يتلقى المهتمون بقضايا القطاع الزراعي بالسودان بين الحين والآخر أنباء متناقضة عن وقف سير الموسم الزراعي الصيفي في القطاعين المروي والمطري وخاصة من جانب المزارعين والبعض منهم يتحدث عن موسم جيد، بينما الآخرون يقولون انه موسم مواجه بكثير من المشاكل المزمنة والكبيرة والمتمثلة في تأخر الاستعدادات للموسم بصورة عامة من حيث تأخير توفير مدخلات الانتاج تأخير هطول الامطار، عدم توفير التقاوى الجيدة والمحسنة لصغار المنتجين، مشاكل التمويل الزراعي ضعف عمليات صيانة بنيات الري والمشاكل المتمثلة للآفات الزراعية وخاصة للآفات التي تصيب الزراعات المتأخرة كالماسح وغيره، في النهاية ستكون النتيجة تأخير مواعيد الزراعة والذي يعتبر احد اكبر مشاكل الزراعة بالسودان مع ضعف استخدام التقانات الزراعية الحديثة، يقول البعض من المزارعين ان عدم توافر التقاوى المحسنة لصغار المنتجين مرده ليس عدم توافرها لدى شركات البذور وانما بسبب عدم دفع وزارة المالية لاصحاب تلك الشركات مستحقاتهم من قيمة التقاوى التي وفرتها تلك الشركات في المواسم السابقة. الغموض يكتنف الموسم الصيفي 2009 - 2010م، وتبقى الحاجة ماسة لبذل المزيد من الجهد من أهل الزراعة لتلافي أي قصور من المفترض ان تكون محاصيل السمسم والفول السوداني قد تمت زراعتها وان مساحات مقدرة من محاصيل الذرة والدخن تكون قد زرعت ايضاً والمساعي جارية لاستكمال بقية المساحات، كما ان زراعة القطن ينبغي ان تكون قطعت شوطاً كبيراً في هذه الفترة من الموسم يبدو اننا في السودان وفي الزراعة مازلنا نعاني البطء في اتخاذ التدابير اللازمة لمشكلات القطاع الزراعي والاساسية والتي يرددها المنتجون كل موسم والمتمثلة في تأخير الاستعدادات للموسم الزراعي وعدم توفير المدخلات الزراعية ومشكلة التمويل والآفات الزراعية ثم تخزين وتسويق الانتاج مع ضعف في استخدام نظم زراعية حديثة، مازال التخطيط في جهة والتنفيذ في جهة اخرى، ومازال المشوار طويلاً امام القطاع الزراعي لاحداث تحول نوعي موحد ازاء هذه المشكلات المتكررة عاماً بعد آخر. امنياتنا ان تكون للسلطات الزراعية بدائل جاهزة للجوء إليها لتجاوز الواقع او ربما خططاً اسعافية لتقليل الخسائر من تلك المشاكل من شاكلة بذل المزيد من الجهود الدعم القطاع المروي واستزراع مساحات اضافية من المحاصيل الغذائية وتركيز الخدمات الزراعية بما فيها خدمات التمويل الزراعي في المناطق التي زرعت في المواعيد المناسبة في القطاع المطري مع متابعة لصيقة لبقية القطاع المطري وتنسيق مع الهيئة القومية للارصاد الجوية لتوفر الخدمات الزراعية اللازمة لها لتحسين الاداء العام للقطاع الزراعي ينبغي ان تستهدف الخطة الاسعافية زيادة الانتاج والاستفادة القصوى من ناتج الموسم الزراعي وتقليل الفوارق وتحسين التصرف في الانتاج تخزيناً وتسويقاً مع الاهتمام بموضوع الاحصاءات الزراعية ودعم ادارة الاحصاء الزراعي بالادارة العامة للتخطيط والاقتصاد الزراعي بوزارة الزراعة والغابات لتوفير الاحصاءات الصحيحة لدعم اتخاذ القرار السليم.