الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 27 - 04 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير
للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
السينمائي حسين شريف
الراحل الفنان السينمائي والتشكيلي حسين شريف، دخل السينما من باب التشكيل .. وكما يقال فإن السينما هي الفن السابع حيث تلتقي فيها كل أجناس الفن..
ومن المؤكد ان الأداة التعبيرية الأولى في السينما هي الصورة »اللوحة« ومن هنا جاء حسين شريف إلى السينما.. ولهذا كان فيلمه التسجيلي الأول »انتزاع الكهرمان« ينبني درامياً على تركيب الصورة.. فهو عبارة عن لحظة متحركة لأجزاء كبيرة من لوحة واحدة تلتقى فيها السماء والأرض.. وتتداخل الظل الأخرى للأشياء كما تجئ في السرد السينمائي..
ولعل من الدوافع الأساسية لذهاب حسين شريف إلى الفن السينمائي هو انه يحاول تطوير اللوحة من الثبات إلى الحركة.. وذهاب حسين للسينما يشبه إلى حد كبير ذهاب التشكيلي أحمد عبد العال إلى الأدب حيث كتب عبد العال نصوصاً أدبية قصصية في كتابه أمشاج.. هكذا يبحث حسين في العناصر التشكيلية من خلال السينما كما يبحث عبد العال عن ذات العناصر والمكونات من خلال الأدب..
عذوبة صالح الضي..
صالح الضي.. مطرب أواخر الستينيات.. وتوهج في السبعينيات.. صوته عذب.. ولكن الأذن لا تستبين هذه العذوبة إلا بعد ان تتعرف على طبقات هذا الصوت الجميل مرة بعد مرة.. غنى الضي أغنيات جميلة كتبها الحلنقي على قرار أغنيات كبار المطربين العرب وقتذاك »صباح« »ما أحنا كمان حلوين أوي«.. وكانت صداقته لأبي آمنة حامد ووجوده قرب إذاعة ركن السودان بالقاهرة ومتابعة دراسة الموسيقى.. كل ذلك كان من العوامل التي انضجت فنه.. وهو صاحب الحان جميلة هي التي كتبت لأعماله الخلود والاستمرار رغم غيابه عن الساحة.. فن صالح الضي يحتاج لدراسة وتحليل دقيق لهذه الألحان المليئة بالشجن..
والدليل على جمال هذه الألحان هو أن أجيال المغنين الجدد ما زالوا يرددونها جيلاً بعد آخر..
لا بد من اختراع قصيدة جديدة
تطورت القصيدة السودانية الحديثة ووصلت إلى أعلى مراحل نضوجها.. وذلك عبر جهود أجيال من الشعراء المجيدين.. كما وصل نقد الشعر إلى تأسيس مدارس عديدة..
والآن تستقر القصيدة السودانية الحديثة، مما يجعل الآفق أمامها ينفتح على أبعاد جديدة.. وذلك بسبب تحولات عديدة تحدث في حياتنا الراهنة على المستويين العالمي والمحلي.. ولهذا فإن المشهد الشعري الآن يقف عند بدايات منطلقات جديدة تدفع الشعر أن يتحرك من حالة الاستقرار إلى حالة الحركة المندفعة إلى الأمام لاكتشاف أحوال جديدة تعبر عن حقيقة القصيدة الجديدة.. وهذا أمر يمكن أن تتشارك مبادراته كل أجيال الشعر في السودان.
وبمثلما اخترعت أجيال الشعر العربي المعاصر قصيدة التفعيلة، يمكن لهذه المرحلة العربية الراهنة التي اخترعت الثورة في كل نواحي ومرافق الحياة العامة أن ينجز ثورة الشعر الجديد!!
