فصل الخريف الذي حط رحاله قبل فترة ، اعلن عن جولة جديدة من ارتفاع نسبة الامطار ، حيث هطلت امطار غزيرة عصر الأمس واستمرت بشكل متقطع حتى الساعات الاخيرة من الليل ، في مدن ام درمان والخرطوم ، وكالعادة فقد غمرت المياه الشوارع الرئيسة والفرعية ولم تنج الأسواق فقد نالت حظها تماما ، هطول الامطار أمر متوقع ولكن غير المتوقع أن المجاري ما زالت مغلقة ومغطاة بالأوساخ مما يعيق تصريف المياه . المشاهد مكررة .. النفايات وفضلات المطاعم التي هطلت عليها مياه الامطار بالأسواق زادت من درجة انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتضر بصحة البيئة والإنسان ، المجاري مغلقة تماما ، لا يوجد ما يمكن أن يقال .. فالوضع معروف، وتناوله كثيرا دون اجراءات وقائية أمر ممل ، المهم يتطلب الوضع البيئي المتردي من المواطنين اتخاذ الحيطة والحذر حتى لا تصيبهم امراض يستعصى علاجها ، فالكارثة الحقيقية تتمثل في آثار ما بعد الامطار (نفايات مخمرة أمام المطاعم والمنازل بعد هطول الأمطار عليها + خضر وفاكهة مفروشة على الأرض + مراحيض بلدية غير مغطاة + انتشار الذباب في كل مكان ) ، هذا الوضع يتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك والواضح أن الجهات المختصة والمعنية بحمل النفايات ومحاربة العرض العشوائي للمواد الغذائية، تغط في نوم عميق ولا تريد الاستيقاظ منه على الاطلاق ، والحل الوحيد أن يتحمل المواطن نظافة الشوارع وحفر المجاري بالتكاتف والتكافل الاجتماعي،وأن تتخلص كل اسرة من النفايات الخاصة بها ونقلها من أمام باب الشارع إلى أبعد مكان وحرقها طالما أن عربة النفايات (عامله تقيله ) ، في هذا السياق اطلق دكتور ( عمر مصطفى ) الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة تحذيراً عبر (حضرة المسئول ) ، للمواطنين كافة، بعدم شراء الخضروات والفاكهة من الارض وتجنب كافة المأكولات التي تباع في بيئة غير صحية وبشكل عشوائي بالأسواق خاصة الخبائز والحلويات ، مع تغطية المراحيض البلدية التي تنبعث منها روائح نتنة ، يتكاثر ويتوالد بسببها الذباب مما يزيد من تفشي الأمراض . مطالبة الجهات المختصة بنظافة الخرطوم وشوارعها وتنظيم الأسواق ومحاربة العرض العشوائي للمواد الغذائية وتوفير بيئة صحية تليق بإنسان العاصمة أمر غير مجد ، ويجب على المواطن حماية نفسه بنفسه.