الوصول لكسب أكبرعدد من الزبائن لسلعتك يحتاج الكثير، والجذب اليها يحتاج منك لموهبة خارقة في اسلوب (المناداة) على المارة، كما انه لابد ان يكون لديك رصيد كاف من (الكلمات) التي تستخدمها للترويج والمدح ل(السلعة) اي إن كانت (مأكولات او مشروبات) او(أزياء) ، حتى وإن كانت اشياء الكترونية!! ويجب ألا ينقصك ان تكون فنانا في تجميل الاشياء للذين يمرون بجوارك!! وفي اسواقنا بالعاصمة المثلثة لا يمر المواطن إلا ويسمع اصوات الباعة بمكبرات الصوت بمفردات على شاكلة (لو ما اشتريت) (تعال اتفرج) ، بمعنى حتى الذي لا يمتلك (مليما) يأتي لأخذ مكانه بين (المشترين)!! آخر صيحات الترويج والتي علا صوتها فوق كل أصوات السلع الموجودة في السوق (المناداة) لشرب العصير!! (ياماشي تعال غاشي .. يابعيد تعال قريب .. شوف العجيب .. قرب تعال سيب السؤال)!! و(ياسيد ياجيد تشرب شنو؟ كلو موجود) و(أسعارنا فوق المعقول)!! و(ياالسمحة ممكن لمحة؟؟) وهكذا، ولكن المهم من كل هذا ان الصوت واحد بمعنى ان المروج (شخص) واحد!! تسمعه في سوق استاد الخرطوم وفي سوق (جاكسون) وحتى في سوق موقف (كركر)!! في بحري وامدرمان!! صوته أقرب للمذيعين أو هو يتعمد تقليد أصوات (المذيعين) في إخراج الحروف!! في التدغيم والتشديد والاقلاب! مما يوحي بأن (المروج) هو احد أصحاب الحنجرة الذهبية وله موهبة في فن الترويج!! بدليل ان صوته منتشر في الأسواق في محلات (المرطبات)!! والسؤال هل هذا الشخص يتعاقد معه اصحاب (المرطبات) على مبدأ الشركات والمؤسسات الكبيرة في اعلانها لمنتجاتها عن طريق الفنانين والممثلين؟! الجيلي صاحب (مرطبات) بالاستاد أخذ التسجيل من احد اصدقائه في السوق،معتقدا ان الترويج بهذه الصورة مقبول ويجذب الزبائن بسرعة البرق حسب حديثه ل(الرأي العام) ،مشيرا الى انه لا يعرف صاحب الصوت ، وليس مهماً ان يعرفه طالما صوته جميل، ويخدم الغرض! وقال انه اشترى التسجيل ببضعة جنيهات لكنه جلب اليه الكثير منها!! و(اسامة) ايضا يصدر من محله نفس (الصوت) حاله كحال (الجيلي) لايعرف عنه شيئا سوى انه صوت رنان ينادي (الزبائن) بطريقة جاذبة!وقال: (المشروبات) شأنها شان اية سلعة تحتاج للتروج عنها، ونحن نعتمد اعتمادا كليا على هذا التسجيل على الرغم من انتشاره في السوق!! وقال:في السابق كنا ننادي بأنفسنا. لاشك أن الترويج للسلع يساعد ويسهم على حل مشكلة جهل المستهلك بالمنتج ،وذلك بتقديم المعلومات عن السلعة والأسعار ووفرة السلعة وجودتها !!وكما انه يغري المستهلك ويخلق حالة نفسية معينة تجعله يقبل على المنتج بثقة! ولكن في مثل شعبي يقول (السمحة ما بنادوا ليها)! اي ان الشئ الجميل باين من عنوانه ولا يحتاج الى من يروج له!