ما حدث في مصر من أحداث أمر مدهش ، لكنه متوقع ... إنه انقلاب عسكري (عديل) بكل ما يحمل من معانٍ . والسبب في ذلك ... عدم قدرة الرئيس مرسي ومجموعة قيادة الأخوان ومساعديه على إتخاذ القرارات المناسبة في القضايا الكبرى التي تعاني منها مصر في عهد الرئيس مرسي . ما حدث ليس إنقلاباً على الشرعية كما قال البعض ولكنه انقلاب عسكري نضجت ظروف نجاحه فنهض العسكر واستلموا السلطة خوفاً من وقوع صدامات دامية تطيح بكل مكاسب الشعب المصري . وخطورة ما حدث في مصر ... أن أي رئيس يأتي عبر صناديق الانتخابات ولا ترضى عنه غالبية الجماهير يمكن أن تحتشد وتهدد وتستدعي القوات المسلحة لتستولي على السلطة . وليس هناك جيش في العالم استولى على السلطة عبر مطالب قطاعات واسعة من الجماهير ... وعاد إلى ثكناته بعد فترة وجيزة . ولدى كثير من قيادات الجيوش العربية طموحات كبيرة في الحكم . إن السرعة الثورية التي أعادت الدكتور مرسي إلى مقر الحرس الجمهوري حبيساً وأعوانه إلى ثكنات الحرس الجمهوري محبوسين ... سيظلون على هذه الحالة لفترة ليست بالقصيرة حتى يتم ترتيب الأوضاع حسب رؤية العسكر . لقد أضاع الدكتور مرسي وإخوان مصر جميعاً فرصة تاريخية في حكم مصر ... وظلوا يوطدون أقدامهم في كثير من المواقع ، في المحافظات والمواقع المهمة منذ البداية مما أثار غضب القوى المعادية لهم ... كما إتخذ الرئيس مرسي الكثير من القرارات الخاطئة التي أثارت غضب الجماهير . وتفجرت الكثير من الأزمات أثناء حكم الرئيس مرسي ... انعدام المواد البترولية والغذائية وغياب الرأي الآخر وتعطيل الدستور وغيرها من القرارات التي أثارت كراهية المعارضة لمرسي وإخوانه. نحن في السودان ... وكما قال بيان وزارة الخارجية إنه وضع داخلي ولكننا تهمنا سلامة مصر وشعب مصر . إن ما حدث في مصر الشقيقة درس بليغ لكل البلدان المجاورة ، ويمكن أن يتكرر السيناريو في أي بلد وفي أقرب وقت . إن الجيوش العربية جيوش وطنية وتنحاز دائماً للجماهير ومطالبها المشروعة ، ومهمتها الأساسية حماية البلاد من كافة المخاطر ... إنها مسألة غير مبشرة للنظم التي تسعى لبناء الديمقراطية والحريات العامة . وأخشى على مصر وشعبها أن يتطور الأمر بشكل أكبر خلال الأيام القادمة ، لأن إخوان مصر لن يسكتوا على هذا الذي حدث ... لكنه حدث من جيش مصر العظيم . والله الموفق وهو المستعان