العثور على أطفال حديثي الولادة ب (الخيران) ، ومقالب القمامة ، وداخل المراحيض البلدية وحتى السايفون لناقصي النمو ، أصبح من البلاغات المألوفة بأقسام الشرطة ، ولكن العثور على طفل مقتول بوحشية ، وملقى داخل (كوشة) وسط القاذورات ، يعد من الأمور المؤلمة ، وتعكس أن جريمة الزنا يمكن أن تصاحبها جرائم أخرى متلاحقة اما بقتل المولود بوحشية ، أو التخلص منه وهو حى يرزق ليلقى نهشاً بواسطة الكلاب الضالة والقطط المتوحشة ب (الكوش) و(الأزقة) .. هذا ما حدث بمنطقة المزموم ، ولاية سنار . أحد المواطنين هناك اشتم رائحة كريهة تنبعث من (كوشة) ، وعندما اقتفى الرائحة ، كانت المفاجأة اتضح ان مصدرها طفل حديث الولادة ميت ، عمره لم يتعد ثلاثة أيام ، وكان متعفنا ، بعد أن نهشته الكلاب والقطط ، فابلغ شرطة مدينة المزموم تحركت قوة من القسم ل (الكوشة) وعثرت على الطفل ، او بقاياه .. وبالمتابعة والتحري تم القبض على والدة الطفل المتوفى ، وتم تحويلها إلى مستشفى المزموم للكشف الطبى ، حيث اتضح انها تعرضت لحالة ولادة حديثة .. كما تم نقل جثة الطفل للتشريح بمستشفى المزموم ، الذى اثبت أن سبب الوفاة كسر فى الرقبة .. وتم القبض على الأم ووالدتها ، واثنتين من صديقاتها ، وعلى المتهم الذى ادعت والدة الطفل انه ارتكب معها جريمة الزنا ، بعد أن خدعها بالزواج ، وبعد الحمل قدم لها حبوبا لإجهاض الطفل ، لكنها لم تجد ، فأكمل حياته القصيرة داخل رحمها .. وبعد اكتمال التحريات ، وجهت نيابة محلية سنجة ، التهمة للمتهمين (المرأة والرجل) ، تحت المادة (21 /130) من القانون الجنائى الاشتراك تنفيذاً لاتفاق جنائي أحالت البلاغ إلى المحكمة الجنائية بمدينة ابو حجار للفصل فيه ، حيث يواجه المتهمون عقوبة الاعدام بنص المادة (130) القتل العمد لقتلهما جنينا مكتمل النمو . (حضرة المسؤول) تنبه وتدق ناقوس الخطر ، بأن جرائم قتل أطفال السفاح فى تزايد مستمر سواء بالعاصمة او الولايات ، بدليل البلاغات الكثيرة بأقسام الشرطة ، الخاصة بالعثور على اطفال حديثي الولادة متوفين او على قيد الحياة بالأماكن المهجورة ، والكوش والمراحيض فهناك بعض الزانيات تبقت لديهن قليل من الرحمة والحياء فيتركن أطفالهن الذين ينجبهن خارج إطار الزوجية أحياء أمام المساجد او الميادين العامة ، او داخل أزقة الحي .. ولكن حادثة المزموم تعكس وحشية غريبة فى التعامل مع طفل حديث الولادة ، بكسر رقبته بقسوة لا يمكن أن تبدر من حيوان ناهيكم عن الانسان الذى كرمه الله .. فكما أن الخمر (أم الكبائر) ، فإن الزنا (اب الكبائر) ، لو صح التعبير لأنه يفضي ويقود إلى ارتكاب جرائم أخرى .. (حضرة المسؤول) تنبه أن الحكم بإعدام والد الطفل (الام والأب خارج اطار الزواج) ، لقتلهما طفلهما حديث الولادة بكل هذه الوحشية ، وأية حالة اخرى مماثلة ، يمكن على الاقل التقليل من هذه الظاهرة المؤلمة .. كما نعتقد أن القضية تحتاج إلى وقفة جادة من أولي الامر ، والجهات الاجتماعية المختصة ورجال الدين والأسر .. حيث أن مثل هذه الجرائم بما فيها الزنا مؤشر واضح لوجود خلل اجتماعي وأخلاقي ينبغي معالجته بجدية .