أقر د. التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور بوجود تحديات أمنية تواجه تنفيذ مشروعات تنمية دارفور، تتمثل في العمليات العسكرية والصراعات القبلية، ونوه لتمركز بعض الحركات في جبل مرة الذي تنطلق منه عملياتها العسكرية. وأوضح سيسي في برنامج (مؤتمر إذاعي) أمس أن جميع الحركات ما زالت تتلقى الدعم من دولة جنوب السودان بعد أن استوطنت بعض قياداتها في جوبا لإدارة العمليات، وأشار لتصاعد وتيرة الصراعات القبلية، وأرجع الأمر إلى الاستقطاب القبلي والإثني الحاد الذي تمارسه جهات داخلية وخارجية ممن أسماهم ب (تجار الحرب)، وقال إنهم ينفذون تلك العمليات لتحقيق مصالحهم الشخصية عبر تسييس قضية دارفور. وأكد سيسي الحاجة الماسة لتغيير سياسة التعامل مع الحركات المسلحة، وضرورة القضاء عليها عن طريق القوة حتى لا تمتد وتؤثر على المجتمع الدارفوري بصورة سالبة، وقال: ينبغي على الحكومة أن تبسط سيادتها وتقضي عليها بالقوة، ودعا لضرورة دعم القوات المسلحة وتقويتها لتكون لها القدرة الكافية في التصدي لما تقوم به المجموعات المسلحة. وانتقد د. سيسي عدم وضع حلول لضبط السلاح في أيدي المدنيين بدارفور، وقال إنّ السلاح أصبح يهرب للحركات عبر الحدود، خاصةً عبر أفريقيا الوسطى مما ساعد على انتشارها في دارفور بطريقة سهلة قبل انفصال الجنوب، وأضاف بأنّ أهالي دارفور ما زالوا يحملون السلاح في الطرقات والمواصلات وأصبح الأمر كأنه مشروع، وطالب الحكومة بإيجاد وسيلة تنهي الظاهرة تجنباً لحدوث تفلتات أمنية. وقال د. سيسي بشأن الصراعات القبلية والأهلية، إنّ (الديات) أصبحت حافزاً للقتل، بل تشكل هاجساً في الإقليم. وأكد ضرورة تطبيق القصاص حتى تقل الظاهرة، ولفت لفشل عدد من الاتفاقيات بسبب عدم وجود الترتيبات الأمنية، وقال: نحن نعلم أن هنالك دوائر وجهات تستخدم قضية دارفور لمصلحة الجنوب. وأوضح أن اتهامات الحكومة لجوبا بدعم الحركات ليست جديدة ولا تشكيكاً فيها، واعتبر سيسي أن ما يعكر تنفيذ الاتفاقيات بين الخرطوموجوبا ما تقوم به الحركات المسلحة من عمليات. ووصف سيسي الخطوات التي يقومون بها في ملف اتفاقية سلام الدوحة بأنها مرضية.