برزت خلافات حادة بين وحدة تنفيذ مشروع البطانة للتنمية الريفية المتكاملة (بالصباغ) والمستفيدين من جهة والوحدة التنفيذية ومحلية البطانة من جهة أخرى وذلك على خلفية مطالب شعبية من تلك المجتمعات بتغيير منسق المشروع (عمر أحمد محمد البشير)، حيث يعتبر بعض قادة مجتمعات البطانة أنه أعاق عمل المشروع بحيث لم يتسن للمجتمعات الاستفادة من المبالغ المخصصة لإقامة مشروعات في جانبي المياه والتعليم في عام (2011 2012)، في وقت هدد فيه عمر حاج حسن معتمد محلية البطانة بإغلاق مكاتب الوحدة التنفيذية للمشروع في حال أصرت وزارة الزراعة وهيئة تنمية البطانة على فرض مدير وحدة التنفيذ الحالي ، وقال رؤساء مجتمعات محلية بقري البطانة إن المشروع الذي تبقي من عمره عامان وبتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) بقرض بلغ (29) مليون دولار لثماني سنوات بهدف إحداث تنمية في البطانة في الرقعة التي تضم ولايات (القضارف , كسلا ، الجزيرة ، الخرطوم ونهر النيل) وتشرف عليه هيئة تنمية البطانة تحت إدارة المدير راشد عبد العزيز ويتخذ من رفاعة مقراً لإدارته ، يقول رؤساء تلك المجتمعات إن الفترة الزمنية أضحت قصيرة ولا يمكن معها تنفيذ بقية المشروعات المقترحة من المجتمعات المحلية إذا عاد مدير الوحدة التنفيذية الحالي لإدارة العمل، نظرا لعدم رغبة كثير من المجتمعات التعامل معه على خلفية ضعف مردود المشروع في عهده وغياب التنسيق بينه والمجتمعات الريفية. ويقول محمد الخليفة العوض رئيس لجنة التنمية بمنطقة السادة إن هذه المشكلة فرضت واقعا لم يعجب أهالي البطانة ما جعلهم يتحركون في اتجاه تغييره، منوها الى أن مردود مشروع تنمية البطانة في المنطقة كان ضعيفا في العامين السابقين ما دعا بعض المستفيدين لرفع شكوى لمعتمد البطانة ومطالبته بالتدخل لمعالجة هذا القصور في أداء وحدة تنفيذ مشروع تنمية البطانة بمنطقة (الصباغ) ،ومضى بأن المجتمعات أبدت تخوفها من حرمان البطانة من المشروعات الجديدة إذا سارت الأمور على هذا النحو جراء ضعف أداء الوحدة المنفذة للمشروع وكشف محمد الخليفة عن تصعيد المشكلة الى مجلس إدارة هيئة تنمية البطانة برفع مذكرة للمجلس الذي يرأسه د. قطبي المهدي ، وأضاف أن المجتمعات المحلية لن تسكت على التدهور وإهدار أموال المشروع المخصصة لتنمية إنسان البطانة لتهدر في الصرف الإداري ، ويرى أحمد التاي رئيس لجنة التنمية بمنطقة (العديد الحمر) إن المشروع لم يحقق أية تنمية في العامين السابقين ودخلت وحدة المشروع في مشكلات ومشادات عنيفة مع المستفيدين، ووجه نقدا عنيفا ل(عمر أحمد محمد البشير) مدير وحدة المشروع بالصباغ مشيرا الى توقف مشروعات حفر الحفائر وتشييد المدارس الممولة من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في عهده ، وقال أحمد التاي إن أداء الوحدة التنفيذية (بالصباغ) كان ضعيفا ولم يتسق مع الخطة المتفق عليها بين هيئة تنمية البطانة والمجتمعات الريفية ، واتفق حسين جلي رئيس لجنة التنمية (بالقليع قيلي) مع ذات الرأي الذي ساقه كل من محمد الخليفة العوض وأحمد التاي حول ضعف أداء وحدة تنفيذ مشروع البطانة (بالصباغ)، وحمَّل حسين جلي مسئولية تراجع أداء الوحدة وعدم تمكنها من تنفيذ مشروعات المياه وتشييد المدارس لهيئة تنمية البطانة ووزارة الزراعة بسبب تمسكهم بمدير لا يملك الكفاءة والخبرة ويتسم أداؤه بالضعف، ومضي قائلا بأن مدير الوحدة أصبح شخصية غير مرغوب فيها بالبطانة ونطالب بتغييره في أسرع وقت ممكن أو سنضطر للانسحاب من المشروع كلية ، من جهته كشف عمر حاج حسن معتمد محلية البطانة عن تلقيه الكثير من الشكاوى والتظلمات من المجتمعات الريفية بالبطانة بسبب ضعف أداء الوحدة مشيرا الى أن طاقمها غير متجاوب مع المحلية ويتعامل بتعالٍ غير مبرر رغم أن العمل الذي يؤديه يصب في ذات الاتجاه الذي نمضي به بهدف تحقيق تنمية متكاملة ومستدامة في منطقة البطانة. وأوضح المعتمد بأن المجتمعات هي لصيقة بهذا الملف وأكثر حرصا على حقوقها وترى أن الوقت قد أزف لتغيير واقع الوحدة التنفيذية بوجوه جديدة تدفع هذا العمل بروح وثَّابة وعزيمة قوية حتى يمضي مشروع تنمية البطانة نحو غاياته وأهدافه ، وأعرب معتمد البطانة عن أمله في أن تستجيب هيئة تنمية البطانة ووزارة الزراعة بالولاية لصوت العقل بتغيير طاقم الوحدة بعنصر جديد ، وتُعوِّل المجتمعات الريفية بمنطقة البطانة وقادتها الشعبيين على الزيارة المرتقبة لمدير هيئة تنمية البطانة السيد راشد عبد الرحيم الذي تقرر أن يصل البطانة في غضون هذا الأسبوع لبحث أزمة الوحدة التنفيذية مع المجتمعات من جهة والوحدة والمحلية من جهة أخرى، حيث ذكرت بعض المصادر أن مخاطبات عديدة تمت بين معتمد البطانة وهيئة تنمية البطانة ووزارة الزراعة بشأن مطالب شعبية تنادي بتوفيق أوضاع الوحدة التنفيذية ولكنها لم تجد استجابة من هذه الجهات حتى لحظة كتابة هذه السطور .