اثبت الدوري السعودي انه بالفعل افضل واقوى دوري عربي من خلال المستوى الذي قدمته الفرق في البطولات الثلاث: كأس الامير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد واخيراً دوري الابطال الذي حمل اسم خادم الحرمين الشريفين.. ولا نبالغ اذا قلنا ان بعض المباريات فاق مستواها الفني بعض مباريات دوري ابطال اوروبا وزاد من حلاوة المنافسة الاقبال الجماهيري الكبير والتشجيع الراقي بل اصبح للكرة السعودية متابعون ومعجبون في كل العالم. وما يميز الدوري السعودي انه كسر احتكار الفرق الكبيرة وعلى رأسها الهلال والنصر للبطولات وظهر اكثر من منافس وتحولت كل المباريات الى ديربي ومن الصعب على اي محلل مهما كانت كفاءته ان يحدد من الذي يفوز في اية مباراة ولم يعد هناك كبير، ويكفي دليلاً خروج الهلال من الدور قبل النهائي لبطولة خادم الحرمين الشريفين ووصل فريق الحزم المغمور الى نفس الدور بعد ان اثبت جدارته وخرج النصر والاهلي والاتفاق من الادوار الاولية، بل تنوعت الالقاب بعد ان فاز النصر بكأس الامير فيصل وحصل الهلال على كأس ولي العهد وتوج الشباب ببطولة الدوري. وقد اصبح الدوري السعودي منجما للنجوم في كل مباراة يعلن عن مولد نجم كتأكيد على ان حواء الدوري السعودي ولود وارضه خصبة بفضل الامكانيات الكبيرة التي اتاحتها القيادة السعودية للرياضة عموما ولكرة القدم على وجه الخصوص بتوفير البنيات التحتية والدعم المالي الذي ساعد الاندية على استجلاب اعظم المدربين واللاعبين الاجانب واتباع العلمية في العمل الاداري والتطبيق الصحيح للاحتراف والتسويق الرياضي. وقد استمتعنا حقيقة بمباريات الدوري السعودي الذي عشنا فيه كل ما هو جميل في كرة القدم من مهارات عالية للاعبين واهداف ملعوبة واثارة وقوة من اول دقيقة حتى صافرة النهاية خاصة مباراتي الهلال والاتحاد ومباراة الختام بين الشباب والاتحاد ولم تتوقف المتعة على الملعب فقط ولكن ايضا في المدرجات والجمهور يتفاعل مع احداث المباريات كل يغني لمعشوقه يذرف دموع الفرح في حالة الانتصار ويرتسم الحزن على الوجوه مع الخسارة في مشهد اشبه بنهائيات كأس العالم والبطولات القارية. ومن العوامل المهمة التي اسهمت في تطور الكرة السعودية سياسة الاتحاد في تطبيق الانضباط والالتزام باللوائح والقوانين على جميع الفرق، فلا كبير على القانون، ويكفي ان الاتحاد اجبر الهلال بكل ثقله الجماهيري والاكثر شعبية بين الاندية على اداء مباراة الذهاب في الدور قبل النهائي لبطولة خادم الحرمين الشريفين بعيدا عن جماهيره، بل في ملعب منافسه بسبب الشغب الذي قامت به جماهيره في مباراته امام الوحدة مكة وتصرف محترفه الليبي طارق التائب الذي (بصق) على الجمهور. وتقبل الهلال القرار رغم قساوته لان الاندية هناك تحترم الاتحاد ولا تخلق عنتريات كما هو الحال عندنا ويسهم الاعلام في فرض الانضباط ولو طبق اتحادنا القوانين واتخذ مثل هذه القرارات لاتهم بالتآمر والاستهداف وغيرها من العبارات الدخيلة على لغة الاعلام الرياضي. تطور الكرة السعودية نتاج لجهد وفكر متكامل مابين القاعدة ممثلة في الاندية والقيادة ممثلة في الاتحاد ووجود اعلام راشد وجمهور واع وادارات اندية تقوم بدورها كاملاً. انه نموذج لدوري ناجح جنت الكرة السعودية ثماره بتواجدها في نهائيات كأس العالم اربع مرات على التوالي ومبروك لمن حصد وهاردلك لمن اجتهد وبنهاية الدوري السعودي نعيش فراغاً لا تعوضه الدوريات العربية الاخرى رغم احترامنا للجميع.