عمارة الأفندية.. من أم درمان إلى الخرطوم
كتب الدكتور المهندس هاشم خليفة دراسة مطولة عن عمارة الأفندية في السودان.. وهو يرصد فيها فنيات العمارة السودانية إبان الاستعمار البريطاني للسودان، تلك التي تأثر بروحها موظفو الخدمة العامة في دواوين الحكومة وهي منقولة عن العمارة البريطانية كما هي في المدن الريفية.. وقد حصرها المهندس المعماري البارع هاشم خليفة في بيوت الموظفين الكبار من السودانيين وقتذاك كما في منزل السيد كمال شوقي بالعرضة ومنزل المحجوب وجمال محمد أحمد بالخرطوم.. ومن أشهر هذه البنايات تلك الفيلا الشهيرة في حي ريد بأم درمان، والتي تقع أمام مستشفى الدايات.. والدراسة تتعرض لأحوال ثقافية خارجي مؤثرة وهي ذات طابع اجتماعي عميق..
عصفور السودان
»عصفور السودان«.. إبراهيم عبد الجليل.. هكذا اطلقت عليه هذا اللقب سيدة الغناء العربي عندما كانت تستمع إليه وهو يسجل إحدى أغنياته باستوديوهات »بيضا« فون بالقاهرة.. وذلك عندما أصطحبه ديمتري البازار إلى القاهرة من أجل هذا الغرض.. وعاد إبراهيم إلى أم درمان وشدا بأجمل الاغنيات.. وأصبح نجماً في سماء ام درمان.. كان إبراهيم في ذاك الوقت يسكن حي الموردة هو وشقيقه المطرب التوم عبد الجليل.. في كتاب الباحث الاستاذ محمد صالح يعقوب »عصفور السودان« تجد الكثير من الحكايات حول عصفور السودان.. وفي كتاب الدكتور حسن الجزولي »فوز نور الشقايق« تجد مزيداً من السرديات المتعلقة بعصر إبراهيم عبد الجليل وهو عصر عمالقة الغناء من أمثال خليل فرح وسرور وكرومة..
وكل هذه الحكايات والسير تحتاج .. هي إجابة عن السؤال الملح.. لماذا يموت فنانون ذاك العصر في أوسط العمر؟.. هل لأنهم يستهلكون أنفسهم باكراً؟ أم هي متوسط العمر.. ومتوسط نسبة الوفيات؟
عز الدين عثمان والكاريكاتير
فنان الكاريكاتير الراحل عز الدين عثمان كان من أهم ملامح الستينيات والسبعينيات في إطارها الثقافي والسياسي العام.. كان يقدم رسما كاركاتورياً يومياً بالصفحة الأخيرة الجريدة الأيام.. وكان كل رسم من هذه الرسوم يعبر عن قضية سياسية شديدة التأزم.. ومن أهم هذه الرسوم رسمة للإمام الهادي المهدي أيام النزاع بينه وبين ابن أخيه الإمام الصادق المهدي حول زعامة حزب الأمة.. وقد تطور النزاع إلى انقسام الحزب.. وكان الكاركاتير يعبر عن استيلاء الأمام الهادي على مقاليد الأمور حيث الامام يمسك »بحجاب العروس وهي ترقص رقصة العرس« وتحت الرسم التعليق التالي »الهادي سأل الله والله أواه«.. أما الكاركاتير الذي أثار عليه سخط الرئيس السابق جعفر نميري فقد كان اثناء ترشيح نميرى للرئاسة الثانية فكان الرسم هو عبارة عن طلمبتا بنزين نفذ فيهما الوقود ومن ثم علق خرطوش سحب البنزين في شكل »لا« هكذا..
عز الدين كان يأخذ فنه من الحياة اليومية في طزاجتها.. وكان يجد هذه الطزاجة في أفواه الناس وهم يتحدثون عن أحلامهم وأشواقهم ومتاعبهم.. كان فن عز الدين مأخوذاً من الحياة مباشرة تماماً كأشعار وأغنيات محجوب شريف..
