يواجه قطاع النقل البري مشاكل الاغراق في مجالي نقل البضائع والركاب، وقد سبقت مشكلة نقل البضائع رصيفتها الاغراق في مجال البصات السفرية، وسعى اصحاب الشأن في الحل بعمل نظام المداورة والذي لم يستمر كثيراً بسبب بعض الخلافات التي ظهرت خلال تطبيق نظام المداورة بعد أن وقع بعض الاخفاق في نظام المنافسة الحرة الذي كان معمولاً بها. في السياق نظمت وزارة النقل والطرق والجسور ورشة عمل عن تطوير الاداء في مجال نقل الركاب بالبصات السفرية بقاعة اتحاد اصحاب العمل أمس الاول والذي شرفه وزير النقل والطرق والجسور فيليب توت الذي أشار الى الجهود المبذولة في قطاع السكة الحديد بعمل خط موازي لخط الخرطوم / بورتسودان بتكلفة (400 مليون) دولار وشراء (775) عربة السكة الحديد واحدى عشر وابور اضافة الى الخط الموازي لخط نيالا / بابنوسة وثمن دور القطاع الخاص في ذلك وخص جياد بذلك واضاف بلغت الطرق المسفلتة سبعة آلاف كلم ، و(25) الف ردمية واشار فيليب الى بلوغها عام 2026م الى (30) كلم مسفلتاً و(90) ألف ردمية، وطالب الوزير بتشجيع وسائل النقل من أجل وحدة البلاد ودمجه مع بعضها البعض والتوسع في مجال التجارة مع دول الجوار التي تعتبر السودان كوبري العبور لها، وقال من اجل التنمية الجاذبة للوحدة وللجوار، وترك الوزير امر تحديد نظام التشغيل للقائمين على الأمر من أصحاب القطاع الخاص وأبدى التزامه بما يخرج به الجميع. اذا كان نظام مداورة او سوق حر او غيره وتابع:( تركنا لكم الفرصة لتتجاوزوا ذلك) واستنكر الوزير طلب بعض اصحاب البصات بنقل بصاتهم الى دول الجوار، وطالب بالعمل لراحة المواطن، واوضح احمد الحسن أحمد رئيس اتحاد البصات السفرية ان الموجود من وسائل النقل يكفي الى نهاية العام 2012م وان قطاع البصات يتحمل (95%) من جملة الركاب بالبلاد وطالب الحضور بالتركيز على معالجة المستجدات من اغراق وتصنيف لنوعية البصات بالاتفاق على اسلوب عادل ومقنع يرضي الجميع ويوفر الراحة للمسافرين. وقدمت عدة اوراق في الورشة عن الاغراق في البصات السفرية الذي عرفوه بزيادة المعروض عن الطلب، قدم الورقة صالح عباس واشار الى العمل بنسبة (46%) فقط، واضافة الى السماسرة «الركيبين» الذين يتقاضون (20%) من قيمة التذكرة ذهاباً واياباً ، واوضح صالح ان الشركات تعمل بالخسارة وغير قادرة على تسديد التزاماتها المالية تجاه البنوك وممولي التشغيل. وعدد صالح فوائد نظام المداورة وجملها في الاهلاك على الطرق والبصات وتقليل الحوادث والتكاليف التشغيلية وتعويضات التأمين وغيرها، وعزا ذلك الى عدد البصات الفائض والبالغ (668) بصاً، وناشد صالح وزارة الاستثمار لايقاف التراخيص للاستثمار لمدة مناسبة ومراعاة عدم الاستثناء في منح الامتياز الاستثماري ليكون كما هو مقرر (10) بصات، وناشد ايضاً الجهات المالية والبنوك بالتنسيق مع الغرفة القومية والجهات ذات الصلة فيما يتعلق بمنح التمويلات، ووزارة النقل بايقاف التصاديق على المشاريع الجديدة لمدة لا تقل عن عامين. وتم شرح التصنيف الجديد والدقيق للبصات السفرية بورقة مقدمة من المهندس اسامة حسن كتيابي وقسمها الى فئتين ذات قيمة مادية عالية مصنعة في اوروبا وتركيا ومصر والاردن، وذات قيمة مادية متوسطة من كوريا والصين، واوصى ان لا يتعدى عمر البص من تاريخ صنعه سنتان في الدرجة الاولى وان يعمل اربع سنوات فقط من دخوله الى السودان ومن ثم يعمل في الدرجة الثانية سنتان ولا يزيد في الثالثة على ست سنوات وعلى نفس المنوال الفئة الثانية، وقد واجه اقتراحه انتقاداً كبيراً في فترة التشغيل وفي التصنيف حسب المنشأ من جميع المشاركين واوصوا بعمل لجنة فنية مختصة وعلمية لفحص البصات مع الاعتماد على الفحص الآلي في ذلك لتحديد درجات البصات ونوعيتها وتصنيعها، وقدم حسن عبد الله حمد ورقة عن عمل تطوير البصات السفرية فصل خلالها عمل البصات والخسائر التي تتعرض لها نتيجة المنافسة الحرة، واشاد بنظام المداورة الذي يقلل الاهلاك بنسبة (46%) وقال ان الذي يزيد تحصيل الضرائب والقيمة المضافة وتفادي التهريب الضريبي وغيره، واوصى عبدالله بتوزيع عادل للرحلات وعمل شراكات ومراعاة عدم المخالفات والتفلت. واوضح محمد علي شريف ممثل الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس مواصفة البصات السفرية (506) وفصل خلالها مقومات البص السفري من قاعدته وهيكله ومحركه وكل ما يتعلق به من خدمات، واضاف تعريف عن الحافلات السفرية وما يتعلق بها من مواصفات سودانية وشارك في الورشة اللواء الطاهر رباح مدير شرطة المرور الذي أشار الى المعاناة في مواعيد النقل في المواسم المختلفة، وخلصت الورشة بتوصيات شملتها في التكليف بتكوين لجنة عليا من وزارتي النقل والاستثمار والفرقة القومية لدراسة امر الاغراق. وطالبت برفع الآراء الى لجنة فنية عليا من ذوي الخبرة والدراية للتصنيف والتشغيل يراعي فيها كل الاطراف مع التزام وحدة النقل البري بتنفيذ المواصفات، واوصت باعادة النظر في الوجبات التي تقدم بأن تكون في استراحة محددة تقوم وحدة النقل بمتابعة ذلك، واضافت عمل مواصفات جديدة لنوعية الحافلات.