لم تترك الموضة حلاً وسطاً هكذا يقول الحال فقد سيطرت بيوتات الازياء العالمية على اجواء الموضة في السودان ايضاً.. وضاع المزاج السوداني الخاص واختلف مع بيوتات باريس ولندن، وحتى الخليجية منها. والمقاسات الوافدة متفق على عدم ملاءمة بعضها للسودان الاّ أنها لم تترك للعباءات مجالاً آخر للحشمة، اذ ان طالبات الحشمة لا يجدن ما يناسبهن في السوق غير العباءة. وتدرجت العباءة نفسها من الحشمة الى (القشرة) وجاءت البيوت الاردنية والسورية لتروج لأحدث التشكيلات في العباءات بأسعار (نار) فقد تصل ال (120) جنيهاً كأقصى حد للبيع.. لكن هذا الأمر اللافت للعباءة أنها ارتبطت مؤخراً باجواء رمضان .. حيث اصبحت رفيقة الفتيات لثلاثين يوماً.. لتعقبها الازياء الزاهية بعد العيد.. حتى اصبحت في السوق عباءات (قدر ظروفك) يبيعها صبية جائلون تعرض مثل هذه العباءة الرخيصة ب (15) الفاً، كما صرحت احدى الفتيات انها ترتدى في رمضان واحياناً عندما تكون مستعجلة كالامتحانات او التسوق او الزيارات الخفيفة. وكشفت جولة (الرأي العام) في السوق العربي الذي يشهد انتعاشاً سوق العباءات كما ان في محلات (سي دي) كتلوجات لاختيار نوع القماش (سادة او منقوش) ومواصفات التفصيل.. وقالت احدى المصطفات للشراء انها ترتديها فقط في المناسبات الحزينة (بيت بكا) او زيارة مريض.. لأنها بحسب رأيها عملية جداً.. وقالت اخرى (متزوجة) إنها لجأت اليها لأن الثياب مكلفة ولا تستطيع مجاراة الموضة فيها.. والعباءة في مثل هذه الحالات ترفع الحرج. وبين هذه وتلك هناك من ترتدي العباءة لأنها بتفصيلاتها الحديثة اصبحت «استايل» رغم حشمتها لكنها بطقوسها الحداثوية تظل هي نفسها وافدة على الذوق السوداني.