كثيرون يصفون (الفيس بوك) بالغابة فيها من الأزهار ما يتفتح فيفوح عطره ..ويسقي النحل عسلا طيبا ..وفيها من الطيور ما يشدو بأعذب الألحان.. وفيها من الذئاب المفترسة ما يسير بفطنة ودهاء ليفترس كثيرا من تلك الطيور والأزهار!! فموقع (الفيس بوك) صار ساحة اجتماعية شكلت في السنوات القليلة الماضية وسيلة للتواصل والتعارف ، وفيه كثير من الايجابيات التي تحمد له ، وفي مقابل ذلك سلبياته كثيرة ، فقد اصبح أداة للشائعات والمحاسبة والانتقام!! (1) قد نسميها (موضة) ، تلك الاخبار التي صار يألفها اشخاص ، عن مشاهير من إعلاميين او سياسيين او رياضيين على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ، ففي الفترة الاخيرة فوجئ عدد من الاشخاص ، بأخبار عنهم وهي غير حاصلة لهم ،وسط ذهول كل اولئك الذين كانوا ضحايا لتلك الاخبار (المفبركة) عنهم ، واستياء شديد ، منهم من لزم الصمت ، وآخرون آثروا (الرد) على تلك (الشائعات)!! وهذه المسألة جعلت الكثيرين يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من ان يأتيه (الدور) ، وقد يتسبب لهم ذلك في مشاكل .. ولكن البعض منهم لا يهتمون بما يحصل لهم ، ويضعونه ضمن (الشائعات) التي لا تمثل له سوى (جعجعة) يفعلها ، شباب قد تكون لهم (هواية) لكنها لا تمس (شعرة) منهم!! (2) لأنك من السهل ان تتحدث نيابة عن (اشخاص) ، او تكتب اخبار غير صحيحة عنهم ، او تنشئ صفحة باسمهم عبر (الفيس بوك) ، هناك كثيرون صاروا ، يتبعون هذه المسألة ، ربما ل(شئ في نفس يعقوب) ، او يأخذونها من (باب التسلية) ، لتوفر آليات الحصول على (نت) وسهولة استخدامه ، تعمدنا الحديث الى (ع) الذي اشترط حجب اسمه ، فهو متخصص في ذلك وسبق ان كان له ضحايا كثر من اصدقائه او زملائه ، وحتى آخرين لا يعرفهم من (المشاهير) ، واوضح في سياق ذلك انه ليس له ضغينة تجاه احد ولكنه (يلعب) فقط بمشاعرهم ، مشيرا الى ان ما ساعده على ذلك ان اولئك لا يعرفون الفاعل ، ولكن (ع): قال: لا انفي ان هناك من ينتقم من آخر بهذه الوسيلة ، يشتمه او يعمل صفحة باسمة يكتب فيها كل ماهو بعيد عن (الاخلاق) ، او يأتي بخبر مغلوط عنه ، واعترف (ع) بان هذه الوسيلة (جبانة) للغاية في حالة انك تريد بها (ان تشيل حال زول) اصابتك منه (أذية)!! (3) من السياسيين الذين وصلتهم سياط (الفيس بوك) د.أمين حسن عمر الذي اثيرت حوله أخبار قطعة ارض مدارس كمبردج ، وهو نفى ذلك جملة وتفصيلا!! وفي رده على (الخبر) قال د. امين قد يكون ذلك عملا سياسيا منظما للإساءة للحكومة فى شخص منسوبيها،ولكن الذى يهمنى أنى لست طرفا فى هذا الامر ولم اتقدم بطلب للحصول على مدرسة لانني ببساطة لا أملك أية مدرسة ولا أنوى أن استثمر فى المدارس ولم اسمع به ولم أقرأ عن تلكم الحادثة ان كانت صحيحة إلا ما نشر بالفيس بوك. وأما الحديث المكرر عن أننى أمتلك مدارس كامبردج فلم يشاع ذلك إلا لان كثيرين رأونى فى مناسبات المؤسسة وذلك لاننى قبلت ابان وجودى مديرا للهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون ان أكون رئيسا لمجلس إداراتها!! كذلك د.غازي صلاح الدين طالته هذه الاخبار وكان احد ضحايا (الفيس بوك) بنشرها لخبر على موقع التواصل الاجتماعي ان (د.غازي) يمتلك قصرا بالقرب من النيل بناه له (الصينيون) من مال الدولة مما يدخله في دائرة (الفساد) وفي رده على الخبر قال د.غازي: لو أن هذه الإدعاءات كانت معقولة قليلا لأصبحت أكثر مصداقية ، ولكن من الواضح أن صاحبها لا يأبه للحقيقة ولا يبالي أين أودت به المبالغة ، وقال: أولا أنا لا أملك أي منزل باسمي على وجه الأرض ، لا في السودان ولا في أي بلد في قارات العالم الست ، ومن كانت له أية وثيقة تكذب ذلك فأنا سأكون سعيداً بنشرها!! وعلى الصعيد الإعلامي لم تسلم (المذيعات) من ذلك ، فكانت مذيعة قناة (النيل الازرق) نجود حبيب ، واحدة من الذين تضرروا من (الفيس بوك) حيث نشر مقال باسمها ، وهي نفت ذلك بشدة عبر صفحتها!! كما ان زميلتها (سهام عمر) ، نشر خبر يؤكد زواجها من نجم المريخ (فيصل العجب) ، وزميلتهما (سهيلة) تفاجأت بصورها على احد المواقع الاباحية!! فهذه نماذج قليلة من كثيرة ، لمشاهير نالوا حظهم من الاخبار (المفبركة) التى لا أساس لها من الصحة عبر (الفيس بوك)!! (4) اعتبرت د. دولت حسن الاختصاصية الاجتماعية ،ان الشائعات المرتبطة بنجوم المجتمع ، تدل على الاهتمام بهم من جانب ، المهووسين ب(الفيس بوك) ، وذلك اشارة الى عدم وجود احداث حقيقية لهم في الواقع ، سوى على الجانب الشخصي او على صعيد عملهم ، واشارت الى ان الاخبار المفبركة والتي في الغالب تدخل (المشاع) عنه في مشاكل لا قبل له بها ، ماهي الا ان ذلك النجم الغنائي او الرياضي او الشخصية السياسية متوفر في كل المناسبات والمشاركات ، وقالت : ان رواج تلك الاخبار الكاذبة على (الفيس بوك) دائما تستهدف النجوم في الوسط الفنى والرياضى .. وقالت : ما يشجع على مثل هذه التصرفات هو عدم وجود رقابة لتلك المواضيع التي تُطرح وتنشر في تلك المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، مع ان البدايات الأولى لانطلاقة الفيس بوك كان الغرض والهدف الأساسي منها هو التواصل الاجتماعي، ومن ثم بدء يتطور شيئاً فشيئاً ، فتعددت أهدافه وكثرت مآربه، إلى أن وصل إلى ماهو عليه .