خلال عام 2010م , نشرنا تحقيقا صحفيا مطولا عن الباخرة (ايس بيرقي (1) ) التي ترفع العلم اليمني , ويملكها رجل أعمال إماراتي من أصل يمني , وتم اختطافها بواسطة قراصنة صوماليين بتاريخ 29/ 3/ 2010م , قبالة سواحل (أحور) , بمحافظة (أبين) , على بعد (10) أميال بحرية , عقب مغادرتها ميناء عدن باليمن , إلى دبي بالإمارات , وكانت تحمل (4500) طن من حاويات الغاز المسيل .. وتوجه بها القراصنة الصوماليون الى جهة غير معلومة على السواحل الصومالية , وطالب وقتها القراصنة بفدية مالية ضخمة مقابل الإفراج عن الباخرة المختطفة وطاقمها المكون من (22) بحارا منهم ( سودانيان) هما ( عبد المنعم عبد الحفيظ عبد الحليم ) , ميكانيكي والمهندس ثالث : ( احمد الامين احمد كورهمي ) , اللذان يعملان لدى شركة (ازال ) للملاحة والشحن .. وبقية الطاقم من الهند والباكستان واليمن والفلبين , ظللنا في (الرأي العام ) نتابع اخبار الباخرة المختطفة متى توفرت وأخيرا جاء الفرج , إذ وردت الينا معلومات مؤكدة تشير الى إفراج القراصنة عن الباخرة وطاقمها ومنهم السودانيان الاثنان .. فرقة من حرس السواحل الصومالية تداهم الباخرة المختطفة وتفرج عن الرهائن القراصنة يهددون بقتل البحارة وبيع أعضائهم في حالة عدم الفدية ولتأكيد المعلومة , والوقوف على التفاصيل الغائبة عن عملية الاختطاف وكيفية الافراج عنها , اتصلنا بالسيد (محمد عبد الحفيظ عبد الحليم محمود ) , ضابط بحري ? بورتسودان , وهو شقيق السوداني المختطف ضمن طاقم الباخرة , الميكانيكي (عبد المنعم عبد الحفيظ عبد الحليم محمود ) , ليحكي لنا التفاصيل الكاملة للافراج عن الباخرة وطاقمها , والظروف السيئة غير الإنسانية التي عانى منها الطاقم طيلة فترة حبسهم بواسطة القراصنة الصوماليين طيلة ثلاث سنوات. بعد اختطافها بنحو شهر طالب القراصنة من مالك السفينة في باديء الامر فدية مقدارها (3) ملايين دولار تقلصت فيما بعد بالتفاوض الى (2) مليون دولار ومنها الى (1) مليون دولار . ومنذ ذلك التاريخ ونحن على اتصال دائم بمالك السفينة الذي وعد بأنه سوف يقوم بالتفاوض مع القراصنة للوصول إلى حل من اجل الإفراج عن الطاقم ، ولم نجد منه إلا التلاعب وعدم تحمل مسئولياته نحو أسر الطاقم ومخصصاتهم ، إضافة إلى عدم رفع هاتفه والتهرب بصفة مستمرة,في25/10/2010م ارسل القراصنة تهديدا الى جميع أهالي البحارة المختطفين بانهم وصلوا الى طريق مسدود مع مالك السفينة ويجب التفاوض مع حكومات الدول ومن ضمنهم أسر البحارة السودانيين وإلا سيقومون بقتل الرهائن وبيع اعضائهم ما لم تلتزم حكومات البحارة بالتفاوض معهم ودفع الفدية، وتم ارسال التهديد ايضاً عن طريق محطة اذاعة غينية مقرها (اكرا) وعبر قناة تلفزيونية هندية تم التواصل معها من قبل القراصنة , من طرفنا قمنا بمخاطبة القنصل العام لجمهورية السودان في دبي من اجل الضغط على مالك السفينة وكذلك القنصل السوداني بصنعاء ? اليمن ومخاطبة وزارة الخارجية التي هي اصلاً على علم حسب الخطابات المرفقة، وقامت بتحويل الخطاب الى ادارة القنصليات التي بدورها حولته الى القنصليات المعنية فقط وانتهى الاجراء على ذلك,في 27/10/2010م نفذ القراصنة تهديدهم وذلك عن طريق قتل الضابط ثالث / وجدي أكرم محسن يمني الجنسية وأرسلوا رسالة فيديو مصورة الى أهله كإنذار من القراصنة وتأكيد تنفيذ تهديداتهم بقتل الرهائن واحداً تلو الآخر في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم ودفع الفدية المطلوبة من قبلهم ,قبل عام اتصل القراصنة أنفسهم بسفير السودان بنيروبي وتحدث معه البحاران السودانيان شارحين له الوضع وتدهور صحتهما وسوء الاكل ونقص الماء وتعرضهما للتعذيب ووعدهم بمتابعة الأمر مع