استطاع اجتماع وزير الثقافة ولاية الخرطوم الأخير مع مجموعة المذكرة أن يمتص الكثير من أجواء التوتر التي سادت بين الوزارة والمتظلمين من المسرحيين جراء الخلافات حول إدارة الموسم المسرحي الأخير . هذا اللقاء كانت نتائجة مرضية للطرفين ببساطة جاء بعد ان انتهى كل شيء . حيث يقول المنطق إن الموسم المسرحي لولاية الخرطوم فعلياً قد انتهى .. فطيلة ستة شهور من خلافات وشد وجذب لم تعرض ولاية الخرطوم من مشروعها (الأساسي) غير مسرحيتين ، هاتان المسرحيتان لم يحالفهما التوفيق والحظ في العرض في المسرح القومي لأسباب أولها عدم الإعلام الكافي عن الموسم من خلال الإعلانات رغم مجانيتها ، ثانيها الحملة المضادة التي يقودها المتظلمون من لجنة الموسم المسرحي الأمر الذي خلق نوعاً من الرأي العام في النهاية ادى الى إحجام الجمهور عن تلك المسرحيات وبالتالي غيابها من خشبة المسرح قبل الوقت المحدد لها .ومما يدعم هذا الاتجاه عدم عرض تلك المسرحيات مجددا في مسارح الولاية كما هو مخطط له حسب رؤية ولاية الخرطوم لموسمها . مايشير الى نهاية الموسم غض النظر عن حالة التصافي بين الوزارة والمسرحيين، هو قدوم فصل الخريف الذي أصبح الآن المهدد الأساسي للعروض العادية وهي الحجة التي لن يلوم الوزارة عليها أحد . على المسرحيين ان يفطنوا إلى هذه الحقيقة التي لا تفسد قضية للود القائم، فهم قد قالوا كلمتهم وسجلوا مواقفهم التي لايستهان بها والتي تشكل لهم ضمانات مستقبلية بعدم تجاوزهم أو غمط حقوقهم ، والوزارة كذلك وعت الدرس جيداً وتفهمت أصوات المسرحيين التي ترفض التجزئة والتمييز ، وبأي حال من الأحوال هو عام الأساس كما قالت الوزارة، وماحدث فيه، كله عبر وملاحظات مستقبلية ستتجنب تكرارها . ضاع عام على المسرحيين بأي حال من الأحوال لم يكونوا جاهزين له بحسب تقارير لجنة المشاهدة، هذا الموسم سيستمر سنوياً ، جدية أهل المسرح وأعمالهم الجديدة التي ترقى لمستوى جذب الجمهور هي التي ستجبر الوزارة وغيرها من الجهات الأخرى بدعم المسرح وتشغيل المسرحيين، وحتى ذلك الحين انتهى الموسم المسرحي ولنفكر ونخطط لغيره .