إذا كان كل السودان يمثل حزاما للصمغ العربي في نظر الخبراء والمختصين، فإن اهميته الاقتصادية تشكل ايضا دعما كبيرا لاقتصاد السودان، حيث تتمثل أهميته في انه منتوج يدخل عالميا في صناعة الغذاء والدواء خاصة في الولاياتالمتحدة. وتشكل مناطق الابيض وبارا والنهود وأبوجبيهة بشمال كردفان ونيالا بجنوب دارفور وعدد من مدن ولايات دارفور والقضارف حزاما لانتاج الصمغ العربي الذي يعرفه السودانيون أنه ينتج من شجرتي الهشاب والطلح ،وما لا يعرفونه ان هنالك ثلاثين نوعاً من الأشجار الشوكية تنتج الصمغ منها اللعوت والسنط والسلم والسيال. ويمتد حزام الصمغ العربي من الحدود الاثيوبية شرقا الى حدود السودان مع تشاد في مساحة تبلغ(500) الف كلم مربع.. ويشير خبراء الى ان حزام الصمغ العربي ينتج نحو (15) الف طن من الفحم النباتي غير المنتجات الاخرى من حطب الوقود والبناء والعناقريب والمراكب، الى جانب منتجات أخرى من الغذاء مثل العسل والقرض واللالوب والقضيم والتبلدي والنبق. وهو يساعد على هطول الامطارالتي تغذي مخزون السودان من المياه الجوفية. ولأن الجفاف والتصحر الذي ضرب بعض مناطق السودان في ثمانينات القرن الماضي دفع الى النزوح الى المناطق غير المتأثرة، واصاب الحزام الى جانب التدهورالذي اصابت به الادارات المتعاقبة على قطاع الصمغ العربي انتاجه في مقتل رغم محاولات لانعاش تجارته والاستفادة من عائداته إلا انه على صعيد نجاح تجربة مهرجان البطاطس تولت شركة الانعام للمعارض فكرة قيام مهرجان يحمل عنوان(معاً لنعيد للصمغ العربي سيرته الأولى)باشراف وزارة البيئة ومجلس الصمغ العربي ورئاسة الجمهورية، وقد التقت (الرأي العام) الفريق الشيخ الريح السنهوري رئيس مجلس ادارة الشركة الذي قال: ان الصمغ العربي يعاني من اهمال شعبي ورسمي كبير جدا الى جانب أن إداراته شهدت صراعات وخلافات عديدة، فقد فيها المزارع الثقة فيها للأخذ بيده ومساعدته لتحقيق عائد مجز، رغم ان الصمغ هو المستثنى الوحيد من قائمة المقاطعة الأمريكية الجائرة، وأخيرا التفت العالم وبالاخص منظمة الفاو العالمية من اجل إعادة حزام الصمغ العربي الذي يمر بعدة دول أفريقية.. ولاننا نجحنا في تنظيم مهرجان البطاطس هو الحل شجعنا ذلك للنهوض بالصمغ العربي من خلال مهرجان كبير تشهد فعالياته كل المناطق التي في ظل حزامه، ويتم فيه تكريم العديد من الشخصيات علماء ومزارعين وتجارا تخصصوا في الصمغ العربي، ومن ضمنهم ابن الابيض والإعلامي المعروف الراحل الفاتح النور الذي كان قد بادر في عيد الشجرة بتقديم مشروع زراعة مائة الف شجرة هشاب مستهدفين ان نعيد للصمغ العربي سيرته الأولى وان يكون ضمن القائمة الاولى لصادرات السودان ذهباً أسود والذهب الأبيض(القطن) وتشجيعا للمزارعين وللجيل الصاعد ألا يهمل الشجرة السحرية ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة.