سلم جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، جوائز “جائزة الملك عبدالله للإنجاز والإبداع الشبابي" لثلاثة من الشباب الريادي العربي المبدع من السودان ولبنان ومصر، من بين 365 شاباً تنافسوا عليها من 13 دولة عربية، في ختام أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت. وفاز في الجائزة التي أعلن نتائجها رئيس المنتدى كلاوس شواب، وقيمتها 50 ألف دولار لكل فائز: مازن خليل من السودان عن مشروع “سوداميد"، وزينة صعب من لبنان، والتي أطلقت شبكة “نوايا"، وياسمين هلال من مصر، التي أسست مبادرة “علمني". ويعد مشروع “سوداميد" الذي بدأ كبوابة إلكترونية تمثل قاعدة بيانات شاملة للموارد الطبية التي يحتاجها المرضى متضمنة أماكن العثور عليها، بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة. وبادر مطلق المشروع الشاب السوداني مازن خليل في تطبيق سلسلة من الأنشطة الخيرية بما في ذلك خط للمساعدة الطبية على مدار الساعة وبرنامج لخدمة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وقسم للخصومات الطبية لغير القادرين على تحمل تكاليف العلاج، ويتم استخدام 70 % من الدخل المتأتي من مشاريعها الربحية في دعم العمل الخيري. في حين ركزت اللبنانية زينة صعب في مشروعها “شبكة نوايا" على ربط الشباب المهمشين مع الموارد اللازمة لتنمية مواردهم واهتمامهم من خلال الموقع لتمكين الشباب من عرض أفلام قصيرة عن طموحاتهم وأحلامهم بحيث يستطيع مستخدم الموقع من التعليق والتفاهم معهم، وبالتالي توفير الدعم والتدريب والتوجيه وفرص لهم. أما ياسمين هلال من مصر، فأسست مبادرة “علمني" لمساعدة الأطفال المحرومين على متابعة أحلامهم، حيث تتمحور فلسفة المبادرة على التنمية التي يدفعها الحلم والتعليم. و"علمني" هي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تصميم واختيار وصقل استراتيجية تعليمية بديلة تركز على خمسة أركان للتعلم (اسأل، تعرف، تعلم، ارعى، والعب) وهي تشجع الأطفال المحرومين على متابعة أحلامهم، واستفاد منها أكثر من 40 طفلا وطفلة. وقال رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الدكتور عمر الرزاز في كلمته خلال حفل الاختتام، إن الجائزة والتي تحظى بدعم ورعاية من جلالة الملك عبدالله الثاني، أتاحت الفرصة للشباب لإطلاق إبداعاتهم وتنمية مواهبهم بما يسهم في تنمية مجتمعاتهم. وأضاف أنه وبفضل الدعم والتدريب الذي توفره الجائزة استطاع “القادة الشباب" أن يعملوا وفق منهج علمي وأن يطورا حلولا مبتكرة في مجالات الرعاية الصحية وتنمية روح المبادرة ومشاركة الشباب السياسي والتنموي. وترشح للجائزة هذا العام 365 شاباً من 13 دولة عربية، تأهل منهم عشرة من الشباب الريادي المبدع من الأردن ومصر والسودان واليمن ولبنان وفلسطين وفقاً لمعايير القيادة والإبداع، والشراكة والتعاون، وأثر المشروع واستدامته، وتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم متخصصة تضم أعضاء من عدة دول عربية. وغطت المشاريع التي تأهلت للمرحلة النهائية مجالات تشجيع العمل التطوعي لدى الشباب والصحة والتعليم ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والتمكين السياسي للشباب ومشروعات تنموية أخرى. وعرض خلال الحفل فيلم أبرز قصص النجاح للمتنافسين في الجائزة التي تهدف إلى تأهيل وتمكين الفائزين من إدارة مشاريعهم والتوسّع بها، لتشمل شريحة أكبر من المستفيدين. ويقوم فريق الجائزة وبالتعاون مع شركة طلال أبو غزالة بمتابعة تفاصيل إنفاق منحة الجائزة للفائزين، وآلية تطوير مشاريعهم من خلالها. وتقدم الجائزة للمرشحين العشرة النهائيين برنامجا تدريبيا متكاملا مبنيا وفقاً لاحتياجاتهم في سبيل تطوير مشاريعهم ومهاراتهم القيادية بالإضافة إلى تشبيكهم مع مرشدين وذلك بالتعاون مع مؤسسة “ماوجل" إحدى المؤسسات المتخصصة في هذا الشأن. وتنفذ الجائزة في دورتها الثالثة على التوالي من قبل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالشراكة مع المنظمة الدوليّة للشباب ومجموعة “أم بي سي" وقناة العربية، وتهدف إلى تحفيز الشباب العربي على المساهمة في تنمية مجتمعاتهم وتعزيز مفهوم الإبداع والريادة الاجتماعيّة لديهم باعتبارهم النموذج الحقيقي للمواطنة الفاعلة، من خلال تنفيذهم لمشاريع تحقق آثاراً إيجابية ملموسة في المجتمع. وتهدف الجائزة، التي أطلقها جلالته خلال المنتدى الاقتصادي العالمي العام 2007، إلى تمكين ودعم الشباب العربي من الفئة العمرية ما بين 18-30 عاماً من كلا الجنسين من الرياديين الذين ابتكروا حلولا إبداعية لمواجهة التحديات الملحّة التي تعيشها مجتمعاتهم على الصعيد البيئي والاقتصادي والاجتماعي.