المقدمة في بداية النص الماضي الصحافة بين التثقيف والإعلام
الصحافة السودانية منذ بداياتها، كانت تخلط خلطاً مريعاً بين الثقافة والإعلام.. فقد بدأت الفجر والنهضة وحضارة السودان بالموضوعات المتعلقة بالحراك الاجتماعي، فكان الخطاب الصحفي يركز على التوعية الاجتماعية، ومن ثم يناقش القضايا وفق الرؤية الاجتماعية من خلال المنظور الثقافي السوداناوي المنضبط بإطاره الإسلامي.. وذلك في مواجهة الخطاب الاستعماري الذي كان يبثه النظام الإنجليزي الحاكم.. ومن ثم كانت مساحة الخطاب الثقافي أكبر في صحافة الثلاثينيات والأربعينيات أمام الخطاب الصحفي الإعلامي..
وفيما بعد، عندما نال السودان استقلاله كان لا بد للصحافة من أن تلعب دورها الإعلامي كما تفعل الصحافة اليومية الحديثة.. ولكن التطور الذي لحق بتوسع مساحة المادة الإعلامية أدى لظهور ظاهرة سلبية ما زالت الصحافة تعاني منها لحد الآن..
حينما اختلطت الثقافي بالإعلامي، ثم طغى الفكر الإعلامي على الفكري الثقافي حيث ظهرت المادة الثقافية التي يغلب على تحريرها تبسيط الأفكار وعرضها بطريقة سريعة تعالج الأفكار العميقة خطفاً وهي الظاهرة التي سماها الدكتور طه حسين بظاهرة »الكتاب الخطافون« الذين يعالجون الظواهر الثقافية خطفاً.. وهي ذات الظاهرة التي أسميناها هنا خلط »الثقافي والإعلامي«.. وهذا كله أنتج نقداً انطباعاً واستهلاكياً يتوجه لتسلية المتلقي وليس إلى تثقيفه بشكل جاد..
أصوات جديدة من السبعينيات
من الأصوات الشعرية الهام وقتذاك.. وسط السبعينيات، كان صوت الشاعر الشاب بانقا عباس الشهير ب »رامبو«.. وامبو هذا شاعر فرنسي معاصر كان يعتبر معجزة الشعر الفرنسي في بدايات القرنن.. حيث كتب وهو في الثامنة عشر ديوانه المذهل »زهور الشر« ثم أصبح صديقاً للشاعر الكبير »فرلين«.. لقد أحدث رامبو الشاعر الصبي ثورة كاملة في الشعر الاوروبي الحديث.. وكان بانقا عباس صاحب قصيدة واعدة بالكثير بالتغيير والتطوير للقصيدة السودانية المعاصرة وقتذاك.. ولكن بانقا هاجر خارج السودان وترك مشروعه الابداعي وراءه في الوطن.. وعندما عاد أخيراً عاد في هدوء وبلا ضجيج ولم يف بالوعد الابداعي الذي قطعه وقتذاك.. ولكنه الآن بعد طول هذه المدة يعود بقوة للكتابة في »الرأي العام« عله يواصل مشروعه التجديدي..
الأدباء السودانيون والمهاجر
ظروف الحياة السودانية بعامة، دفعت العديد من الادباء الشباب للهجرة إلى المهاجر المختلفة.. فمن هؤلاء المبدعين الناقد معاوية البلاد والشاعر عاطف خيري والقاص عادل القصاص وهناك من هاجر إلى السعودية الناقدة الدكتورة لمياء شمت والروائي القاص بشرى الفاضل والناقد الدكتور عبد الماجد عبد الرحمن والدكتور هاشم ميرغني ومنصور الصويم وفي لندن الصادق الرضي وجمال محجوب وليلى أبو العلا.. وفي الولايات المتحدة محمد المكي إبراهيم وبشير عباس وتحية زروق وعبد اللطيف علي الفكي.. وفي فرنسا حسن موسى وعبد الله بولا.. وفي الخليج الروائيون أمير تاج السر وحسن البكري ومحسن خالد والعويس..
