعلى وهو بعد عودته من أم مرحي يكتب (يا حليل رياضنا الغنا) وعن ثورة ود حبوبة والأمهات يسجلن وقفته المشهودة (أسد الكدادة الزام.. هزيت البلد من اليمن للشام).. وكرومة وأبو صلاح يغنون.. يا رشا يا كحيل) طرب منصور خالد والفاتح عروة الذي رعت شركته (زين) الاحتفال في التفاتة وجدت الإشادة والتقدير ونهض السفير محمود عبد الحليم طرباً يجول الساحة وعلي شمو ومنصور ورحمة الله يشاركونه فعل ذلك الطرب الجميل الذي أعادهم الى أيام خوالد والى أم درمان وغَنّت منار (الليمون سقايتو عليّ) و(أنت عارف) غناها عصام محمد نور فقد وصل قدور برحلته إلى الحرب العالمية الثانية وإلى ما بعدها زمن الرومانسية وعثمان حسين وليالي الغرام وأنا المظلوم ويا مسافر وناسي هواك.. جمال الليلة في ذلك التداعي الأكثر روعةً منه أن الدبلوماسيين استراحوا في دارهم وكان السر وكوكبته نجوماً أبلغوا مشاعرهم بأجمل سطور رسالة هي (دبلوماسية الفن بين الأجيال والشعوب) فهلا كانوا سفراء بصك هذه الرسالة.