سطعت في سماء صحافة دبى نجمتان سودانيتان، اضاءتا تلك الصحافة المتقدمة تقنياً.. وتجاوزت بالتقنية الحديثة العديد من المؤسسات الصحافية العربية العريقة.. الأولى داليا حافظ.. تلك الصبية الجميلة التى كانت تعمل في صحيفة «الوطن».. كاتبة عمود لافت وهي صاحبة قدرات في هذا المجال.. داليا.. نسمة حقيقية.. هادئة الطبع.. قليلة الكلام.. مرتبطة تماماً بتقاليد بلدها، وهي صحافية موهوبة.. ظهرت موهبتها في وقت مبكر في الصحافة السودانية.. جاءتني مرة واحدة في صحيفة «الأضواء» بتزكية من أحد الصحافيين.. قلت لها انت لا تحتاجين الى تزكية.. فإنني أراقب بشدة الأقلام الموهوبة في كل صحيفة سودانية.. ولم استطع ان الحقها ب «الأضواء».. لاننى كنت على وشك الرحيل منها.. وكانت «الأضواء» تعيش ظروفاً قاسية.. جاءت الى دبى والتحقت محررة في مجلة «بنت الجزيرة».. وهي مجلة نسائية متميزة.. وتكتب فيها داليا موضوعات ساخنة.. التقيتها في دبى.. بعد ان هاتفها صديقى النبيل مصطفى ابوالعزائم.. وجاءت الينا داليا وصديقتها رشا «حافية حالقة» اسعدها وجودنا في دبى.. وأصر ابوالعزائم على داليا ان تعود للسودان وان موقعها في «آخر لحظة» جاهز.. النجمة الثانية.. رشا عبدالمنعم وهي اشبة سودانية اماراتية المولد.. أهلها كانوا وما زالوا يسكنون الخرطوم «ثلاثة» قلنا لها ضاحكين «جوار بيت الخياطة» قالت بالضبط.. وضحكنا جميعاً.. رشا.. تمتلك سيارة حديثة.. وتقودها بمهارة مدهشة.. تعمل صحافية في صحيفة «البيان».. في قسم المنوعات.. حملتنا بسيارتها ومعي صديقى ابوالعزائم وصديقتها داليا الى الشارقة.. حيث حجزتا لنا كمية من اسطوانات الاغاني السودانية الحديثة.. وتجولتا معنا في اسواق الشارقة.. داليا ورشا ممتلئتان ثقة بالنفس وبنات «قويات» لا يخاف عليهن، واصبحتا مثار فخر للصحافة السودانية وللسودان كله.. والصحافيات السودانيات انتشرن في صحافة الخليج بشكل عام.. ومع الصحافيين السودانيين اصبحوا جميعاً اضافة حقيقية للصحافة الخليجية وعملوا جميعاً على تطويرها والاستفادة من تقنياتها المتطورة..