وهؤلاء يغيبون عن الوطن لمدة طويلة والأشياء في غيابهم تتغير بسرعة هائلة.. الطيب صالح كتب »موسم الهجرة« في حالة حنين وكل حقائقها عبارة عن استرجاعات للماضي.. كيف يمكن ان يكتب هؤلاء وهم بين الحضور والغياب؟
جميلة الجميلات
نانسي عجاج المطربة السودانية والنجمة اللامعة.. هي جميلة الجميلات.. جمالها سوداني يتخفى في أبعاده الكونية.. ولهذا من الممكن تسويق فنها السوداني الغنائي عبر الفضائيات كما تفعل القاهرة مع مطربتها »شيرين عبد الوهاب« وكما فعلت القاهرة مع المطربات اللبنانيات نور الهدى وصباح ونجاح سلام وسعاد محمد والجزائرية وردة والتونسية لطيفة.. يمكن لنانسي ان تطرح نفسها كمطربة عابرة للحدود.. وذلك باستعدادها لان تلعب هذا الدور الذي بدأه الفنان الكبير الراحل سيد خليفة.. نانسي لديها حضور على الشاشات ووجهها قادر على التعبير وتجسيد معاني أغنياتها.. ولذا فهي خير سفير يوصل فن السودان إلى المحيط العربي والدولي.. ولكنها حالة اعلامية تحتاج لكثير من الاعداد و التحضير ومعاونة جهات ذوات اختصاص..
النقد الغنائي في السودان
ترتب على الخلط الصحفي بين الثقافي والإعلامي .. شيوع النقد الفني الصحفي الذي يقوم به المحرر الصحفي غير المتخصص في الفنون.. ذاك الذي ينال حظاً من الدراسة الأكاديمية في كليات الفنون.. ولهذا شاع النقد الوصفي الأدبي على نقد الموسيقى والغناء في السودان، وظهر النقد الذي يتابع حياة الفنان الشخصية والذي يخلط بدوره بين الجمالي والاجتماعي.. وأصبح النقد الفني الشائع في الصحافة السودانية مند بداياتها حتى الآن، هو هذا الخلط المريع بين السيرة الشخصية للمبدع وبين عمله الذي يتناوله هذا النقد..
وأصبحت الصحافة بسبب القراءة الاستهلاكية غير الجادة والتي تبحث عن التسلية، هي الهدف لكل صحيفة حيث ارتفاع معدلات التوزيع.. وهو ما جعل ما يقدم الآن لا يساوي الحبر الذي يطبع به..
جنازة مارجريت تاتشر
أثارت جنازة رئيسة وزراء انجلترا السابقة مارجريت تاتشر جدلاً واسعاً في الصحافة البريطانية.. وتاتشر هي دائماً شخصية مثيرة للجدل.. فهناك من يقول ان القوانين التي أصدرتها بشأن حركة المال هي السبب في الأزمات المالية التي تعاني منها انجلترا حتى اليوم.. ويزيدون على هذا القول ان ما كان ينبغي الصرف على هذه الجنازة بمثل هذا التدني.. وقد انقسم حولها الاصدقاء والأعداء وتناولوا سيرتها بكثير من عدم الاحترام والبغضاء.. ولم تذكر لها الصحافة اللندنية انجازاً سياسياً إيجابياً واحداً.. ولا حتى انتصارها العسكري في جزر الأوكلاند..
