القرار الذي أصدره رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الخاص بإيقاف طائرات الأنتينوف واليوشن كافة التي تساقطت كأوراق الخريف.. وخسر السودان منها الكثير.. هذا القرار.. كان صائباً.. حيث أوقف طائرات «الخردة» الروسية من طراز يوشن وانتينوف. الأسباب كثيرة ومقنعة للغاية.. فقد استهدف القرار سلامة أهل السودان، ومن ثم سلامة سمعة الطيران السوداني.. وسلامة السودان كله، ولا ندري هل طبق القرار بشكل صارم خاصة أنه صادر من رئيس الجمهورية.. أم لا.. وكم نسبة تنفيذ القرار الرئاسي؟ لقد فوجئنا قبل ثلاثة أيام في الصفحة الأولى من صحيفة «آخر لحظة» الغراء صورة لطائرة أنتينوف قيل إنها هبطت في مطار الخرطوم الليلة الماضية أي قبل صدور الصحيفة، والسؤال: كيف سُمح لهذه الطائرة بالهبوط رغم أن القرار الرئاسي يشملها، وهذا سؤال يجب الرد عليه من قِبَل سلطات الطيران المدني وسلطات مطار الخرطوم. وهل هناك طائرات من نفس الطراز الممنوع ظلت تهبط في مطار الخرطوم سراً؟ أم أنها كانت الطائرة الأولى والأخيرة التي تهبط في مطار الخرطوم بعد صدور القرار الرئاسي. وهناك سؤال أكثر أهمية.. وهو متعلق بسلامة الرئيس ونائبه وكبار رجال الدولة.. وهو هل يسري هذا القرار على الطائرة الرئاسية «اليوشن» الضخمة التي اعتاد ان يقوم الرئيس ونائبه وكبار مساعديه لاستقلالها في رحلات طويلة.. أم أنها استُثنيت من قرار المنع. إن سؤالنا حول طائرة الرئيس اليوشن نابع من حرصنا على سلامته وسلامة أركان الدولة.. وهذا أمر لا يمكن التساهل فيه. وكل حكومات العالم لا تشتري طائرات روسية لرئيسها ولكبار معاونيه، بل يحرص المسؤولون عن الطيران في تلك البلاد على شراء أحدث الطائرات وأكثرها أماناً.. وأكثرها حرصاً على السلامة الجوية. إن سلامة الرئيس وأركان حربه وضرورة توفير الأمن والسلامة لهم في رحلاتهم الخارجية والداخلية أمر بالغ الأهمية.. ومهما كانت قواعد السلامة الجوية متوفرة فيها.. يجب العمل على فحصها وصدور قرار بشأنها لأن الشك أمر خطير، ولا يمكن أن نضحي بسلامة الرئيس وأركان حربه. طائرة أثبتت عدم صلاحيتها لفترة طويلة، والسودان لم يعد ذلك البلد الفقير الذي يضحي بقيادة بلده من أجل توفير مال لطائرة رخيصة. وسبق أن حذرت قبل أكثر من نصف عام من هذه الطائرات، بعد أن خضت تجارب شخصية مع كبار المسؤولين في طائرات حبست أنفاس ركابها طوال الرحلة، ولولا وجود رجال «صالحين» في تلك الرحلات لهوت كثير منها. المهندس صلاح الزين.. المدير المهندس السابق لسودانير الذي يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ظل يخابرني لمدة ثلاثة أيام يتحدث عن السلامة الجوية، وقال: من أجل تحقيق أكبر قدر من السلامة الجوية.. يجب الإستعانة بهيئة الطيران المدني البريطانية في إدارة وضبط نظام السفريات الجوية في السودان، وكذلك تدريب كل المعنيين بالأمر. وكذلك ضرورة إحضار مهندسي الطيران السودانيين المؤهلين المعروفين لدى هيئة الطيران المدني البريطاني للعمل في السودان بالتعاون مع المجلس البريطاني الهندسي وجمعية الملاحة الجوية الملكية. وواصل المهندس صلاح الزين قائلاً: إنه تلقى التعليم الأولي حول الطيران في بريطانيا وتدرب هناك على مدى ثمانية أعوام، الأمر الذي جعله ملماً بطريقة عمل الهيئة البريطانية. واختتم حديثه الهاتفي معي: إنها الطريقة الأمثل لإزالة السمعة السيئة للسلامة الجوية في السودان. والمهندس صلاح الزين يعمل الآن مستشار طيران «السودان - الإمارات» وبكل أسف لم استطع متابعة الشرح الطويل والعلمي الذي طرحه المهندس صلاح الزين حول تصوره العميق من أجل طيران نظيف خال من الحوادث. نأمل أن نسمع إجابة واضحة وشافية لكل التساؤلات التي طُرحت في مقدمة هذا الحديث. والله الموفق وهو المستعان،،،