آلامها غير واضحة المعالم .. تسابق خطى المريض لتعكر صفواه .. وفي وقت غير محسوب تغدر به وتحول حياته الى ظلام .. حالة من الصراخ والوجع تصاحب انفجارها ، وتزيد من شدة المعاناة التي قد تستمر لاكثر من 12 ساعة.. تتأرجح خلالها روح المريض بين تضاريس القدر أما الحياة أو الموت الزائدة الدودية ما أسباب إنفجارها ؟ وماهي اعراضها وكيف يتجنبها الناس ؟ اسئلة يجيب عليها طاقم طبي مختص عبر التحقيق التالي :- إلتهاب مزمن ثمة اسباب كثيرة للاصابة بالتهاب الزائدة الدودية وهذا ما تؤكده دكتورة (نهى الشريف) اختصاصي باطنية مضيفة ان اكثر هذه الالتهابات شيوعا بين البالغين هو تعرضها للانسداد خصوصا عند نقطة اتصالها بالجزء الاعور من الامعاء. واهم مسبب في حدوث التهاب الزائدة هو انسدادها ، فاذا دخل تجويف الزائدة اي شيء من محتويات الامعاء كمخلفات الطعام او اية جسيمات صلبة غير مهضومة او حصيات برازية ينسد تجويف الزائدة ويصبح مغلقا من كلا الطرفين مما يؤدي الى حدوث التهاب داخل الزائدة الدودية، وقد يحدث ان تتجمع البكتريا داخل الزائدة الدودية فتنتفخ ويحدث انسداد مخلفا التهابا ولا توجد وسيلة لمنع هذا الالتهاب او حتى التنبؤ به قبل حدوثه وقد يكون هذا الالتهاب بسبب اصابة جرثومية بالزائدة الدودية وعند انسداد الفتحة المؤدية منها الى الامعاء يحدث تخمر للفضلات الموجودة بها فتنتفخ ويزداد الضغط داخلها وتصبح معرضة للانفجار في اي وقت. . وتضيف د. نهى قائله : هناك شكلين للاصابة بالتهاب الزائدة الدودية هما التهاب حاد للزائدة وهو عبارة عن هجمة حادة للالتهاب تتدرج حتى حدوث انفجار للزائدة الدودية وهنا يكون التدخل الجراحي عاجلا ، وياخذ الشكل الثاني الالتهاب المزمن للزائدة شكل نوبات من الالم الخفيف يستمر لفترات طويلة تظهر الزائدة الدودية في الاسبوع الثامن من الحياة الجنينية كنتوء في نهاية الاعور ويتجاوز نمو الاعور الزائدة سواء في التطور قبل الولادة او بعدها ، تبقى العلاقة بين قاعدة الزائدة والاعور ثابتة بينما يمكن ان توجد ذروة الزائدة في اماكن مختلفة خلف الاعور في الحوض تحت الاعور او بجانب القولون وغير ذلك وتحديد هذه الاماكن له اهمية سريرية ملحوظة عند تشخيص التهاب المرض الحاد ولقد اعتبرت الزائدة لسنوات طويلة عضوا ليست له اية فائدة تذكر ولكن من الناحية الطبية عضو مناعي له دور في افراز الجلوبولينات المناعية وعلى الرغم من كونها جزءا متمما في منظومة النسيج الليمفاوية المرافقة للامعاء ولكن وظيفتها ليست ضرورية ولا يحد عند استئصالها اي تأثير على مناعة الجسم. أعراض غامضة ويشير دكتور عبد الوهاب ادريس اختصاصي جراحة ومناظير ان اعراض الزائدة تبدأ غامضة غير واضحة المعالم حيث يصاب المريض بخمول وفقدان الشهية ويظن الكثيرون من مرضى الزائدة الدودية ان الآلام التي يحسون بها هي نتيجة عسر هضم حيث يبدأ الم البطن حول منطقة السرة ويستمر لمدة 12 ساعة ثم يحس المريض بانتقال الألم الى الجانب الايمن السفلي من البطن ناحية الحفر الحرقفية اليمنى ومع مرور الوقت تصبح الاعراض اكثر وضوحا ومن اهمها الم حاد في الجزء الايمن السفلي من البطن زيادة الم البطن عند الحركة او اللمس او السعال الغثيان وربما القئ تسارع النبض وخفقان القلب ارتفاع درجة الحرارة وغالبا ما يكون ارتفاعا طفيفا. التعرف على المرض لمعرفة ما اذا كان المريض مصابا بالتهاب الزائده ام لا قال : د. الوهاب هناك (كشف ) سريري يحدد ذلك حيث ينام المريض على ظهره ويثني الركبة ويقوم الطبيب بالضغط على الناحية اليمنى اسفل البطن بيده ثم يرفعها بسرعة فاذا صرخ المريض من شدة الالم قد يكون مصابا بالمرض ويوضح خطورة الزائدة عندما تلتهب وتنتفخ بسبب امتلاء تجويفها بالافرازات والسوائل (الصديد) واذا استمر الالتهاب لفترة اطول فان الانتفاخ يزيد الى ان تنفجر وتخرج محتوياتها كالصديد والبكتريا الى التجويف البطيني والتهاب الغشاء البريتوني وهذا اكثر شيوعا بين كبار السن وهذه الحلة تعد من الحالات الجراحية الخطرة التي تهدد حياة المريض في اغلب الحالات لكن انفجار الزائدة الدودية يحتاج الى فترة طويلة لكي تنفجر وغالبا تدفع شدة الالم المريض الى المسارعة لرؤية الطبيب قبل ان تحدث مثل هذه المضاعفات بوقت كاف.