إهتمت الدولة في أعلى مستوياتها بقضية السودانيين المعتقلين في معسكر غوانتنامو سواء الذين ما زالوا قيد الاحتجاز أو الذين أُطلق سراحهم وتعبيراً عن هذا الاهتمام زار المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أمس سامي الحاج مصور قناة الجزيرة بعد اطلاق سراحه من معتقل غوانتنامو. وتمني خلال زيارته له بمستشفي الامل ببحري الاقامة الطيبة بين أهله وذويه. من جانبه عبر سامي الحاج عن شكره وتقديره للسيد رئيس الجمهورية لزيارته معرباً عن امنياته ان يتم اطلاق سراح بقية المعتقلين بسجن غوانتنامو. وإحتل إطلاق سراح سامي وزملائه صدارة نشرات الوكالات والفضائيات ووسائل الاعلام الاجنبية. واستعرضت وكالة رويترز ظروف اعتقاله وقالت نقلاً عن الجزيرة إنه أُعتقل على الحدود بين باكستان وأفغانستان في ديسمبر العام 2001م. وانه لم يوجه اليه قط اتهام رسمي أو يقدم للمحاكمة. وقالت /بي بي سي + وكالات /ان السوداني سامي الحاج وصل الخرطوم بعد ان اطلقت السلطات الامريكية سراحه من معتقل غوانتنامو بكوبا الذي قضى فيه السنوات الست الاخيرة. واقلت الحاج الى الخرطوم طائرة نقل عسكرية امريكية. وقام عسكريون امريكيون بحمل الحاج من الطائرة على نقالة. وأضافت ان الحاج اضرب عن الطعام منذ (61) شهراً. وكانت الجزيرة قد اعلنت في ساعة متأخرة من يوم الخميس أن الحاج سيطلق سراحه. ولم تعلق وزارة الدفاع الامريكية على موضوع اطلاق سراح الحاج، ولكن منظمة مراسلون بلا حدود التي ما برحت تطالب باطلاق سراحه، عبرت عن ارتياحها للنبأ، حيث قال امينها العام روبرت مينار في بيان اصدره في واشنطن: ما كان على الامريكيين احتجاز الحاج كل هذه المدة. فلم تتمكن السلطات الامريكية من اثبات ضلوعه في اي عمل اجرامي. ان هذه القضية تقدم نموذجا آخر للظلم الذي يهيمن على معتقل غوانتنامو. يجب اغلاق هذا السجن دون ابطاء. وتقول المنظمة إن الحاج قد تعرض للتعذيب اثناء فترة احتجازه، كما جرى التحقيق معه (002) مرة تقريبا. واضرب في شهر يناير من سنة 2007 عن الطعام مما حدا بسلطات المعتقل الى اطعامه بالاكراه. ويقول محامي الحاج كلايف ستافورد سميث إنه فقد (81) كيلوغراماً من وزنه اثناء فترة احتجازه، وهو يعاني الآن من مشاكل معوية. وقال موقع (محيط) ان الحاج وصل إلى الخرطوم فجر اليوم الجمعة بعد أن أطلقت السلطات الأمريكية سراحه من معتقل غوانتانامو. ونقل على الفور إلى مستشفى الأمل في الخرطوم لتقديم العناية الصحية اللازمة له. وفي أول اتصال هاتفي له أعرب الحاج ، المعتقل منذ ست سنوات، عن سعادته الغامرة بعودته إلى الوطن قائلا: إنني سعيد للغاية لدرجة أنني صرخت من الفرح.. من حقنا أن نكون سعداء وأن نفرح، ولكننا نفتقد إخوة لنا تركناهم خلفنا والذين يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية. وأكد إن المعتقلين محرومون من الصلاة ويعانون انتهاكات دينية كبيرة، والجنود الأمريكيون يقومون بإزعاجهم على الدوام ويدنسون القرآن. وأضاف أن بعض المعتقلين يعيشون بلا ملابس. ودعا كل الحكومات إلى إعادة أبنائها من المعتقل. وقال مدير مستشفى الأمل يوسف كردفاني للجزيرة: إن ضغط سامي كان منخفضاً جدًا عندما وصل، وقد باشر المستشفى على الفور تقديم الإسعافات الضرورية له، وهو في حالة مستقرة الآن. وعبرت أسماء إسماعيلوف، زوجة الحاج، في تصريح للقناة عن سعادتها البالغة لإطلاق سراح زوجها، وقالت: أستطيع الآن أن أفكر بطريقة مختلفة.. الآن أستطيع أن أخطط لحياة بطريقة مختلفة.. سيكون