عبّر البيت الأبيض أمس عن أسفه لخطط حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية بالموافقة على بناء مستوطنات إضافية في الضفة الغربية، مؤكداً أن استمرار النشاط الاستيطاني لا يتسق مع الالتزامات الإسرائيلية بمقتضى خريطة الطريق. وقال البيت الأبيض في بيان له إن الرئيس أوباما قال من قبل إن الولاياتالمتحدة لا تقبل بشرعية التوسع الاستيطاني المستمر وتحث على وقفه، مشيراً إلى أن الإدارة تعمل على بناء مناخ يسمح بعقد المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلاّ أنّ مثل هذا الإجراء الإسرائيلي يزيد من صعوبة إيجاد هذا المناخ. وأضاف البيت الأبيض أن الإدارة تثني على نوايا إسرائيل المعلنة بوضع حدود على النشاط الاستيطاني، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تواصل مناقشة هذه القضية مع الإسرائيليين بمجرد توضيح هذه الحدود المزمع إقرارها على الاستيطان. وأكد البيت الأبيض أن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل قائم وسوف يظل راسخاً، مشدداً على أنه من الأفضل أن يتم تحقيق هذا الأمن عبر سلام شامل في المنطقة يتضمن الحل القائم على إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب في سلام مع إسرائيل. وقال إنّ حل الدولتين يُشكِّل الهدف النهائي الذي يلتزم الرئيس أوباما شخصياً به وبشكل عميق، مُشيراً إلى أن هدف الإدارة في الوقت الراهن يظل استئناف مفاوضات ذات مغزى بأسرع وقت ممكن سعياً لتحقيق هدف الدولتين. وأضاف أن الإدارة تعمل مع جميع الأطراف الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية على خطوات ينبغي أن يتخذونها لتحقيق هذا الهدف. ومن ناحيته، عبر الاتحاد الأوروبي عن موقف مماثل للموقف الأمريكي الرافض لاستمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، ودعا خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية اليهودية في الأراضي الفلسطينية، وقال سولانا في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في ستوكهولم إن موقف الاتحاد الأوروبي معروف جيداً وهو أن كل أنشطة الاستيطان يجب أن تتوقف. وفي الأثناء قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إنّه متفائل بما يكفي حيال عملية السلام في الشرق الأوسط، رافضاً في الوقت ذاته إعطاء أهمية كبرى لعزم حكومة نتنياهو تسريع الاستيطان في الضفة الغربية، وأكّد في كلمة ألقاها في منتدى امبروزيتي الذي يجمع شخصيّات سياسيّة واقتصاديّة على ضفاف بحيرة كومو شمال إيطاليا أن ما وصفه بالمقاربة النفعية التي تسود لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تدعوه إلى التفاؤل بما يكفي حيال السلام.