تحدثت الكثير من الصحف عن عطش مشروع الجزيرة الموسم الصيفي الماضي, وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى نفس الموضوع الذي يحتاج إلى الكثير من البحث والتداول، لأن ذلك لم يحدث من فراغ، ولكن بعد تدهور تدريجي لقنوات الري التي يروى بها المشروع مع التدهور التدريجي للمشروع في كل النواحي .. فمشروع الجزيرة يروى بالري الصناعي وهذه القنوات مثل الترع والكنارات هي الآن مغلقة بعد تراكم الطمي والحشائش عليها لسنوات طويلة ،وكانت في السابق تنظف سنوياً بعد نهاية موسم سابق وقبل بداية الموسم الزراعي الجديد، حيث تصبح مهيأة لاستقبال الماء لري المحاصيل، والآن ولسنوات عديدة لم تحدث عملية النظافة هذه مما جعل هذه القنوات غير قابلة لاستقبال المياه، وبالتالي يذهب الماء إلى الشوارع بين القرى مع مياه الامطار متسببا في توالد البعوض ويبقى الزرع الذي يحتاج إلى الري بلا ماء، علماً أن عملية الري المنظم تتم وإن كانت هناك أمطار، ولو استمر الحال على ماهو عليه, فالمواسم القادمة سيصيبها العطش هي الأخرى، ونكون نحن في السودان كمن يلدغ من جحر مرات عديدة.. هل تلتفت الحكومة الاتحادية بعد النداءات المتكررة لمشروع الجزيرة أم يظل الحال كما هو عليه الآن.. ؟