لي ذكريات جميلة مع الراحل الفنان الكبير سيد خليفة حيث كانت تربطني بالراحل المقيم صلة طيبة، فهو رجل ابن بلد.. يحب الناس كثيراً.. وأثناء وجودي في بغداد.. في منتصف السبعينات والى الربع الأخير من الثمانينات.. زار سيد خليفة بغداد اكثر من مرة.. حيث يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة هناك.. مثل قواعده الجماهيرية الكبيرة في عدد من أقطار الوطن العربي. كان معي صديقي الشاعر الراحل عثمان خالد نسأل الله له الرحمة.. وكان سيد خليفة يسهر معنا في منزلنا دائماً أثناء وجوده في بغداد. ومرة في أحدى الأمسيات ذهبت وصديقي الراحل عثمان خالد لأبوالسيد في الفندق لننقله الى منزلنا.. وأثناء خروجنا من فندق بغداد لموقع السيارات وجدنا زفة عرس عراقية.. تريد الدخول الى الفندق.. وما أن ظهر لهم سيد خليفة.. حتى عزفت موسيقى زفة العريس المامبو السوداني.. وتحولت الى حفلة متحركة جابت شارع الرشيد ودخلت على شارع أبونواس.. والتحق بها مئات العراقيين وضاع أبوالسيد وسط الزفة العراقية.. وقد أحيا لهم ابوالسيد حفلة مجاناً ووعدهم بأن يغني لهم بمنزلهم.. وبالفعل فعلها أبوالسيد، وسألت أبوالسيد وقتها عن الشائعة التي انطلقت حوله عقب يوم «22 يوليو 1976م» حيث قال كثيرون إن سيد خليفة قد حمل جعفر نيمري بعربته من سور القصر الجمهوري عندما قفز نميري من أعلى السور وأوصله الى أقرب عربة مدرعة.. كانت تحمل الجنود الذين أعادوا مايو. وقد نفى لي أبوالسيد هذه الشائعة جملة وتفصيلاً.. وقال لي وقتها لم أكن استطيع نفيها أو تأكيدها على الإطلاق مع العلم ان هناك علاقة قوية تربط بيني وبين الرئيس نميري «نسأل الله له الرحمة».. وبعد عودتنا من بغداد التقيت أبوالسيد وكان عائداً لتوه من أمريكا حيث اجرى عملية قلب مفتوح.. وسألته هل العملية السابقة فشلت؟ والتي أجراها في احدى العواصم العربية، فضحك الراحل وقال لي اتضح ان الجماعة «غشوني» فتحوا فتحة طويلة في صدري.. ولم يفتحوا القلب حيث لم أكن محتاجاً لعملية.. وأكلوا الفلوس بحجة أنهم اجروا عملية جراحة القلب.. حيث اكتشف الأمريكان ذلك. كان رجلاً طيباً يرحمه الله.. وكان سودانياً أصيلاً يرحمه الله.. وكان سفيراً حقيقياً للأغنية السودانية.. يرحمه الله.