بين الفينة والاخرى وعلى فترات تتباعد وتتقارب يطل الفريق صلاح عبدالله(قوش). رئيس جهاز الامن والمخابرات الوطني على اجهزة الاعلام، فالرجل اجمالا كتوم وهي صفة تلازم العاملين في الحقل الاستخباري ، ويبدو انها من عناصر النجاح بالنسبة للشخصية المخابراتية بصورة عامة. ويقال عن رئيس جهاز الامن والمخابرات انه جعل مقولة الفاروق رضي الله عنه (اينما تكون الثغور تكون الصدور) شعارا له ،وهو شعار يشير الى ان قوش ميال الى التكتم والهدوء. الا ان ورشة البرلمان التي تم تنظيمها تحت عنوان (الوجود الاجنبي في السودان) قبل عدة اشهر كانت من ابرز المحطات التي ادلى فيها قوش بحديث ساخن، ظل محور المنتديات والليالي السياسية في الخرطوم، ومادة صحفية دسمة تداول حولها كتّاب الرأي والتقارير. افاض قوش في العدد المهول للمنظمات الاجنبية العاملة في السودان وميزانياتها التي تتجاوز المليار وتقارب الملياري دولار سنويا، وعدد اجهزة الاتصال المتطورة التي تمتلكها هذه المنظمات. ورغم المخاطر التي نبّه اليها الفريق صلاح قوش بشأن الوجود الاجنبي في البلاد الا ان الناس اختلفوا الى فريقين حول افاداته، ففي حين رأى البعض ان المعلومات كانت اكثر مما يجب، قال آخرون انها اقل ما يقال. في آخر الاسبوع الماضي عاد رجل الامن الاول الى تناول موضوع المنظمات الاجنبية مرة ثانية في ورشة حول ادارة وتنسيق العمل الانساني، ولكنه ربما آثر هذه المرة ان يقدم تحذيرا تراوح بين شديد اللهجة الى متوسط الشدة قال فيه: «ان أية منظمة لا تلتزم بتفويضها سوف تتخذ ضدها الاجراءات المحاسبية، وأية منظمة لا توقع اتفاقاً قطرياً يجب ان تخرج». لقد كان رأي قوش باختصار ان المنظمات الانسانية الاجنبية شر لا بد منه.