تراجع القطاع الغابي بعد انفصال جنوب السودان، بينما أبدى مختصون تخوفهم من زيادة معدلات التصحر في ظل تجاهل الدولة ومنظمات المجتمع المدني لهذا القطاع المهم، وطالب الخبراء بأهمية تشجيع المنتجين بمناطق حزام الصمغ العربي لإعطاء أولوية للغابات وحمايتها من أي تعد من قبل أية جهة، لضمان تحقيقها لعائدات من العملات الصعبة وفى ذات السياق أكد د. عبد العظيم ميرغني المدير العام للهيئة القومية للغابات أن بعد انفصال الجنوب تحول السودان ضمن الدول شحيحة الغطاء الغابي، الأمر الذي قال إنه يتطلب ضرورة التفكير من الجهات المختصة للحل المشاكل البيئية التى تهدد الزراعة عامة والقطاع الغابي بوجه أخص، ورفع مساحته بالبلاد الى نسبة (20%) من المساحة كحد أدنى، والتى تمثل (90) مليون فدان . وقال ميرغني إن هذه المساحة من الغابات يمكن الاعتماد عليها في توافر قاعدة صلبة للتصنيع المستدام للمنتجات الخشبية وغيرالخشبية الأمر الذي يسهم في توفير عائد يضمن حماية وتنمية وتطوير المورد الغابية في الفترة القادمة. وذكر ميرغني ل (الرأى العام) أن تحديث وتطوير المؤسسات الغابية ورفع كوادرها وقدراتها يتطلب توفير التمويل الذي يعين على تنفيذ البرامج والخطط المتعلقة بالقطاع . وفى السياق دعا مختصون فى مجال الغابات بمناطق الانتاج الجهات الرسمية والشعبية لتكثف جهودها للاهتمام بالغابات والسعي لوضع معالجات للمهددات التى تواجهها في الوقت الحالي، والتى قالوا أن من بينها ضرورة تعديل القوانين ووضع سياسات تحفز المنتجين في الحفاظ عليها، بجانب اهمية تخفيض عبء الضرائب المفروضة خاصة على غابات المزارعين والملاك. وأكد علي تاور الأمين العام لاتحاد منتجي الصمغ أن أسباب تدهور قطاع الغابات تكمن فى عدم تنفيذ السياسات التى تصدر من رئاسة الجمهورية والتى من بينها التوجيه بزراعة نسبة (10%) بالغابات من مساحة أي منطقة زراعية، بجانب الغاء الضرائب والرسوم المفروضة على هذا القطاع بمناطق الانتاج . وذكر تاور أن عدم توفير تمويل من قبل الجهات ذات الصلة والخدمات المطلوبة للمنتجين بمناطق الحزام وغيرها تسهم في تفكير كثيرين لترك العمل به والاتجاه لأعمال أخرى، وأضاف تاور ل(الرأى العام) بالرغم من أن قطاع الغابات يسهم بنسبة كبيرة في الإنتاج القومي الا أن الدولة لاتعطي اهتماما للقطاعات الأخرى، مبينا ان عدم الاسراع لتطويره يقود لتقليص نسبة القطاع الغابي بصورة كبيرة . وفى السياق طالب الضو حمد عضو جمعيات المنتجين للصمغ بولاية النيل الأزرق الدولة بالحفاظ على قطاع الغابات بالمنطقة وحمايتها من قبل الجهات المعتدية عليها ، بجانب ضرورة فرض غرامات على أية جهة زراعية لم تلتزم بالاستزراع الشجري، مبينا أن الالتزام بالقوانين الصادرة من الدولة بشأن الغابات يسهم في تراجع المساحة المخصصة لها، وقال الضو ل(الرأى العام) إن الاهتمام بالغابات يمكن أن يحقق عائدات مقدرة لصالح الدخل القومي ، مؤكدا وجود جهات خارجية تطالب بالحصول على موارد غابية من بينها الصمغ .