كل شيء بخير إن شاء الله. وعن وضع الحاج القانوني، قال وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات: إن الخرطوم لا تعتقل أو تحقق مع مواطنين سودانيين بناء على أوامر من جهات عليا. غير أن القناة القطرية أفادت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وضعت شروطاً على إطلاق سراح الحاج، بما فيها شرط يمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي. وأضاف سبدرات: يجب أن تكون هناك تهمة مبدئية تبرر تقديمه للمحاكمة، ونحن ليس لدينا ما يبرر اعتقاله. وأكد أن الحاج مواطن سوداني عاد إلى وطنه، وهو حر في التنقل داخله كأي مواطن سوداني، ولا يوجد ما يحول دون إعطائه حريته. وعن السنوات الست التي قضاها في المعتقل، قال سبدرات: إن من حق الحاج أن يطالب الحكومة الأمريكية بالتعويض عن السنوات التي ضاعت من عمره، هذا حقه الطبيعي، وسيجد العون من الحكومة السودانية. ومن جانبه أعرب مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني للجزيرة عن سعادته وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة قطر وقناة الجزيرة من أجل إطلاق سراح الحاج. وأوضح: لقد حرصنا على نقله إلى المستشفى بسبب وضعه الصحي، وأضاف الجانب الأمريكي منع تصوير تسليمه إلى السلطات السودانية لأسباب أمنية، وحتى تجنب إعلان تاريخ الوصول كان مقصودا لتجنب الحشود الإعلامية، وكل شيء كان مرتبا بالاتفاق مع الجهات الأمريكية. ومضى إسماعيل أن الحاج كان من بين (21) سودانياً معتقلا في غوانتانامو وأنه كان من المفترض أن يكون على رأس لائحة العائدين إلى الوطن، لكن إصراره على مواقفه ورفضه التعاون مع الأمريكيين ضد الجزيرة أخره ونقله إلى آخر قائمة. ومن جهته قال مدير عام قناة الجزيرة، وضاح خنفر: لقد تم إحضاره إلى المستشفى بسيارة إسعاف حيث أدخل إلى وحدة العناية المكثفة على نقالة طبية. وأضاف خنفر، من إحدى قاعات المستشفى: لقد كان مرهقاً ومتعباً ويعاني من المرض.. وهو يتلقى حالياً العلاج اللازم. ومن جانبها ، قالت منظمة صحفيون بلا حدود، التي أقامت حملة لإطلاق سراح الحاج في تصريح مكتوب إنه لم يكن يجب أن يظل الحاج معتقلاً طوال هذه المدة. وأوضحت أن السلطات الأمريكية لم تثبت أبداً أن الحاج كان متورطاً بأي نشاط إجرامي، واوردت اذاعة سوا نقلا عن قناة الجزيرة نبأ اطلاق سراح الحاج. وأوردت قناة الجزيرة ما اوضحه أمير يعقوب محمد الامير من الظروف التي أحاطت برحلة عودتهم معتقل غواناتنامو الى السودان. وكان امير يتحدث من مستشفى الامل الذي يخضع فيه لفحوص طبية فقال: (رسمياً تم إبلاغنا قبل ثلاثة ايام لكن مرات كان المحامون يرسلون لنا اوراقاً يقولون انه ربما يفرج عنا في الايام القادمة. لكن رسمياً تم إبلاغنا قبل ثلاثة ايام من الآن وعملوا لنا نوعاً من الفحص ونوعاً من اخذ البصمات والصور ثم عزلونا في عنبر لوحده ثم ادخلنا الى الطائرة بعد ان ربطوا ايدينا وارجلنا وعيوننا وآذاننا واجلسونا على كراسي وتم ربطنا عليها. لقد كنا ثلاثة سودانيين وواحداً مغربياً. وهم قالوا لنا سوف تتغير الطائرة في الطريق وحسب ما سمعنا ونحن لا نصدق اقوالهم قالوا لنا ان الطائرة نزلت في العراق ثم من العراق تركنا خمسة افغان واتجهنا بطائرة اخرى الى السودان انا ومعي سامي ووليد والثالث الاخ المغربي سعيد ووصلنا هنا بعد اربع ساعات من انتقالنا الى الطائرة هذه الى السودان ونزلنا نحن الثلاثة وتركنا الاخ المغربي بالطائرة ليتم نقلة الى المغرب مباشرة.