كشف اللواء شرطة طه جلال الدين مدير شرطة جنوب دارفور، عن قيام مجهولين مسلحين يرتدون زي القوات النظامية على متن عربتين لاندكروزر بالاعتداء على عربة تحمل رواتب قوات بعثة (يونميد) بالقرب من مقر البعثة بحي النهضة في محلية نيالا شمال صباح أمس. وأفاد اللواء طه حسب (المكتب الصحفي للشرطة) أمس، بأن القوات المجهولة اعتدت على العربة وهي تحمل رواتب قوات (يونميد) بصحبة موظف (صرّاف) يعمل ببنك الخرطوم فرع نيالا ومعه فرد حراسة بعد أن هددوهما وسبّبا الأذى الجسيم لفرد الحراسة واستولوا على سلاحة، إضافةً للمبالغ الكبيرة التي بحوزتهما من العملات المحلية والأجنبية التي قدرت بأكثر من مليوني جنيه، وأضاف بأن الشرطة فتحت بلاغاً تحت المادتين (175 و21) من القانون الجنائي، وبعد اطلاع النيابة على محضر التحري وجهت بإضافة المادتين (89 و177) من القانون الجنائي والقبض على اثنين من موظفي البنك والتحري معهما اشتباهاً بضلوعهما في الجريمة وتم تحريك قوات لمطاردة الجناة وتمشيط المنطقة. ووصف اللواء طه ما تم بأنه تجاوز واضح من البنك للنظام المعمول به والمتفق علية، ونوه إلى أنه تم استجواب الموظف والحرس وسائق العربة، وحسب إفادتهم أن عربة اعترضت طريقهم ونهبتهم، وأبان أنه اتضح إصابة العسكري (بدبشك)، وأشار إلى تواصل تحرياتهم، ووصف اللواء طه الحادث بأنه غريب ووقع لعدم اتباع الضوابط الرسمية، ونوّه لوجود موظف واحد من البنك وعسكري وسائق قاموا بترحيل مبالغ مالية من البنك إلى فرع آخر دون اتباع أية ضوابط رسمية، وأوضح أنه حسب الضوابط المعمول بها في بنك السودان وكل البنوك بنيالا منذ 2010م ألاّ يتم تحويل أية مبالغ مالية من بنك السودان أو أي بنك آخر إلاّ بواسطة حراسة مشددة ودورية. وفيما يتعلق بحوادث القتل كشف طه عن مقتل عسكرييْن من قبل مسلحين بجانب (2) من المواطنين بحي الدروة. من جانبه، اكد عبد الرحمن رحمة معتمد نيالاجنوب ل (الرأي العام)، أن مجموعة مسلحة نهبت فرع بنك الخرطوم بمقر بعثة (يونميد) واستولت على نحو (300 - 400) ألف دولار، وأوضح أن الشرطة أغلقت مداخل ومخارج المدينة كافة ومازل البحث جارياً للقبض على المجرمين، وأنه تم فتح بلاغ بشرطة المحلية بنهب (350) ألف دولار و(43) مليون جنيه سوداني. ووقع الحادث بعدما تابعت المجموعة المسلحة عربة البنك أثناء توجهها من قلب المدينة إلى حي النهضة لإيصال مبالغ مالية إلى صرافة بنك الخرطوم بمقر (يونميد)، وتعمّدت ضرب السيارة من الخلف مما جعل حرس البنك يترجل لتحري الأمر، فاعتدت عليه المجموعة بالضرب بمؤخرة السلاح مما تسبب بإصابته في فمه ومن ثم الاستيلاء على الأموال. من ناحيتهم، اعتبر عدد من التجار بنيالا ما حدث خلال أسبوع من قتل ونهب (53) مليون جنيه من طلمبة الكريمت ونهب عدد من المواطنين ليلاً، إنفلاتاً وسرقات منظمة، وتخوفوا من تفجر الأوضاع نتيجة عدم القدرة على توفير الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم، ووصفوا ما يحدث بأنه يفوق إمكانيات الأجهزة الأمنية والولاية مما يستدعي تدخل المركز لفرض هيبة الدولة وإعادة الطمأنينة. وتجددت ظاهرة العنف في مدينة نيالا، حيث قامت مجموعات مسلحة مجهولة بنهب هواتف مواطنين في التاسعة من صباح أمس بحي الجمهورية، بجانب قتل (4) مواطنين بحي الدروة وموقف الجنينة من قبل مسلحين مجهولين، وتعيش نيالا حالة من الخوف والهلع. وطالب مواطنو الولاية حكومة المركز بضرورة فرض هيبة الدولة وعدم التهاون مع المُجرمين وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة وعادلة، سيما وانه يسهل القبض عليهم إذا تمت السيطرة على الأوضاع.