ما هي حقيقة موقف سفارة السودان بلندن من مخالفات حركة المرور؟ في العام 2003م قرر عمدة لندن كين ليفنجستون فرض «رسوم إزدحام» على كل سيارة تدخل وسط المدينة. استشارت الهيئات الدبلوماسية محامين بريطانيين واتخذت قراراً بأن هذه الرسوم ضريبة ومخالفة لاتفاقية فيينا للعام 1961م (التي تنص على عدم فرض ضرائب على الدبلوماسيين) لذا لا ينبغي الالتزام بها. اتخذت وزارة الخارجية البريطانية موقفاً صامتاً محايداً في هذا النزاع بين عمدة لندن وكل البعثات الدبلوماسية. ظن عمدة لندن أن السفارة الأمريكية قادت الرفض نكاية به لأنه اشتراكي مناوئ للرئيس جورج بوش. لكن الرئيس جورج بوش خسر الانتخابات وحل محله الرئيس باراك أوباما الذي عين سفيراً جديداً بلندن أدلى بتصريح قال فيه إن لديه تعليمات بعدم دفع رسوم الإزدحام! جدير بالذكر أن العمدة كين ليفنجستون خسر الانتخابات العام الماضي - وكان منافسه الذي تغلب عليه (العمدة الحالي بوريس جونسون - من حزب المحافظين) قد وعد بإلغاء رسوم الإزدحام لكنه لم ينفذ وعده حتى يومنا هذا. سفارة السودان ملتزمة بقرار جماعي لكل السفارات بعدم الرضوخ لهذه الضريبة المخالفة للعرف وللقانون الدبلوماسي، لاسيما وأن السودان أوصد شارعين حماية للسفارة الأمريكية بالخرطوم ولم يطالب بالمعاملة بالمثل في لندن، كما أن وزارة الخارجية البريطانية محايدة في هذا النزاع لم تعلن إنحيازاً لقرار عمدة لندن. أما مخالفات حركة المرور بالمدينة فالمعروف أن سفارة السودان لديها أربع سيارات فقط يقودها سائقون (وليس دبلوماسيو السفارة) باستثناء سيارة واحدة وسجلها خالٍ من الغرامات والمخالفات. وقد نفذت السفارة سياسة جديدة صارمة قبل أكثر من عام يتحمل بموجبها السائق أي تصرف تنجم عنه غرامة. لكن البعض لا يزال يستند في معلوماته إلى «دفاتر قديمة» من سنوات سابقة. تعيد بلدية لندن نشر الدفاتر القديمة من حين لآخر كوسيلة إحراج وضغط على الهيئات الدبلوماسية. والثابت أن الجالية السودانية والسفارة السودانية بلندن من أكثر الجاليات والسفارات التزاماً بنص وروح القانون في بريطانيا. د. خالد المبارك المستشار الإعلامي- سفارة السودان بلندن.