الرواية والتراث الشفاهي
الرواية الادبية الحديثة، لا تتطور داخل تراث شفاهي.. وذلك لان الشفاهة الادبية لا تعتمد على »نحو« أدبي محدد المعالم، ويمثل منهجاً تتبعه الكتابة كشكل يستوعب السرد الروائي.. فالرواية المعاصرة الآن تعتمد على التراث السردي الروائي المكتوب ولهذا يجئ تطورها التقني مرتبطاً بتطور الكتابة لا بتطور الكلام »الشفاهي«.. لقد بدأ الانقلاب الروائي الكبير على رواية القرن التاسع عشر الميلادي حينما فارقت الرواية آنذاك خطها العقلاني وأخذت تبحث في التشكلات التي طبعت العصر بطابعها الانقلابي التطور.. فظهرت غرائبيات كافكا و مويز وبروخ.. وهذا افتتح القرن العشرين فضاءه الرواية التي بنت سردها على هذا المنهج الشكلاني والرؤيوي الجديد. ومن النقاد الاوروبيين الذي أضاءوا هذا الخط التجديدي الناقد تودوروف الذي ينتمي للجيل الجديد للشكلانية الروسية.. إذ يرى هذا الناقد ان الادب عموماً هو بنيوي، وجمال الرؤية وليس غائباً.. وبذا تتفق هذه النظرة مع نظرة سارتر في عدم الزام الشعر والتشكيل والموسيقى والرواية.. وان يلتزم من الادب المقال ذو الخطاب الإعلامي..
مصر والربيع العربي
كثيرون يخلطون بين مفهوم الربيع العربي الذي يختلف من بلد عربي لآخر.. وذلك لاختلاف التفاصيل التي تحدد هذا المفهوم على أرض الواقع، من حيث اختلاف تأريخ الظاهرة باختلاف كل بلد ثقافياً وسياسياً واقتصادياً.. رغم ان كل هذه البلدان تلتقي في السمات العامة للظاهرة التي شكلتها الممارسات السياسية غير الديمقراطية.. وقياساً على هذا هناك اختلاف بين ما يجري تفصيلاً في ليبيا عن مصر وتونس وسوريا..
ورغم هذه التدخلات والتوازيات في خطوط الحراك الواقعي الراهن علي الأرض إلا انها كلها تلتقي في أنها ثورة مستمرة لا تتوقف عند حد معلوم.. وأنها تتناول القضايا والمشكلات أمامها على التوالي حسب اولوية الطرح الاشكالي الواقعي.. كما أنها كلها تتفق على ان تصنع لرمزها السياسي والذي على قمة السلطة.. وضعاً واقعياً من حيث أنه مواطن محدد الوضع بالدستور وهو ليس رمزاً مطلقاً كما في النظام الناصري او البورقيبي أو القذافي..
أحداث بوسطن الأمريكية
كانت انعكاسات أحداث بوسطن الامريكية المفجعة تأخذ ردود أفعال متعاكسة من حيث تحديد الجهة التي قامت بالتفجير.. ومن الغريب رغم الرئيس الامريكي لم يشر في خطابه عقب الحادثة لجهة معينة مسئولة عن الحادث، إلا ان هناك شبه اتفاق في الصحافة العربية ان الأحداث قامت بها جهات ارهابية وذلك وفق تحديد الغرب لكلمة إرهاب.. كما لو كانت الصحافة العربية بهذه المبادرة تريد ان تنفي التهم عن العربي الذي هو »الإرهابي« في نظر الإعلام الغربي.. وقد رجح الصحفي العربي محمد حسنين هيكل بأن تكون الحادثة هي »حالة« امريكية بحتة.. ورغم ظهور مشتبه بهم وهما شقيقان من »الشيشان« إلا أن من يديرهما ربما كان امريكياً متمرداً، هكذا تقول إحدى التحليلات السياسية..
ميراث إسماعيل عبد المعين الفني
إسماعيل عبد المعين عبقري الموسيقى والغناء السوداني.. هو مؤلف مارش البحرية الامريكية وقد عزف هذا المارش عندما نصب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الامريكية.. من بين الحان عبد المعين »صه ياكنار« و»يالساكن جبال التاكا« .. عندما كان الدكتور أحمد عبد العال أميناً عاماً للهيئة القومية للثقافة والفنون أرسل أحدهما حقيبة حديدية تحتوي على آثار عبد المعين الابداعية.. ولكن سرعان ما استردت هذه الجهة هذه الحقيبة التي تحتوي على هذا الإرث الابداعي.. هل يمكن لوزارة الثقافة الآن البحث عن هذا التراث لتوثيقه ونشره؟!!
