استمعت لصديقي الصحافي الرياضي الكبير ميرغني أبو شنب في حوار أجرته إحدى الإذاعات ... وأعتقد أنها ساهرون إن لم تخني الذاكرة ... خاصة أنني استمع لثلاث إذاعات فقط ... إذاعة أم درمان ، وإذاعة البيت السوداني المتميزة ، وكذلك الإذاعة الرياضية التي أصبحت من الإذاعات المتميزة والجاذبة للمستمع السوداني بما تقدمه من برامج شيقة ومعلومات يحتاجها المستمع ... وبرامج في منتهى الجمال . تحدث ميرغني لإذاعة ساهرون صوت الشرطة السودانية ... ميرغني أبو شنب تحدث عن تجربته في الصحافة الرياضية ، وهي تجربة عشناها معاً لسنوات ثم غادرت السودان ... كان ذلك عندما كنا نعمل سوياً في صحيفة الأيام في بداية السبعينيات . و ميرغني أبو شنب صاحب تجربة متميزة وقلم ذهبي ... خاصة أنه دخل الوسط الرياضي من الملاعب كلاعب كرة في عطبرة ... و منها الى نيل الخرطوم وأهلي الخرطوم ، ودخل الصحافة الرياضية من الملاعب كما ذكرت ... وليس من المساطب الشعبية في دور الرياضة . و ميرغني يتميز بقدرة هائلة في كتابة العمود الصحفي الرياضي وهو صحفي شامل ... يكتب التحقيق الصحفي والحوار الرياضي والخبر الرياضي والتعليق الرياضي إلى كتابة الصفحات الفنية المتميزة . ميرغني ابو شنب ... دخل الصحافة الرياضية وهو ميسور الحال من الناحية المادية ... كان يستبدل سيارته كل عام ، وكان يتاجر بين عطبرةوالخرطوم في مواتر الفيسبا ... ووالده من أثرياء عطبرة .. وهو جعلي من المكنية ، وجذوره من جبل أم علي معقل الشيخ حامد أب عصاة سيف . دخل ميرغني أبو شنب في العديد من المعارك الصحفية الرياضية ... ومرة أوقفه صديقنا الراحل زين العابدين محمد أحمد عبد القادر عندما كان وزيراً للشباب والرياضة .... ولما طالت مدة الإيقاف ذهبت إلى الصديق الراحل زين العابدين الذي كانت تربطني به علاقة جيدة ... وتحدثت معه حول إيقاف ميرغني أبو شنب عن الكتابة في الرياضة ، استمع إلى حديثي باهتمام بالغ وقال سأتصل بك غداً ... وفي صباح اليوم التالي خابرني مكتب زين العابدين وتحدث معي وقال لي كلمتين فقط : ( المستكاوي بتاعك ده رجعناه خلاص) ... فرحت فرحاً عميقاً ... ولم ينتظرني زين العابدين لأشكره . ميرغني صحفي مثير للجدل ... ورقم يصعب تجاوزه في الصحافة الرياضية ، لكنه لا يخلو من (حماقة ) الجعليين في لحظات الغضب . و ميرغني بطبيعته إنسان طيب القلب وهادىء الطباع ... لكن عندما يمسك القلم يتحول إلى إنسان آخر في كثير من الأحيان ... وكان تعليق أستاذنا إبراهيم عبد القيوم عن حالات الغضب الكتابي التي تظهر في عموده الشهير (بصراحة) ... أن ميرغني عندما يمسك القلم يمسكه معه شيطان ... لأنه يتحول إلى إنسان غير ذلك الإنسان الطيب الذي نعرفه . ميرغني رجل كريم للغاية ... كان منزله يحتوينا جميعاً أهل الرياضة والصحافة ... وكانت زوجته الراحلة تخدم الجميع بكرم حاتمي نادر . وكانت تربطه علاقات واسعة مع رموز المجتمع الرياضي ... من أمثال الطيب عبد الله وعبد المجيد منصور والأمير صديق منزول ... والدكتور كمال شداد وقيادات من المريخ ... وأهلي الخرطوم ... ونيل الخرطوم . مرة كلفه السيد رئيس الجمهورية بتسليم دعمه لنادي الأمل العطبراوي ... بعد ان كتب ميرغني مطالبا الدولة بتقديم الدعم المالي لفريق الأمل العطبراوي وهو يتهيأ لإحدى البطولات ... وأبو شنب زار معظم دول العالم الأفريقية والأوروبية مع الفريق القومي ومع نادي الهلال ... وميرغني جاء من ديوان المراجع العام حيث كان يعمل محاسباً ومراجعاً قانونياً ... ومن أقرب الأصدقاء له الأستاذ كمال آفرو . نسأل الله له العافية ... كل العافية للعزيز ميرغني أبو شنب .