مؤسف جداً أن يصل إنعدام مياه الشرب في ولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان ... والتي أهتم واليها الدكتور محمد طاهر إيلا وحكومته ... بمهرجانات السياحة والغناء أكثر من اهتمامهم بمياه بورتسودان والتي تكرر المأساة فيها كل عام . الاهتمام بالسياحة والغناء ليس عيباً ولا منقصة ... ولكن كان يجب الإهتمام بمشروع مياه بورتسودان ، خاصة أن الله سبحانه وتعالى قال (وجعلنا من الماء كل شيىء حي ) صدق الله العظيم ... والسياحة ومهرجانات الغناء بدون توافر مياه الشرب الصالحة تنسف كل الجهود التي بذلتها من أجل إظهار الوجه الحضاري والجميل للسياحة في البحر الأحمر . ولا أدري كيف وصل الحال إلى هذه الدرجة التي تم إغلاق المدارس فيها ومن أين يشرب أهل بورتسودان، وما هي كمية المياه الموجودة ... وكم تكفي من المواطنين الموجودين في هذه المدينة الجميلة ؟ عيب كبير أن تعلن للعالم عدم وجود مياه في عاصمة من أكبر عواصم السودان ، وفي ولاية من أغنى عواصم ولايات السودان وفي عاصمة من أنظف عواصم ولايات السودان . نفهم أن تنقطع الكهرباء لفترات طويلة ، خاصة أنه يمكن معالجتها بالمولدات في المناطق التي تحتاج إلى كهرباء مثل المستشفيات وغيرها ، لكن أن تنقطع مياه الشرب عن المدينة حتى يضطر الوالي إلى إغلاق المدارس خوفاً على التلاميذ فهذا أمر غير معقول . وأسال حكومة الولاية ... من أين يشرب هؤلاء التلاميذ في منازلهم فهل المياه موجودة في المنازل ومنعدمة في المدارس أم ماذا ؟ الدولة اهملت كثيراً مسألة مياه بورتسودان وكان يجب ان تحل منذ سنوات ... وسمعنا أن مشروعات كثيرة قد أعلن عنها لتوصيل المياه إلى مدينة بورتسودان ولكن لم يتم إنجاز أي مشروع من هذه المشاريع . إنعدام المياه سيقتل بورتسودان هذه المدينة الجميلة الرائعة ... وإنعدام المياه سيقتل الجمال في مدينة بورتسودان والذي كلف حكومة الولاية مبالغ طائلة من المال ... حتى أصبحت بورتسودان عروس البحر الحقيقية وعروس السودان كله . أيها الحاكمون في المركز وفي الولاية ... أبحثوا بجدية عن حلول عاجلة لمياه بورتسودان ... هذه المدينة التي أنجز واليها وحكومته الكثير من الإنجازات وعلى رأس هذه الإنجازات (التعليم مقابل الغذاء) و قد دخل عن طريق هذه البوابة مئات الآلاف من تلاميذ وتلميذات مدن البحر الحمر المختلفة والتي كانت تقاطع الأسر التعليم للأطفال للإستفادة منهم في الزراعة والرعي . حكومة أنجزت مثل هذا الإنجاز العظيم لن تفشل في حل مشكلة مياه الشرب ... لكن لابد من دعم الحكومة الإتحادية من أجل إنجاز هذا العمل الكبير . نسأل الله أن يحل ضائقة أهلنا في بورتسودان ويعود التلاميذ لمدارسهم التي حرمتهم مياه الشرب منها ... خاصة أن تأزم موقف المياه سيصيب هذه المدينة الرائعة بالشلل التام . والله الموفق وهو المستعان .