فى الربع الاخير من تسعينيات القرن الماضى ، دخل النقل السياحي حيز السفريات الداخلية ، وذلك عبر (بصات) خطفت أنظار المسافرين آنذاك ، وكتبت النهاية لل (البصات النيسان) .. بدخول تلك البصات (السياحية) حلبة المنافسة ، صار التنقل بين الولايات امرا يسيرا ، لما تتسم به تلك المركبات من وسائل راحة (تكييف ومقاعد وثيرة وغيرها) ، اتسعت دائرة النقل السياحي ، وباتت ساحتها تشهد كل حين وآخر شركة نقل جديدة ، ولكن بمرور السنوات ، سقطت خدمة البص السياحي فى مستنقع سوء الخدمات ، حيث لم يعد كسابق عهده ، خاصة التى تعمل فى خطوط الولايات القريبة من العاصمة مثل النيل الأبيض ، الذى كاد يتحول إلى قمامة مركبات ذلك القطاع ، لان معظم شركات النقل تحول بصاتها التى أعياها مشوار الولايات البعيدة إلى نظيرتها القريبة ، وكان للنيل الأبيض نصيب الأسد من تلك القمامة ، التى لا تقوى على مواصلة السير لمسافة ثلاث ساعات ونصف الساعة، لان أنفاسها تتوقف فى منتصف الطريق هذا أن لم يكن فى أوله ، وفى الغالب يكون السبب عطبا فى الماكينة أو الإطار، ليقاسم المواطنين بعدها الطريق رهبته ، لحين وصول حل اسعافى (بص آخر) يأخذ من وقتهم الكثير ، وأن تمكن البص من السير بسلام يكون بلا (تكييف) رغم أن تصميمه لا يسمح للسير بدونه ، ولكن شاءت الأقدار أن تجعل المواطنين يدفعون ثمن فقدان المواصفة لمركبات النقل السفرية ، رغم تحملهم ارتفاع قيمة التذاكر التى تزيد قيمتها بمناسبة وبدون مناسبة ، والمفارقة التى تدعو للتساؤل هى أن القيمة المضمنة فى التذكرة تختلف عن التى يدفعها المواطن فى شباك التذاكر ، والدليل على ذلك تذكرة كوستى الخرطوم ، قيمتها الاصلية (36) جنيها وفى شباك التذاكر (39) جنيها .. كيف ولماذا ؟؟ وهل البصات السياحية العاملة فى ذلك الخط تستحق تلك القيمة وهى تشهد نهاية عرشها فى تلك الخطوط ؟ ولماذا لم تحافظ شركات النقل على سمعتها فى ذلك الخط الذى يشهد خروجا مستمرا، لشركات كان لها ثقل فى ذلك المجال بل تعد رائدة .