من حرصه الشديد على تحقيق المصالح الكاملة لهذا الوطن عبر التطبيع التام مع كافة دول العالم خاصة تلك التي تعادي السودان لأسباب وأخرى قال القيادي الإتحادي النشط الاستاذ «علي نايل» في تصريحات خص بها صحيفة «آخر لحظة» منتقداً السياسة الخارجية للحكومة ومشيراً إلى أهمية الإلتفات إلى المصالح القومية للشعب السوداني حتى وإن كان ذلك في التطبيع مع اسرائيل والولايات المتحدةالامريكية لافتاً إلى وجود علاقات واتفاقات بين مصر ودول الخليج العربي مع «تل أبيب» على حد قوله وقد أصاب كثيراً «علي نايل» في انتقاداته لسياسة الدولة الخارجية وأتفق معه على أهمية التطبيع وتبادل المنافع مع كافة دول العالم وأختلف معه تماماً في مسألة التطبيع مع العدو الاسرائيلي أو حتى التفكير في إقامة علاقات ثنائية مع «تل أبيب» بشكل غير رسمي ومن «تحت لتحت» كما يقول أهلنا في مصر الشقيقة حينما يريد أحدهم القيام بعمل تحقيقاً لمصالحه ولا يقبله الآخرون وأفهم جيداً حسن النوايا عند الأخ العزيز «علي نايل» ولكن ليس لدرجة التطبيع مع إسرائيل خاصة في ثقافتنا نحن معشر الإتحاديين الذين تربينا ونشأنا على فهم ان اسرائيل خنجر مسموم في خاصرة الوطن العربي حتى أصبحنا شهود عيان على الممارسات اللا انسانية التي تقوم بها اسرائيل في كل يوم ضد أشقائنا الفلسطينيين في غزة من قتل للأطفال والنساء وانتهاك سافر لدور العبادة والتنكيل بها لدرجة ان المسجد الأقصى لم يسلم من أحذيتهم القذرة وآلياتهم المدمرة لبنيانه وقتلوا عدداً من الرموز الفلسطينية البارزة المسالمة كالشيخ «أحمد يسين» و«ياسر عرفات» الذي مات مسموماً بالسم الاسرائيلي و«أبو جهاد» الذي قاموا بتصفيته جسدياً في تونس البعيدة كل البعد عن فلسطين.. كما ان السودان كصانع لأهم مؤتمر للقمة العربية في العام 1967م قد أصبح هدفاً اسرائيلياً منذ ذلك الوقت لأن اللاءات الثلاث كانت موقفاً حاسماً ضد اسرائيل كما ان هزيمة يونيو 1967م للجيش المصري بمشاركة العرب قد تحولت إلى نصر في مؤتمر الخرطوم للرئيس جمال عبد الناصر الذي استطاع فيه الرئيس إسماعيل الأزهري الجمع بين الملك فيصل وعبد الناصر في مصالحة كانت حديث كل العالم جعلت السادات يحقق نصراً عسكرياً على اسرائيل في أكتوبر من العام 1973م ليتدخل العالم بعد ذلك حيث استطاعت امريكا في «كامب ديفيد» ان تعقد سلاماً في المنطقة من ضمن بنوده التبادل الدبلوماسي بين كل من اسرائيل والأردن ومصر التي ما زال شعبها وشعب الاردن يرفض التطبيع أو حتى الزيارات المتبادلة لتظل فقط هناك سفارة اسرائيلية في تلك العمارة .. أخي «علي نايل» ان عدوان الجبهة الثورية هو مخطط اسرائيلي لتقسيم السودان إلى خمس دويلات كما قال السيد «رامبو» السفير الفرنسي السابق بالخرطوم في كتابه الذي صدر مؤخراً ، كما ان اسرائيل لن تتركنا في حالنا طالما وجدت ضالتها في أولئك الذين يحملون السلاح في وجه الدولة بعد ان فتحت لهم مكاتب في «تل أبيب» .. وأما بقية دول العالم ومنظماته تجدني أتفق معك على أهمية السعي للتطبيع الكامل معها تحقيقاً لمصالح الوطن والمواطنين