الخارجية لإيجاد الحلول، ولكن لم نجد أية تحركات رسمية من حكومة السودان في ذلك الامر . في 25/6/2012م اتصل القراصنة بعد فقد الاتصال لأكثر من عام وطلبوا منا ان نوصل رسالتهم الى الحكومة بان يتفاوضوا معهم من اجل إطلاق سراح البحارين السودانيين .. وفعلاً خاطبنا وزير الخارجية عبر خطاب موضحين فيه الأمر وطلب القراصنة وأرقامهم حتى يتم التفاوض معهم لرفضهم الحديث او التفاوض معنا كأسر للبحارة المختطفين , كل حكومات افراد الطاقم الحكومة اليمينة والهندية والباكستانية وحكومة الفلبين ظلوا متابعين دوماً وعبر التفاوض ولم نجد نحن كأسر غير متابعة امر البحارة السودانيين مع الاخوة باليمن حيث ان الحكومة اليمنية تفاوضت عبر وسطاء مع القراصنة الصوماليين لاطلاق سراح البحارة اليمنيين عبر السيد / وزير النقل البحري دكتور / واعد عبد الله باذيب والسيد / أمين عام جمعية الربابنة والمهندسين البحريين اليمنيين قبطان / مروان الحمادي ووزيرة حقوق الانسان اليمنية / حورية مشهور ..إلا ان التحركات من الحكومة السودانية كانت غير موجودة تدفع المواطن للشك في انتمائه للوطن, واثبتت لنا ان المواطن السوداني هو آخر أولويات الحكومة ولا توجد له أية مكانة في قائمة أولوياته خاصة وزارة الخارجية المناط بها الأمر ,علمنا أخيراً وبعد عامين من اللجنة المكلفة في اليمن لمتابعة هذه القضية أن البحارة موجودون في ( منطقة جرعد ) في بونت لاند بالصومال , جاء الإفراج بعد عدة أسابيع من العمل ومحاصرة السفينة لأكثر من اسبوع من فرقة حرس السواحل المحلية، التي تأسست حديثاً في بونت لاند وتدربت عناصرها على يد شركة أمن أجنبية وهي المحاولة الثانية بعد فشل المحاولة الأولى في 10/12/2012م التي قامت بها قوات شرطة بونتلاند لإنقاذ الرهائن , وتم نقل جميع أفراد الطاقم إلى مدينة (جاروي ) عاصمة بونتلاند وتلقوا الرعاية الطبية والتغذية لما يعانوه من انهاك ومرض والتعذيب الذي تلقوه من القراصنة ومن ثم إلى مدينة بوصاصو ومنها الى دولهم ومن المتوقع وصول البحارة السودانيين اليوم الاثنين 31/12/2012م - الخرطوم , ويبقى السؤال : إلى متى يصبح البحاران السودانيان كمن لا ولي لهما وتعرضهما للظلم وانتهاكات لا مثيل لها وخاصة قضية أخي هذه والكثير من القضايا ومنها على سبيل المثال لا الحصر : بحارة السفينة (بدر 1 ) وفيها (5) بحارة سودانيون الذين ما زالت تحتجزهم جهات لم نعرف بعد مع علم السلطات ان وراء احتجاز السفينة دولة اسرائيل وفق معلومات رصدتها وكلات عالمية وحادث المهندس بحري / محمد غلام والبحار / عبد الله نبيه .. الباخرة (عمران ) الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن , ان مسألة انتهاكات البحارة السودانيين لم تعد مسألة فرد او مؤسسة بعينها بل هي قضية رأي عام وشأن سيادة وطنية وكلها ترجع لعدم وجود كيان او جسم يهتم بهم وبقضاياهم رغم أن شريحة البحارة السودانيين تضم أكثر من 5000 بحار سوداني يعملون في شركات حكومية وأجنبية داخل وخارج السودان. وختاماً : الشكر موصول إلى جميع من عايش معنا هذه المعاناة وأولى لها الاهتمام والشكر والتقدير الى كل من : رئيس ولاية بونت لاند السيد / عبد الرحمن محمد محمود , والسيد / وزير الداخلية بولاية بونت لاند - الصومال , وزير النقل البحري باليمن الدكتور / واعد عبد الله باذيب , وزيرة حقوق الإنسان اليمنية / حورية مشهور , و سفير السودان بالصومال / عبد المنعم طيفور الطيب قبطان / , ومروان الحمادي أمين عام جمعية الربابنة والمهندسين البحريين اليمنيين والسيد / حسن ديان وكيل الباخرة المحتجزة باليمن والإخوة إبراهيم الحاج ومروان أبو شورة بالقنصلية العامة بدبي قوات حرس السواحل ببونتلاند- الصومال. .