الفنان والاعتزال
الفنان يضئ الحياة حوله كما تفعل الشمعة، فهي تنشر الضوء ولكنها تزوى.. هناك فنانون يعرفون كيف يستمرون في العطاء.. فهم يحافظون على قواهم الابداعية عن طريق حفاظهم على قواهم الصحية..
ولكن عندما يتقدم العمر وتداهمهم الكهولة.. فهم يعتزلون في هدوء.. حتى لا تتأثر صورتهم القديمة والتي هي في وجدان المتلقي المحب لهم، فإنهم حفاظاً على هذا التأريخ يعتزلون ويتوارون في صمت وهدوء.. وهناك من يقاتل على البقاء والاستمرار وقد ينجح في تقديم شيء كما فعل الموسيقار المصري عبد الوهاب وكما فعل مطربو السودان مثل أحمد المصطفى وحسين عطية وأبو داؤود ووردي وإبراهيم عوض حيث قدموا أجمل أعمالهم وهم علي وشك الرحيل عن دنيانا .. بالطبع كل هذه الأمور.. الاعتزال أو البقاء ترتبط في الأساس بتقديم العمل الجيد الذي يحقق كبرياء الفنان في المقام الأول..
امبراطورية حسين خوجلي الثقافية
حسين خوجلي هو ذاته مؤسسة ثقافية، تمتاز بعمق الثقافة وتعددها وتنوعها وحيويتها من حيث ارتباطها بالحياة العامة، وبالناس داخل هذه الحياة.. وهو صاحب موقف فكري لا يفصل بين الظاهرة والحقول المجاورة لها والتي تشارك في تحديد محتوى وشكل الظاهرة..
ولهذا فهو شديد الإدراك لدور الإعلام في التنمية الاجتماعية، هو يعلم في ذات الوقت ان هذه التنمية الاجتماعية ذات ارتباط بالتنمية الثقافية.. ولهذا أيضاً قام بتأسيس مؤسسة ثقافية إعلامية متكاملة الجوانب.. الصحيفة والراديو والتلفزيون.. وهكذا أصبحت هذه الآليات الثقافية جميعها تقوم بدورها في التوصيل والإعلام الثقافي.. وما يميز هذه المؤسسة انها ذات أهداف اجتماعية تعني بتماسك النسيج الاجتماعي وبإعداد المواطن لكي يقوم بدوره في هذه التنمية الشاملة..
منتدى إجزخانة العاصمة الأدبي
يعمل الأستاذ الصحفي والشاعر الطيب شبشة الآن في وضع كتاب عن رواد جماعة اجزخانة العاصمة المثلثة الأدبي.. والجماعة أنشأها كل من الشعراء منير عبد القادر صالح ومحمد المهدي المجذوب ومحمد محمد علي ومنصور عبد الحميد والدكتور عبد الله الطيب المجذوب، والذي أهدى هذه الجماعة أول دواوينه »أصداء النيل«.. ومن رواد الإجزخانة إسحق محمد الخليفة شريف والمبارك إبراهيم ومبارك المغربي و ابو القاسم عثمان ومصطفى طيب الأسماء وبدوي طيب الاسماء.. ومن أعتاد زيارة هذه الجماعة أمير كتيبة الشعراء النور إبراهيم والشاعر محمد عبد القادر كرف، ومحمد الفيتوري ومصطفى الخزرجي المعروف بشاعر العمال.. وهناك آخرون منهم محمد يوسف موسى ومصطفى عوض الله بشارة..
ومن أميز شعراء الاجزخانة الأديب مصطفى عوض الكريم و الدكتور عز الدين الأمين وحسن أبشر الطيب.. وهؤلاء هم من شكل تاريخ الاجزخانة الادبي والتي كانت تحتل الموقع الحالي لبوابة فندق أراك، في عمارة »بابا دام« الواقعة شرق جامع الخرطوم الكبير..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.