منذ زمن طويل ظلت الدراما السودانية تشكل حضوراً في شهر رمضان حتى اطلق عليها «دراما الموسم» فنجد ان المشاهد ينتظر ساعة المساء بشوق لرؤية مسلسلات ظلت عالقة في الذاكرة.. هذه الحلقات «تلفون القلوب» و«بائع السموم» و«سكة الخطر» و«بيوت من نار» و«الشاهد والضحية» جلها مسلسلات جسدت بقوة حضور الدراما في شهر رمضان الى ان جاء هذا العام الذي انقلبت فيه موازين الدراما داخل تلفزيون السودان ذلك من خلال الغياب الذي شكلته هذا العام فكانت الصورة باهتة «لدراما الموسم»، «الرأي العام» طرقت ابواب الدراما بتلفزيون السودان للبحث عن الدراما الغائبة. المخرج الدرامي حسن كدسة عبر لنا عن رأيه حول ذات الموضوع فقال ان غياب الدراما بالتلفزيون ضمن الخارطة البرامجية ليست على مستوى رمضان فقط بل على مستوى العام، وقال إن هنالك ايادٍ خفية تعبث عبر مخطط محكم لتكريس المنتج العربي هذا الى جانب غياب خطة للدراما بالتلفزيون وكذلك غياب اتحاد الدراميين جلها غيبت الدراما من خارطة المنافسة ولو على حد الوجود الادني لها داخل السودان. فيصل أحمد سعد الشهير «بكبسور» علق لنا عن صورة المشهد الدرامي بتلفزيون السودان فقال للاسف الشديد لا توجد دراما بالمعني المفهوم لشئ لا اعلمه ربما كان الانتاج، واضاف في قوله ان الغياب اصبح ملحوظاً في الوقت الذي شكلت فيه الدراما وجوداً في القنوات الاخرى مثل «هارموني» و«الشروق» ما عدا تلفزيون السودان الذي اكتفى بتقديم بعض الشذرات من خلال الكوميديا الخفيفة. ويواصل كبسور قوله بإن المشاهد احبط في الدراما على الشاشة هذا العام وقال ان استمرار تلفزيون السودان في حصار الدراما ليس في مصلحة المشاهد الذي يلجأ إلى قنوات اخرى ذلك لأن المشاهد من «اصلو» «طافش» من التلفزيون الذي شحت فيه حتى العروض الكوميدية.. وفي نهاية حديثه أكد ان الحاجة ماسة لجلوس الدراميين مع المسؤولين لإعادة ترتيب هذه الاوراق. بهذا يبقى السؤال مطروحاً: متى ستعود الدراما المفقودة الى التلفزيون؟